11 أبريل، 2024 11:30 ص
Search
Close this search box.

مقتل الطيار الكساسبة الفعل والفاعل ونائب الفاعل)/2

Facebook
Twitter
LinkedIn

في احدى خطب شهيد الجمعة السيد(محمد الصدر)قدس سره الشريف،تكلم عن من كان يقف وراء مقتل سيد الشهداء الامام(الحسين)عليه السلام،فكان مما قاله بالمعنى وليس بالنص:ان البعض يقول انه(عمربن سعد) واخرون يقولون انه(عبيد الله بن زياد) وغيرهم يقولون(يزيد بن معاوية) غير اني أقول-والحديث للسيد- ان القاتل هو(الامبريالية).وهنا لااريد ان اتوسع في مناقشة هذا القول البليغ وما فيه من بعد نظر عقلية وفلسفية عميقة كان يمتلكها السيد الشهيد(قدس سره) في التحليل والنقد مع ان الامر يستحق ان يكتب به وعنه البحوث والدراسات التي توطر وتناقش هذا البعد في التفكير من خلال استقراء احداث الماضي وإيجاد أجوبة منطقية غير نمطية،عن طريق اثارة التساؤلات والاجابة عليها.وبالتاكيد هي محاولة لفهم مايراد بنا وما يحاك علينا من مؤمرات ودسائس لم تتوقف منذ اكثر من(1400) سنة مضت وما زالت حتى الان. ان هذه المقدمة هي من باب التمهيد لاستكمال الإجابة عن التساؤل الذي كان عنوان لمقالتي السابقة،والتي تطرقت فيها الى حرق وقتل داعش للطيار الأردني(الكساسبة)،وما تبع ذلك من ردود فعل وتداعيات. ولهذا فان السؤال المهم بل والاهم في هذه القضية هو:من الفاعل، ومن نائب الفاعل؟. وكأني اسمع الجواب:ان الفاعل هم(داعش)،اولم يعلنوا صراحة عن فعلتهم النكراء وتبنوها بل ونشروا مقطع الفيديو الذي يظهر جريمتهم بايدي أدوات القتل الملثمة،ومن خلال مواقعهم الرسمية على(النت).اقول نعم هذا صحيح الى حد كبير،ولكن اوليس(نائب الفاعل)هو الأقرب الى(الفاعل)في صناعة الفعل والحدث. اولا يذكرنا مقطع الفيديو هذا بالفلم الهوليودي الشهير wag the Dog)) وبطله (Robert de niro) .            

     والذي يلخص بشكل فاضح كيفية تحويل الأكاذيب الى واقع عن طريق استخدام وسائل الاعلام وادواتها.اولم نسمع في نهاية مقطع الفيديو هذا صوت رجل يقرأ علينا فتوى استمد منها هؤلاء شرعيتهم البائسة والزائفة في قتل الكساسبة حرقا، اليس صاحب الفتوى وشيخ الضلالة(ابن تيمية) هو الفاعل الذي شرعن هذا الفعل وغيره من أفعال قبيحة قام بها هؤلاء،بل ان وجودهم في الأصل ولد من رحم أفكاره هو ومن تبعه ولف لفه من شيوخ(التكفير والقتل) الذين بليت بهم الامة ، وبما يحملونه من فكرهم الملوث بالشوائب والمحمل بالكراهية لمن خالفهم في الدين او المذهب او حتى الرأي.ولكن اليس هولاء أيضا-قديما وحديثا- هم مجرد (دمى) كانت وما زالت تحركها ايدي الحكام والسلاطين،بخيوط بعضها واضح كالشمس في رابعة النهار،وأخرى من خلف الستار…
واللحديث بقية ان وفقنا الله وبقي العمر.  

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب