ان من اهداف القصاص هو توقيف الاعتداء على البشر وخلق جو من الاطمئنان يعيشه الانسان لانه لم يخلق للموت ، والشقاء ، والمعاناة بل خلق ليؤدي دوره في الحياة ، والقيام باصلاح الارض ، وعمارتها لا تخريبها ونشر الموت والرعب في ارجائها . ان مشاهد القصاص في الدين لا تخلوا من عنف والم وهذا شيئ طبيعي وهناك احكام يجب ان تجرى امام الناس والهدف هو تخويفهم من ان يفكر حتى لفعل الخطا ويكون جزاؤه هذا المصير على سبيل المثال لا الحصر جزاء المفسد في الارض ان تقطع رجله ويده من خلاف ، وعقوبة الرجم حتى الموت ، وعقوبة الالقاء من شاهق ، وقطع اليد كلها مشاهد لا تخلو من دماء لكي يرتدع الانسان عن الاقدام نحو الجريمة ويبتعد عنها قال الله تعالى ( ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب ) .
ان النفس البشرية هي كتل من مشاعر لا تقبل باي شكل من الاشكال ان ترى قاتل عزيز لها وفلذة كبدها يتنعم في الحياة وابنها تحت اطباق الثرى وان الله خالق البشر وهو اعرف بهم من انفسهم وما يجول في خاطرهم وحتى لا تكون الحياة فوضى وينتشر القتل جاء حكم القصاص بالمجرمين ، وان كان رئيس القوم لانه لا يعدوا بشرا مثلهم حتى الغرب (الديمقراطي) بدا يتجه الى عقوبة الاعدام . ان حب الانتقام صفة موجودة في البشر جاء الدين لتنظيمها وترتيبها وضبطها حتى لا تعقر المجتمع وتسيل الدماء فجاء القصاص من اعقل العقلاء وهو البارئ تعالى .
يحلو لبعض الاقلام ان تهرف بما لا تعرف لكي تصطاد بالماء العكر ولتمرر افكارها المنحرفة على البسطاء ، ويحاولوا ان يعبروا الزمن ان هؤلاء يعيشون في مزيج من العلمانية على شيئ من البعثية مضاف اليها شيوعية وقومجية فضاع الكاتب في هذا الخليط غير المتجانس من افكار مشوشه قادته الى التيه ، فجاء الكلام فاضحا له من حيث يدري او لا يدري لانه جاهل باحكام الدين والقرآن .
ان الدين نظام ثابت لا يتغير لانه صادر من لدن حكيم عليم ولا يستطيع البشر ان يغير او يعدل وفق ما يشتهي فان احكام القتل والرجم والاعدام ثابتة ، فعندما يعدم المجرم سواء كان على مستوى رئيس او غيره فان الحكم ثابت لانه بشر مجرم وان الكل تحت الدين والقانون سواء فليس هناك فضيحة للنفس في حالة القيام بالعمل كما جاء في كلام الكاتب فلولا هذه الاحكام لاكلك المجرمون ولاصبحت الحياة غابة ، ولكن تجربة اقامة الحدود الاسلامية كانت محدودة لا لعيب فيها بل للانحراف الذي حدث بعد الرسول ومجيئ سياسات لا تعرف من الدين شيئا واصبحت الامة بيد النسوان والصبيان والقيان والمخانيث ، فلو طبقت الانسانية احكام الدين لاختفت الجريمة من الوجود ولاصبحت الحياة آمنة ولكن لعزوف الانسان عن تطبيق الاحكام انتشرت الجريمة على اعلى مستوياتها في الارض وحتى ان رئيس الكنيسة في بريطانيا دعى الى تطبيق بعض الاحكام الاسلامية التي تحد من الجريمة عندهم ، وليس هناك محذور من اقامة الحد على الجاني في اي زمان ومكان وليس هناك تقييد لاقامة الاحكام وان الرسول اصدر حكما بقتل عدد من المجرمين حتى وان كانوا معلقين باستار الكعبة لشدة جرمهم وبشاعته بغض النظر عن الزمان والمكان ولعمري ياليت صدام راعى حرمة الاشهر الحرم في قتاله مع ايران او في احتلاله الكويت وكم اعدم من الشباب الابرياء في ايام الاعياد من دون رادع ولا ضمير وما جريمة انتهاك حرمة مدينة كربلاء المقدسة وضربه قبة ضريح الامام الحسين ابن الرسول لخير دليل على السادية والديماغوجيا وجنون العظمة الذي كان يعاني منها .
ان الله لم يوصي فقط بالجلد او الرجم كما قال الكاتب بل بالقتل ايضا راجع القران واحكام الجريمة في الاسلام والقصاص فيه ، لقد كان الاسلام دقيقا جدا وراعى العدالة في اعلى مستوياتها في اقامة العقوبه على الجاني لكيلا لا يحدث غبن في القضية جاء في القرآن ( انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم ) المائدة 33 وقال تعالى في اية اخرى ( وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين والانف بالانف والاذن بالاذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون ) 45 المائدة اي ظالمون لانفسهم ولحياتهم ولمجتمعهم ولمستقبلهم ولاولادهم وللاجيال التي تاتي بعدهم لانهم اورثوهم مجتمعا مملوء بالجريمة والدم والقتل والحقد لانهم في يوم من الايام فقدوا تطبيق احكام الاسلام فاختلطت الامور وانتشرت الفوضى فكما ان الجاني حياته عزيزة عليه فان المجني عليه كذلك .
