23 ديسمبر، 2024 5:11 ص

مقدمات لنتائج خائبة مقدمات لنتائج خائبة

مقدمات لنتائج خائبة مقدمات لنتائج خائبة

قال رئيس الوزراء حيدر العبادي في بيانه بمناسبة حول العام الهجري الجديد ( التاريخ يعيد نفسه فمن حارب الامام الحسين هم انفسهم من يقتلون العراقيين ويكفرون جميع المذاهب )، وفي سياق بيانه دعى الى استلهام العبر من مسيرة الحسين. لا يضيف بيان العبادي هذا، الا خيبةً جديدةً لكل من يأمل في ان تتعظ أحزاب الاسلام السياسي وبالذات المتحكمة بالدولة، من نكبات السنوات الماضية صعودا من 2003. فمازال خطاب التجيش الطائفي هو االسائد لتحشيد وتعبئة العراقيين للتصدي لاكبرخطر يواجههم وهو تنظيم الدولة الاسلامية، في الوقت الذي تهد النكبات المستمرة حياة العراقيين.

سياسيون فاشلون، يصحبهم فوج من الحريم الثقافي من الاعلامين واشباه المثقفين وقسم من رجال الدين ومن على شاكلتهم، لم يجدوا في جعبهم الفارغة سوى هذا النوع من التحشيد، كلُ منهم يدعى نسبه للحسين او لخطه، دون ان يستطيع احد منهم بما فيهم رئيس الوزراء ان يثبت لنا كيف كان اجداد هؤلاء ( النواصب) الجدد ضمن جيش معاوية في قتاله ضد الحسين، وكيف ان اجدادهم من ( الروافض ) كانوا ضمن جيش الحسين او من ضمن من دعا الى الحسين ولم يخذله.

يكمن الموقف من الدولة الاسلامية (داعش) في ظلامية مشروعها ودمويته ولا انسانيتة ولاحضاريته واحتقاره حقوق الانسان. مشروع يقوم على الهوس والجنون باستخدام الابادة كل مخلتف معها، ويستدعي من التاريخ أسوء صوره.

عموما يشكل مشروع الدولة الاسلامية أحد القراءات للاسلام وتاريخه وهم يعتقدون انها القراءة السليمة والصحيحة بدون منازع وانهم الفرقة الناجية المدعوة بتأييد ونصر الله وستكون الجنة مثوى قتلاهم. لا تعدوا الدولة الاسلامية سوى سرطان عدواني في الاماكن التي تسيطير عليها او التي تتوجه اليها، لكن رئيس الوزراء، الذي جاء عن طريق حزب الدعوة الاسلامية يُناور كي يلعب دوراً أخر. هذا الحزب الذي اثبت وبدون منازع، انه حزب لا يمتلك اية برامج لاعادة بناء العراق. حزب لم يمتلك اي برنامج اقتصادي او سياسي او اجتماعي في حالة وصوله الى السلطة ولا تعدوا كل طروحاته في هذه الاصعدة سوى كونها مجموعة من الافكار الانتقائية التي يضحك منها الواقع والتي سيتردد اي متحف بالاحتفاظ بها
تمكن مصيبة العبادي وغيره من قادة الاسلام السياسي الشيعي او السنى بانه لا يستطيع ملامسة هذه الحقيقة المرة. فاذا كانت الدولة الاسلامية تسعى لبناء دولة الخلافة باعتبارها نموذج الدولة الاسلامية حسب الفقه السني فان الاسلام السياسي الشيعى لا يعدوا كونه سوى الوجه الاخر لهذه العملة الصدئة. فالاسلام السياسي الشيعي  وعلى راسهم حزب الدعوة الاسلامية الذي يتحكم في الدولة والحكومة يسعى لبناء دولة الامامة وهي الدولة الاسلامية حسب الفقه الشيعي. ولا تعدوا ممارسات الاحزاب الشيعية ومليشياتها بعيدة في جوهرها عن ممارسات الدولة الاسلامية سواء مع المختلف معهم دينيا اومذهبيا او سياسيا وربما تختلف هذه الممارسات في حدتها ومقدارها وكون هذه الاحزاب تقف على راس الدولة، اضافة لعوامل اخرى تلعب دورها في عدم اظهار هذا الجوهر السلفي، الذي يتعارض مع ابسط قواعد الحياة والدولة المدنية.
كل التلميعات في فكر الجماعات الاسلامية بكل الوانها لا يخفي حقيقة كونها،  متشابهة الجوهر والسلوك والهدف ولا ترتبط باية وطنية عراقية.
يحلو للعبادي وغيره من قادة لاسلام السياسي الشيعي ان يلعب دور الشيطان الاخرس حين يقترب من هذه الحقيقة ويلطم على عينه لكي لا يرى مرارتها، ولن يجد الا في ( حب) الحسين منقذاً له من هذه الورطة. يبدو إن رئيس الوزراء يستمتع بخرسه حين يدعو لاستلهام العبر من مسيرة الحسين، لكن السؤال يبقى يدور في ذهن المتلقي وهو ماذا ابقيتم للحسين؟ واي عبرة استلهمتموها منه ؟. لقد قتل الحسين ( 61 ه ) وحيداً بين أعداءه، مخذولا بمن دعاه واليوم يشعر الحسين بغربته بين  ( أنصاره)، اللذين لم يحفظوا له شئ يتشرف به، ولا نعرف من ابتلى بمن؟. هل ابتلى الحسين بهم؟، ام هم اللذين إبتلوا بالحسين؟
عندما يستجدي العبادي او غيره التاريخ من اجل التصدي للدولة الاسلامية، بصوره البائسة والمسيسة لمصالح معينة لن يجد خلفه سوى ارذل العراقيين، وبهم لا يستطيع مواجهة سرطان تنظيم الدولة الاسلامية، على عكس الخطاب الوطنى الذي لو تمسك العبادي وغيره من يقفون على راس الدولة به، لوجد افضل العراقيين واخلصهم يدعمون مشروعه الوطني.  لم يفلح النظام الساقط بتوحد العراقيين تحت راية القومية الممزقة وزاد بؤس مشروعه حين صبغ رايته بالدين. لم ولن يكون الدين عامل توحيد للعراقيين، بل على العكس، سبحت راياته في بحور دماء العراقيين، لكي تبقى قوى الاسلام السياسي اكبر المتاجرين به لرخص تكاليفة وسرعة تصريفه وقوة مفعوله وهنا يكمن سر ارتفاع معدل الربح الغير معقول
سياتي اليوم الذي ستجد فيه العراقيين يهتفون لا خلافية ولا امامية دولة دولة مدينة.

