18 ديسمبر، 2024 9:15 م

مقتــــــــــــدى والعمامــة والأفنــدي – 2 / الثقافة الصورية

مقتــــــــــــدى والعمامــة والأفنــدي – 2 / الثقافة الصورية

* ما وراء الصورة:
قام الغوغاء بربط المعتقلين بالحبال وسحبوهم الى منزل زعيمهم، رجل الدين السابق  الذي اعلن نفسه مرجعا، مقتدى الصدر..
هذا نص ما قاله فالح عبدالجبار في ص29 من كتابه (العمامة والافندي).. وقد قدحت في ذهني قضيتين:
اولا: استخدام الصورة من قبل السيد الصدر في اكثر من مقام..
ثانيا: ترويج سماحته لكتاب مضاد له.. وظالم لشخصيته..
اما بخصوص (اولا) يمكن ذكر اكثر من قضية، روج لها السيد مقتدى الصدر، مستخدما الصورة ..منها:
اولا: الترويج لاكثر من كتاب بواسطة الصورة.
ثانيا: صورته وهو يتناول طعامه والخضروات.
ثالثا: صورته وهو نائم.
رابعا: صورته في حديقة، قرب نخلة.
خامسا: صورته وهو يطبخ.
سادسا: صورته مع عدد من الاطفال.
سابعا: صورته مع عدد من الشباب والطلبة.
ثامنا: صورته يتفقد مناطق تضررت بالامطار.
تاسعا: صورته يستخدم الحاسوب.
عاشرا: صور مع اشخاص، تتعلق بهم قضايا آنية، ومستجدات.
*مائدة طعام صدرية:
وحسب فهمي، والانسان لا يمكن له ان يتعدى حدود فهمه، ان استخدام الصورة من قبل السيد الصدر خاضع لضوابط منها:
اولا: ان لا تحدث الصورة ترويجا لمحذور شرعي، او عقلي..
ثانيا: استخدام الصورة، بديلا عن الكلام والنص، عندما تعطي نتائج افضل، للتوضيح:
مثلا، عندما ظهر السيد الصدر في صورة، وأمامه مائدة الطعام، فيها الخضروات ومشروبات غازية ولبن و.. ويمكن وصفها التالي:
ألف: أربعة أطباق خضروات، هي اقرب إليه من بقية الأطعمة..!!
باء: الى اليسار علبة لبن، تم وضعها بطريقة تخفي علامتها التجارية، وفوقها علبتين من المشروبات الغازية، دون علامة تجارية..
جيم: الى اليسار من العلب ، طبق كباب بيتي، مع وضع  الملعقة في اتجاه معاكس للسيد الصدر..
ويمكن قراءة التالي من الصورة:
# وصف طريقة الجلوس لأكل الطعام.
## الحث على الأكلات النباتية.
### ازالة الشبهة عن المشروبات الغازية.
والصورة ترافقت مع فتوى بحرمة احد المشروبات الغازية ، من احد المعممين، حينها..
#### الذوق الصـــدري:
ويمكن للقارئ، ان يتهمني، على اني احمل الاشياء اكثر مما تحتمل.. الا اني اوثق ما تم استقراؤه من جهتين، من جهة السيد الصدر، ومن جهة القواعد، وللتوضيح ادرج الملاحظات التالية:
اولا: وجدت نسبة معتد بها من القواعد الصدرية، متفحصة بدقة للبيان الصدري، اي منظومة الاقوال والافعال والمواقف، للسيد الصدر.
ثانيا:..على سبيل المثال، اشير الى احد الصدريين، والذي اخبرني انه قرا بيان للسيد الصدر، اكثر من عشرين مرة، ليدقق في مقاصد البيان، فضلا عن كثيرين، منهم، يتفحصون بدقة، ووعي، لكل ما يصدر من قائدهم الصدر..
ثالثا: بناءا على استقرائي لمعالم القيادة الصدرية، وما يلازمها من منهج قيادي خاص، هو ما يصطلح عليه بمسلك حق الطاعة والذي يؤكد عليه السيد مقتدى الصدر.. اجد ان استخدام الصورة من قبل الصدر خاضعة للمقاصد التي ذكرتها..
رابعا: وما يدعم الاستنتاجات، اعلاه، اني حضرت اجتماع مع السيد مقتدى الصدر، ضمن مجموعة، وطلب منا معرفة ذوق سماحته، وقال بالنص: عليك ان تعرف ذوقي..
خامسا: وليس الذوق، هنا، هو المعنى العام، السائد، بمعنى المزاج، او ماشابه، بل هذا (الذوق) يرتبط باطروحة اصولية، عميقة، تتعلق بالعلاقة بين المولى الشرعي، او من يلازم ذلك، وبين الانسان، المكلف، بحق الطاعة.
سادسا: يتضمن مسلك حق الطاعة، استقراء المكلف لمواقف المولى الشرعي، وصولا الى قواعد اجمالية، تعبر عن (الذوق) الكلي، وعلى سبيل المثال:
ونقلا عن عالم اصول كبير، ان مسلك حق الطاعة، يلزم العبد، عند المولى العرفي، ان يقدم الماء (مثلا) دون الطلب من المولى، ما دام يظن او يحتمل ان هذا التصرف، يسعد المولى..
وهذا المسلك، يختلف عن مسلك (قبح العقاب دون بيان) ..اكيدا.
وللحديث بقية..
### الكاتب في سطور:
تدريسي في الجامعة المستنصرية. حصل على الدكتوراه في الهندسة من جامعة بغداد. عارض الديكتاتورية.. ويؤمن بالشراكة الوطنية لاجل عراق مستقل ديمقراطي حر.. تحكمه بعدالة الكفاءات والخبرات.. لتحقيق الرفاهية والخدمات لشعبنا المظلوم..
صفحة الكاتب على الفيس بوك:
https://www.facebook.com/Dr.Nadhim.M.Faleh