23 ديسمبر، 2024 6:18 ص

مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي

مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي

مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ولماذا نعتقد من ان السعودية لن تتعرض الى عقوبات امريكية جدية على خلفية هذه الجريمة الشنيعة؟
تواجه السعودية وبشكل اكثر وضوحا وادق تهديفا،منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشجي والى الان، الكثير من النقد والكثير من التهديدات بالعقوبات وما اليهما من اجراءات على خلفية هذا الفعل الاجرامي. هذه التلويحات او هز العصا الغليضة في وجه الامير محمد بن سلمان، انحصرت جميعها في خانة التهديد الاعلامي واخر ما سوف ناتي عليه تاليا في الذي يستند الى تصريحات من اعضاء في مجلس الشيوخ و اعضاء اخرين في مجلس النواب من الديمقرطيين، ان جميع القرائن تشير بوضوح الى ضلوع الرجل في هذا الجرم الغير انساني، وهذا ما اكده ثلاث اعضاء في مجلس الشيوخ ومن الجمهوريين الذين ينتمي اليهما ترامب، رئيس الادارة الامريكية، بالاستناد الى تقرير المخابرات المركزية الامريكية بعد ان استمعوا اليه في جلسة خصصت لهذا الغرض. اليوم الثلاثاء، سوف يقدم مشروع قرار تقدم به رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي، لتحميل ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ومن ثم يفتح الباب، لمعاقبة السعودية على خلفية هذا العمل الشنيع. نعتقد وبدرجة كبيرة جدا ان هذا القرار سوف يصدر، لكنه من شبه المؤكد، لن يكون قرار ذا تاثير مهم ويسبب احداث ثلمة كبيرة في جدار العلاقة الامريكية السعودية، بل ان القرار سوف يحرص على تلك العلاقة من غير احداث جروح عميقة في جسد تلك العلاقة، لاسباب تتعلق بالاستراتيجية الامريكية في المنطقة العربية وعلى وجه التحديد تصفية القضية الفلسطينية بمنصتها صفقة القرن التجارية، التى سوف ناتي عليها لاحقا في هذه السطور المتواضعة. جاريد كوشنير كبير مستشاري البيت الابيض، صرح مؤخرا: من ان تقرير المخابرات المركزية الامريكية لاقيمة له، وفي الوقت ذاته اشاد بالامير السعودي الشاب محمد بن سلمان واصفا اياه من انه رجل اصلاح.. ان القرار الذي سيطرح في مجلس الشيوخ الامريكي، من المحتمل جدا ان يمرر، لكن السؤال هنا ماهو صغية القرار ومن سوف يستهدف والى اي درجة سوف يوغل في معاقبة السعودية وبالذات ولي العهد؟ بالرجوع الى موقع السعودية الاشتغالي في السياسة الامريكية في المنطقة العربية لقرن فات والى الان، يمكننا ان نستشف فحوى هذا القرار..؛ القرار من المرجح سوف ينحصرفي دعوة الادراة الامريكية الى ايقاف التعاون الامريكي السعودي في الحرب العبثية الدائرة في اليمن اي الدعوة الى عدم تزويدها بالمعدات العسكرية التى تحتاجها حصريا في النوع وماهية فعلها، في حربها على اليمن، التى يجري الان التفاوض في السويد، لوضع حل لها، هذه الحرب التى هي في الاساس وقبل مقتل خاشقجي تشكل قلق على السياسة الامريكية بسبب ضغط الراي العام الامريكي والعالمي عليها، وشكل الجرم السعودي الاخير ضغطا اضافيا، لذا سوف تستثمر الحكومة الامريكية العميقة، مقتل خاشقجي وقد استثمرته في دفع الحكومة السعودية على الدخول في الحوار مع الحوثيين، وتاليا اجبارها بصورة او باخرى، على تقديم تنازلات في المفاوضات الدائرة الان..ليس على طريقة الحل الناجز والكامل بل على طريقة انصاف الحلول وهذا موضوع اخر، لامجال للخوض فيه الان وفي هذه الحروف المتواضعة. من المحتمل ان يطال بالتحديد شخص ولي العهد السعودي. وهو قرار وكما تناولته الصحف الامريكية، قرار غير ملزم، بمعنى ان ادراة ترامب غير ملزمة به..وكما قال عنه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي وهو الذي صاغ مشروع القرار هذا وتبناه وقدمه الى مجلس الشيوخ: ان هذا المشروع اذا ما صوت عليه واضاف سوف يصوت عليه، فانه يشكل او يجمل الوجه الامريكي ومدى انسجام هذا الوجه مع القيم الامريكية على حد وصفه لتلك القيم.. السؤال هنا والذي هو من يطرح نفسه علينا وبقوة، هل يتم معاقبة ولي العهد بعد تحميله المسؤولية كاملة عن هذا الفعل الاجرامي، من قبيل الدعوة كما تريد وتدعو تركيا ورئيسها باجراء تحقيق دولي لتثبيت مسؤولية ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان واعوانه قانونيا عن تلك الجريمة، وما يترتب من قصاص دولي عليه وعلى المقربين منه في هذا الفعل الاجرامي. ان قراءة هذا المشهد، قراءة عميقة، تؤكد لنا بدرجة كبيرة، ان هذا لن يحدث، سوف تكتفي امريكا بالضغط على الحكومة السعودية بتغير سلوكها السياسي في المنطقة وفي الداخل السعودي من قبيل كما بينا في الذي سبق من هذه السطور، وضع نهاية للحرب في اليمن او الصحيح انهاء تدخلها في حرب اليمن وفتح الطريق للحوار كما هو جاري الان في السويد و الاستمرار فيه اي في هذا الحوار ليس الى نهاية الحوار بل الى المنتصف منه اما البقية من نصف الطريق اي طريق الحوار فهي مع اعوانها من المشغلين له من دول الخليج العربي، العمل على تكملته، بالاضافة الى انهاء حصارها على قطر. ان الفقرة الاخيرة تشكل هاجس كبير للادارة الامريكية والمؤسسة الامريكية العميقة، لأنها تريد، توحيد الموقف في دول الخليج العربي لمواجهة ايران باجراءات موحدة. أما لماذا نعتقد بان مقتل خاشقجي سوف يسدل الستار عليه، عدا ما سوف يتمخض من قرار مجلس الشيوخ المرتقب وهي كما نعتقد لاتتعدا ذر الرماد في العيون وكما قلنا في الذي سبق من هذه الكلمات المتواضعة؟ سوف نلخص هذا على شكل نقطتين في غاية التركيز والتكثيف، ونترك البقية لذكاء من يتفضل علينا ويقرأ هذه الكلمات المتواضعة:

1-ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان هو من يحكم بلا منازع المملكة العربية السعودية. وهو الملك القادم رسميا ولامنازع فعليا في الميدان له. الامير الشاب امسك بجميع مفاصل الدولة، وهو في هذا حيد من حيد واجبر من اجبر راضيا او قسريا من افراد العائلة المالكة التى تحرص بفعل الواقع الذي صار واقعا صلبا باصرار الامير ولي العهد على ترسيخه وتجذيره في ارض عائلة أل سعود؛ على تجنب احداث شرخ في العلاقة البينية لعائلة الحكم السعودي، اي الابتعاد عن مناطق الخطر الاحمر الذي من شأن الدخول فيها، ان ياتي على حكم العائلة باحداث ثغرة كبيرة في سياج بيت أل سعود.

2-ان صفقة القرن تعتمد كليا على السعودية في تمريرها وانجاحها،بالاضافة الى بقية دول الخليج العربي، أذ، من غير الدور السعودي ماليا في التاثير على الاطراف الاخرى من غيردول وامارات الخليج العربي الضالعة اصلا في الصفقة سيئة الهدف والاتجاه والنهاية، وهنا المقصود بالاخرى، الدول العربية من ذوات الشأن في صفقة القرن بالاضافة الى السلطة الفلسطينية وليس المقاومة الفلسطينية، تلك موضوعها مختلف كليا..ولي العهد السعودي هو من يقوم بانضاجها على صفيح دافيء..

في الخلاصة: ان مقتل الصحفي السعودي سوف يسدل عليه الستار عاجلا او اجلا، وهو بحد ذاته يبين لنا حجم الرياء الامريكي والغربي حتى، حول الحرية وحقوق الانسان وحقه بالحياة بحرية وامن وامان، أذ، تتقدم على الحريات وقول الراي المختلف او المخالف؛ المصالح الاقتصادية والاستراتيجات. تدعم امريكا والغرب وبقوة تلك الحريات حين تكون هناك حاجة لها في هذه الدولة او تلك من دول العالم الثالث، في احداث تغير ما او تغير نظام الحكم فيها بما يتلائم مع مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية..