نشر موقع كتابات يوم ٦ أكتوبر ٢٠١٥ مقالا بعنوان ” كربلائيون يتطلعون لانصاف محافظهم السابق السجين صابر الدوري”. وفي هذا المقال استعراض لسيرة هذا الضابط المحترف الفريق الركن صابر الدوري الذي تخرج من الكلية العسكرية عام ١٩٦٧ ومن ثم كلية الأركان الدورة ٤٢ ثم تدرج في المؤسسة العسكرية العراقية شاغلا اعلى المناصب ومن ضمنها مديرا للاستخبارات العسكرية . في عام ١٩٩٦ صدر امر تعيينه محافظا لكربلاء وبقي في هذا المنصب خمس سنوات الى عام ٢٠٠١ . وبعد الاحتلال ألقي القبض عليه وأحيل الى المحكمة الجنائية العراقية التي شكّلها سيء الصيت بول بريمر فحكمت عليه عام ٢٠٠٤ بالسجن المؤبد .
وفي هذا المقال أيضاً صورة من عريضة وقعها ١٢ من شيوخ عشائر كربلاء موجهة الى المحكمة الجنائية في عام ٢٠٠٤ يشيدون فيها بهذا الرجل النزيه وقالوا ان له أيادي بيضاء في مساعدة المحتاجين وكان مكتبه مفتوحا لجميع المواطنين وقد ساهم في إماطة الأذى ورفع الغبن والحيف عن الكثير من الكربلائيين . وهنالك صورة كذلك من رسالة وجهها سماحة أية الله السيد حسين الصدر الى رئيس المحكمة الخاصة يشير فيها الى ان المحافظ صابر الدوري قد منع الكثير من التسفيرات التي صدرت بحق بعض العوائل في كربلاء كما وانه ساهم مساهمة فعالة في إعمار محافظة كربلاء والتعاون مع أهالي المحافظة والزائرين الوافدين ولم يكن يحمل فكرا متطرفا او عنصريا.
استوقفني هذا المقال وقرأته اكثر من مرة وفي كل مرة أقول مع نفسي حالما أفرغ من قرائته “سيدي صابر الدوري ما أعظمك من عراقي شريف” .. يكتب في حقك سماحة السيد حسين الصدر ولفيف كبير من رؤوساء العشائر في كربلاء شهادة صادقة و منصفة من رجال كلهم شيعة وانت سني قيد المعتقل…. مااروعكم ويالحسن وفائكم يا أهل كربلاء . كلنا يعلم ان منصب محافظ هو اقل بكثير من المناصب الخطيرة التي تبوأتها قبل ذلك كمدير للاستخبارات العسكرية ومدير لجهاز المخابرات ومع ذلك ما أن صدر امر تعيينك كمحافظ لكربلاء أنكببت على منصبك كموظف كفوء يفتح مكتبه وقلبه ويده السخية لأهالي كربلاء الكرام . وأشرفت كذلك على إعمار تلك المحافظة في زمن الحصار الخانق ولم يدخل جيبك فلس واحد من المال الحرام . ولم تضطهد أهل تلك المدينة المسكينة وتوغل في تسفير بعضهم الى ايران كي تثبت لرئيسك انك من معدن الرجال المخلصين أملا في ان يعينك بمنصب اعلى كما كان البعض من حاشية ايام زمان من ذوي النفوس الضعيفة يفعلون . ابعد كل هذه الشهادات من أهل كربلاء وآية الله سماحة السيد حسين الصدر يستحق هذا الرجل ان يسجن منذ عام ٢٠٠٤ والى يومنا هذا وهو يناهز السبعين من العمر . ان الجميع تنظر بعين الشك الى نزاهة واستقلالية القضاء العراقي المسيس … الم يتآمر المالكي مع مدحت المحمود ليصدر حكما بالسجن غيابيا ٧ سنوات بحق محافظ البنك المركزي العراقي.. الخبير الاقتصادي ذو السمعة العالمية سنان الشبيبي لانه رفض ان يقوم المالكي بسرقة الجمل بما حمل . ثم برأته محكمة اخرى باعتبار ان الحكم الاول هو حكم كيدي لأغراض دنيئة معروف من هو قد لفقها .
لو كنت مكان رئيس الوزراء حيدر العبادي لاتجهت فورا الى السجن الذي يقبع فيه صابر الدوري فاطلب منه برفق ان يقبل ان اصطحبه الى كربلاء فاعينه محافظا عليها امام أهلها الذين أحبوه … بدل محافظها الحالي الذي يشتمه أهل كربلاء بكرة وأصيلا…هكذا اضرب مثلا حيا ان لا مكان للطائفية في العراق… و هكذا أرد على قول المالكي السفيه ” بعد ما ننطيها”.
بمثل هذا النفس تصرف نيلسون مانديلا حين استقبل بود وأدب جم القاضي الأبيض الذي أصدر عليه الحكم بالسجن ٢٧ عاما ثم أصر على ان يجلس السجان الأبيض حارس زنزانته في الصف الاول في حفلة تنصيب مانديلا رئيساً لجنوب افريقيا قائلا له ” لقد كُنتَ موظفا تؤدي وظيفتك ليس الا” . بنفس هذه الطيبة والقلب الكبير تصرف المرحوم الملك حسين حين قاد سيارته بنفسه في عام ١٩٩٦ فأخرج المعارض السياسي ليث شبيلات من سجنه واصطحبه الى بيته كي يفرح قلب أمه معلنا العفو عنه . وقبل هؤلاء جميعا طمأن الرسول محمد (ص) أهل مكة وسادتها وعفا عنهم عند فتحها قائلا لهم إذهبوا فأنتم الطلقاء .
اما آن لك يا رئيس الوزراء ان تقوم بفعل الرجال الفرسان… وان كنت لا تعلم فإن العراقيين يعشقون القواد الشجعان الذين يبهرون شعبهم بشجاعتهم … فإن كنت غير قادر على ازاحة اللصوص والمفسدين كما ادعيت وطبلت وزمرت فعلى الأقل دع الناس ولاسيما أهل كربلاء يتذكرونك بأنك من أفرجت عن صابر الدوري … أم انك تخشى ان يلومك على ذلك القائد الضرورة المالكي وصحبه الأشرار ؟