18 ديسمبر، 2024 11:38 م

مقدمات التفاوض – 2

مقدمات التفاوض – 2

هل هناك منازلة سياسية ……  او جدل ستراتيجي حول العمل السياسي .. هل نحن بحاجة الى الجلوس على مائدة محددة ومخصصة للتفاوض الوطني …..  او  اصبحنا ندور في فلك …. اسمه الخوف من …. مصيبة التفاوض الوطني … ماهي الحلول ……… كيف نتدارك امر التفاوض الواجب  بين الغرماء المختلفين … وهل الامر وصل الى مرحلة القسر الاعمى للابتعاد كل برأيه … والاحتفاظ بأجتهاداته الخاصة … وكانها … نص مقدس … لاتوجد اي ادوات او مقدمات لتفكيكها  ….. ومن ثم ماهي اوليات مقدمات التفاوض التي من الممكن ان تسير بالفرقاء الى شواطيء الوسطية والمعقولية … … وهذا الامر هو ما نريد ان ندخل به بهدوء وتروي …. دون تعقيد … او فلسقة معقدة …تتبنى الشعارات الوطنية حسب … دون ملامسة الواقع الحقيقي للمشكلة …. عموما اشرنا في مقالنا السابق… مقدمات التفاوض …عن تلك المقدمات واهمية التعامل بها … والان موضوعنا هو استمرار لما سبق ..وتاكيد لما تقدم …..
     -الحوار … ثم الحوار … لغة العصر المتمدن ..لغة التفاهم والنجاح ..وهي تأكيد لابعاد صيغة المنازلة اللفظية او الجدلية … ففي السياسة والحوار ليس هنالك منازلة … بل هي حديث بالحسنى او امتناع بالمعروف … وتحديد صيغ واضحة وراقية …. تعتمد العلية بالقيم والاخلاق … وتجذير مشاربها واصلها … لاجل مصلحة العراق وشعبه …مما يمنحنا اساس معقول للحوار الهاديء الرصين من اجل الحفاظ على مباديء الديمقراطية .. وترسيخ مفاهيم معقولة للبناء تعتمد الاسس المعقولة والمتوازنة بالبناء السياسي .. وتشكيل قاعدة مفاهيم ستراتيجية للمستقبل … ….
– استخدام الحد الاقصى من المرونة في المواقف .. واذابة ما يمكن اذابته من الجليد الصلب المتراكم … قدر المستطاع …. لاجل اجلاء الحقائق وبيان صورتها …. وتأكيد مصداقيتها .. وتحديد معاني  القيم الوطنية … والسعي الى تلك القيم بكل الطرق والاساليب وان اختلفت نوعما بين طرف واخر …المهم ان تصب في الجانب الوطني حصرا………
– الابتعاد قدر الامكان عن تقرير الحقائق من طرف واحد … والزام الاطراف الاخرى بالالتزام بها …  وكلما كانت الحقيقة اقرب الى الوطن بدرجات كبيرة كلما زاد الاطمئنان حولها … وتواردت الخواطر الوطنية لقبولها … اذن لابد من الاتفاق على الحقائق ….من جميع الاطراف …. بعد رؤية وجهة النظر من كل الاطراف …
– تجنب سياسة المداهنة والجمود والتصلب … او اعتماد سياسية الزجر .. او التلويح او التلميح باستخدام القوة …. سواء عسكرية او جماهيرية …. بل اعتماد سياسة تطوير المواقف والرؤى الى ابعد مدى ممكن ..لان الامر يتعلق ببلد كبير وشعب اصيل وذوو مكونات اجتماعية متعددة … وتحتاج الى صيغ جامعة لا مفرقة … حتى يعم الاستقلال السياسي والسلم الاهلي … وتدور حركة العمران والبناء والحضارة …..
– ومن اجل التفاوض …. لابد من اختيار الشخصيات الهادئة التي تعتمد سياسةالاقناع …  ويمتلكون  نفس التفاوض الطويل والمرن ….. ولا يرغبون بسياسة التهافت والانفعال والتصلب برد الفعل …وعليهم ان يملكوا ناصية رد الحجة بالحجة ….. ولهم القدرة على الرضوخ للحقيقة الوطنية … وكذلك لهم الوسائل المتعددة للسيطرة على مشاعرهم… كما باستطاعتهم وبدقة الفرز بين الذاتية والموضوعية … وعزل وتبويب ما بين الشخصي والحزبي وبين المصلحة الوطنية العليا  …..
– تحديد اهمية التفاوض … وبيان ادوات العمل … ومعرفة اي الابواب التي يجب ان تطرق اولا … وماهي الاهداف التي يمكن التنازل عنها … واي الاهداف التي يمكن التنازل عنها … واو تخفيف حدتها مقابل مكاسب مماثلة
……………………. اذن تلك شذرات بسيطة تكمله للموضوع السابق … قد تكون متناثرةالى حد ما الا انها تسير الى منبع واحد … منبع الوفاق والمصلحة الوطنية ……. عسى ان تكون نافعة بحدودها البسيطة…  لان التقاطع السياسي والاختلاف لم يعد امرا موضوعيا او بسيطا … بل تعدى ذلك ليصل الى عمق الخلاف الوطني والمجتمعي . وانعكس بصورة سيئة ومعتمة على مستقبل امة … عادة ما تتباهى بتاريخها العميق … الذي لم يبنى لو ما تكون هناك صيغة للتفاوض … حتى وان كان بحدوده الدنيا … … او بصيغ مختلفة للزمان الفائت ……..