مقدمات لنتائج خائبة
قال رئيس الوزراء حيدر العبادي في بيانه بمناسبة حول العام الهجري الجديد ( التاريخ يعيد نفسه فمن حارب الامام الحسين هم انفسهم من يقتلون العراقيين ويكفرون جميع المذاهب )، وفي سياق بيانه دعى الى استلهام العبر من مسيرة الحسين. لا يضيف بيان العبادي هذا، الا خيبةً جديدةً لكل من يأمل في ان تتعظ أحزاب الاسلام السياسي وبالذات المتحكمة بالدولة، من نكبات السنوات الماضية صعودا من 2003. فمازال خطاب التجيش الطائفي هو االسائد لتحشيد وتعبئة العراقيين للتصدي لاكبرخطر يواجههم وهو تنظيم الدولة الاسلامية، في الوقت الذي تهد النكبات المستمرة حياة العراقيين.

سياسيون فاشلون، يصحبهم فوج من الحريم الثقافي من الاعلامين واشباه المثقفين وقسم من رجال الدين ومن على شاكلتهم، لم يجدوا في جعبهم الفارغة سوى هذا النوع من التحشيد، كلُ منهم يدعى نسبه للحسين او لخطه، دون ان يستطيع احد منهم بما فيهم رئيس الوزراء ان يثبت لنا كيف كان اجداد هؤلاء ( النواصب) الجدد ضمن جيش معاوية في قتاله ضد الحسين، وكيف ان اجدادهم من ( الروافض ) كانوا ضمن جيش الحسين او من ضمن من دعا الى الحسين ولم يخذله.

يكمن الموقف من الدولة الاسلامية (داعش) في ظلامية مشروعها ودمويته ولا انسانيتة ولاحضاريته واحتقاره حقوق الانسان. مشروع يقوم على الهوس والجنون باستخدام الابادة كل مخلتف معها، ويستدعي من التاريخ أسوء صوره.

