23 ديسمبر، 2024 7:26 ص

مقدمة الكتاب الأول 3/4

مقدمة الكتاب الأول 3/4

ويطرح الكتاب للدينيين العقليين خيارا للتأمل، يقوم على الأسس أعلاه، علاوة على الأساس الرابع، فتكون مجموع الأسس الذي يقوم عليها إيمانهم الديني هي:
تأصيل مرجعية العقل.
حاكمية العقل الفلسفي والأخلاقي.
نسبية الحقائق، بما في ذلك نسبية الحقائق المفترض أنها مطلقة لنسبيتها في الذهن كفهم بشري.
المذهب الظني الذي يعتمد الإيمان اليقيني بالله، لوجوبه العقلي، والإيمان الظني بالدين، لإمكانه العقلي.
التفكيك بين الإيمان والدين كإمكان عقلي غير محسوم.
التجرد من المذهبية التقليدية، واعتماد مذهب شخصي لكل ديني ظني.

ويؤسس بناءً على ذلك لمذهب قائم على ثلاث ركائز أساسية، هي:

– العقلية

– التأويلية

– الظنية

والتي تتفرع عنها مجموعة من الركائز الثانوية، منها:

– العقلانية

– الإنسانية

– العلمانية

– النسبية

– اللامذهبية

– التفكيكية

والتي، أي التفكيكية، يناقش الكتاب على ضوئها مع الدينيين العقلانيين أو اللاأدريين الدينيين إمكان – أو لعله من زاوية ما – رجاحة التفكيك بين الدين والإيمان، دون إلغاء أحد منهما للآخر، وليطرح (الإيمان)، أي (الإيمان العقلي)، كخيار ممكن ثالث، إلى جانب خياري الدينية والإلحاد (أو اللاإلهية)، أو بتعبير آخر خياري الإيمان الديني واللاإيمان، أو لنقل يطرح خيار الإلهية اللادينية أو اللادينية الإلهية، في مقابل كل من الإلهية الدينية، واللادينية اللاإلهية.

هذا بالرغم من أنني، كمؤلف لهذا الكتاب، قد حسمت خياري، كما سأبين إجمالا في هذا الكتاب، وتفصيلا في الكتاب اللاحق، فيما يأتي من عقائد:

يقينية الإيمان بالواجب العقلي، أي بالله.
اعتماد أن الدين ممكن عقلي، يتساوى بحسب موقف العقل منه طرفا الصدق وعدمه مفهوما، مع امتناع نسبة مصاديق هذا الممكن العقلي (الدين) إلى الله عند التنزيهيين، أي المُنزِّهين لله.
اعتماد مبدأ أن كمال توحيد الله تنزيهه، وكمال تنزيهه نفي الدين عنه، إذا ما ثبت أن الدين والطاغوت ليسا إلا اسمين لمسمى واحد.

هذا مع أولوية نفي الدين، أي إثبات امتناع صدوره عن الله، على موضوعة إثبات وجود الله، لأن للدين أضراره، مع عدم وجود ضرر لعدم الإيمان بالله.

أفكار نمت وتكاملت ملامحها ضمن خضم الفكر السياسي والتأملات الفلسفية، عبر مخاضات لتجربة ذاتية، تشكل أهم مفاصلها السنوات 1962 (الإلحاد)، 1977 (العودة إلى الإيمان بالله وبالإسلام)، 1997 (اعتماد تأصيل مرجعية العقل)، 2007 (المذهب الظني ثم لاهوت التنزيه)، بالنسبة لي كمولود في مطلع الثلث الأخير من نوڤمبر 1944.

بعض مضامين هذا الكتاب ينتمي إلى مرحلة سابقة من تحولاتي، أعدت قراءتها ونقحتها، على ضوء ما توصلت إليه اليوم.