ففي الوقت الذي يدعوا فيه الى اصلاح النفس فانه لم يصلح نفسه من الاحقاد والكراهية عندما يصف البعض بالسادية والديماغوجيا لانهم اعدموا صدام وطبقوا القانون وحكمه هذا منطلق من نفس لم تنل قسطا وافرا من الاصلاح فلم يستطع ان يحكم بالعدل وهذا يعني ان كل الذين يطبقون القانون مصابون بالسادية حتى الباري تعالى شانه وعلا عن ذلك علوا كبيرا اضافة الى ذلك لم يستطع التخلص من عقدة اسمها المالكي كما هي عند غيره والذنب ان هذا الرجل وقع على اعدام صدام .
واعاد صاحبنا الاسطوانة المشروخة التي مل السمع منها وهي ايران واعتبارها بلد الملائكة والقرار المنزل من الله تعالى .
ان عاطفة البشر واحدة مهما اختلف اللون واللسان والبيئة لان الخالق واحد ووحدته تتجلى في وحدة خلقه . لقد كان اعدام صدام عادلا ومنصفا مقابل ما اقترفته يداه من قتل وتعذيب وانتهاك للحرمات والاعراض وجرائمه طويلة عريضة تفوق العد والحساب فلا نتجاوز على حكم الله ونقول بل جزاؤه اكثر من مجرد اعدامه من الحياة .
المتباكون على صدام لم يذوقوا لوعة التعذيب فهذا الذي يبكي عليه لم يفري له كبدا ولم يخطف منه ولدا ولم ينتهك له عرضا ولم يعري ناموسه في السجون ولم يسلب امواله التي قضى العمر في كدها لتذهب في طرفة عين اننسى مصطلم الاذان وجادع الانوف وخاتم الجباه بكلمة خائن لانه لم يشترك في (القادسية) لقد كان العقاب من جنس الجريمة اهان الناس فاهانوه وقتل اولاد الناس فقتلوا اولاده وقتل الناس فقتلوه وكما قالوا بشر القاتل بالقتل وافعل ما شئت فكما تدين تدان انها ارادة الله ايها الكاتب لا ارادة البشر انه مكر الله ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين لقد اساء كثيرا فاحاق به هذا العمل ولا يحيق المكر السيئ الا باهله انه قتل كثيرا من خلق الله لنزوة شريرة شيطانية يعاني منها انسان قتل الملايين من الشعب العراقي والايراني والكويتي لتحققيق احلام تافهه لا توجد الا بدماغه .
لقد حار الكاتب لانه لم يجد شيئا من اعمال صدام ليدافع بها عنه فتمسك بهذه العروة الضعيفة وركب هذا القارب المتهالك وهو قضية اعدامه في عيد الاضحى والمراد من ذلك هو التهجم على هذا المكون الكبير للشعب العراقي وعلى الغالبية العظمى منه وهذه الحقيقة بصراحة ومن دون لف ولا دوران لقد ضخمت هذه المسالة كثيرا من بدايتها وهي لا تستحق هذا التكبير والتفخيم وبالاخص على لسان شيخ الفتنة ومفتي الناتو القرضاوي .
لقد خلف صدام ابناء استخفوا بكل القيم والمقدسات ويعرف كل عراقي من هو عدي وقصي عن اخلاقهم السيئة واستهتارهم بكل ما هو موجود وطيشهم وحماقتهم وشقاوتهم لقد كان الشخص الاول
الذي اوصل العراق الى هذا المستوى المخيف هو صدام في تدمير الجيش العراقي والبنية التحتية للبلد وكل ما يمشي على الارض من خلال حربين خاسرتين لا جدوى منهما ولا طائل الى ان سقط واكمل المشوار بريمر عندما حل الجيش وبدات الماساة الحقيقية من هناك ووقف الاكراد من جهة والعملاء للخارج الموجدون في الحكومة بشدة في وجه تسليح الجيش واعادة تشكيله الى ان بانت الحقيقة ودخل داعش واراد اسقاط بغداد من دون جيش ولا مقاومة لولا الحشد الشعبي الذي استطاع في اللحظات الاخيرة انقاذ بغداد والبلد من الضياع .
ان الذي اوصل الوطن الى هذا الحد هو من اطلق الرصاصة الاولى لاحتلال الكويت حيث ارتبكت الاوضاع والتبست الاوراق واختلط الحابل بالنابل وساء وضع المنطقة العربي والاقليمي ، ان الممهد الاول لدخول داعش الى البلد هو هذه الاعمال الرعناء من قبل صدام اذ كان يظن انه يستطيع ان يقاوم اكثر من ثلاثين دولة شاركت في طرده من الكويت اي عقلية هذه واي جنون عظمة عنده . اننا لا ناتي بجديد عندما نسرد هذه الاعمال واي قيمة ابقى للبلد عندما دخل وزير دفاع صدام في ذلك الوقت سلطان هاشم الى خيمة صفوان بعد ان جردوه من سلاحه وقبعتة ذليلا مدحورا مستمعا فقط لا متحدثا الا بكلمات الطاعة والرضا لحكم الاميركان لقد قدم نفط العراق رخيصا الى اميركا واعطاها حق الاستخراج مدى الحياة من اجل ان يبقى في الحكم ورضي بكل ما تقوله اميركا لقد كان معوله شديدا على العراق الذي بدا بالضربة الاولى للبلد وتبعته ضربات مؤلمة الى ان طمع به الاتراك وشذاذ الافاق من الفاشلين بالحياة من الدواعش وكل الاراذل والاوباش الذين طمعوا بهذا البلد الطيب ( راجع مذكرات سوزان لينداورز) عميلة السي اي ايه المنشقة وراجع التاريخ والوقائع . بعد هذا السرد البسيط لاعمال صدام الا يستحق ان يعدم في زمان ومكان واما ان الاوان للاقلام الرخيصة والافكار المتبلدة ان تصحوا .