عموما يشكل مشروع الدولة الاسلامية أحد القراءات للاسلام وتاريخه وهم يعتقدون انها القراءة السليمة والصحيحة بدون منازع وانهم الفرقة الناجية المدعوة بتأييد ونصر الله وستكون الجنة مثوى قتلاهم. لا تعدوا الدولة الاسلامية سوى سرطان عدواني في الاماكن التي تسيطير عليها او التي تتوجه اليها، لكن رئيس الوزراء، الذي جاء عن طريق حزب الدعوة الاسلامية يُناور كي يلعب دوراً أخر. هذا الحزب الذي اثبت وبدون منازع، انه حزب لا يمتلك اية برامج لاعادة بناء العراق. حزب لم يمتلك اي برنامج اقتصادي او سياسي او اجتماعي في حالة وصوله الى السلطة ولا تعدوا كل طروحاته في هذه الاصعدة سوى كونها مجموعة من الافكار الانتقائية التي يضحك منها الواقع والتي سيتردد اي متحف بالاحتفاظ بها
تمكن مصيبة العبادي وغيره من قادة الاسلام السياسي الشيعي او السنى بانه لا يستطيع ملامسة هذه الحقيقة المرة. فاذا كانت الدولة الاسلامية تسعى لبناء دولة الخلافة باعتبارها نموذج الدولة الاسلامية حسب الفقه السني فان الاسلام السياسي الشيعى لا يعدوا كونه سوى الوجه الاخر لهذه العملة الصدئة. فالاسلام السياسي الشيعي  وعلى راسهم حزب الدعوة الاسلامية الذي يتحكم في الدولة والحكومة يسعى لبناء دولة الامامة وهي الدولة الاسلامية حسب الفقه الشيعي. ولا تعدوا ممارسات الاحزاب الشيعية ومليشياتها بعيدة في جوهرها عن ممارسات الدولة الاسلامية سواء مع المختلف معهم دينيا اومذهبيا او سياسيا وربما تختلف هذه الممارسات في حدتها ومقدارها وكون هذه الاحزاب تقف على راس الدولة، اضافة لعوامل اخرى تلعب دورها في عدم اظهار هذا الجوهر السلفي، الذي يتعارض مع ابسط قواعد الحياة والدولة المدنية.
كل التلميعات في فكر الجماعات الاسلامية بكل الوانها لا يخفي حقيقة كونها،  متشابهة الجوهر والسلوك والهدف ولا ترتبط باية وطنية عراقية.
يحلو للعبادي وغيره من قادة لاسلام السياسي الشيعي ان يلعب دور الشيطان الاخرس حين يقترب من هذه الحقيقة ويلطم على عينه لكي لا يرى مرارتها، ولن يجد الا في ( حب) الحسين منقذاً له من هذه الورطة. يبدو إن رئيس الوزراء يستمتع بخرسه حين يدعو لاستلهام العبر من مسيرة الحسين، لكن السؤال يبقى يدور في ذهن المتلقي وهو ماذا ابقيتم للحسين؟ واي عبرة استلهمتموها منه ؟. لقد قتل الحسين ( 61 ه ) وحيداً بين أعداءه، مخذولا بمن دعاه واليوم يشعر الحسين بغربته بين  ( أنصاره)، اللذين لم يحفظوا له شئ يتشرف به، ولا نعرف من ابتلى بمن؟. هل ابتلى الحسين بهم؟، ام هم اللذين إبتلوا بالحسين؟
عندما يستجدي العبادي او غيره التاريخ من اجل التصدي للدولة الاسلامية، بصوره البائسة والمسيسة لمصالح معينة لن يجد خلفه سوى ارذل العراقيين، وبهم لا يستطيع مواجهة سرطان تنظيم الدولة الاسلامية، على عكس الخطاب الوطنى الذي لو تمسك العبادي وغيره من يقفون على راس الدولة به، لوجد افضل العراقيين واخلصهم يدعمون مشروعه الوطني.  لم يفلح النظام الساقط بتوحد العراقيين تحت راية القومية الممزقة وزاد بؤس مشروعه حين صبغ رايته بالدين. لم ولن يكون الدين عامل توحيد للعراقيين، بل على العكس، سبحت راياته في بحور دماء العراقيين، لكي تبقى قوى الاسلام السياسي اكبر المتاجرين به لرخص تكاليفة وسرعة تصريفه وقوة مفعوله وهنا يكمن سر ارتفاع معدل الربح الغير معقول
سياتي اليوم الذي ستجد فيه العراقيين يهتفون لا خلافية ولا امامية دولة دولة مدينة.