……. أحلام مقتـــــدى ..؟؟
يمكن القول، إن قضيتين أساسيتان تشغل تفكير السيد مقتدى الصدر هما:
. العـــــــــــــــــــــــــراق
.. العــــــــــــــــــــــــــــــــدالة
بل هما اكبر من قضيتين، إنهما حلمان .. او عقدتان.. تشغلان فكر سماحته.. ويشكلان شخصيته، مثلما يتشكل العراق بدجلة والفرات.. وهذا ليس وصفا شعريا، بل هو نتيجة منطقية، أكيدة.. لماذا؟
لماذا العراق؟ ولماذا العدالة؟
يمكن الجواب كالاتي:
العراق والعدالة، او العدالة في العراق، هما مفردتان بمعنى مفردة واحدة، عند سماحته، تلك هي مفردة (علـــــــــــــــــــــــي).. الذي يعيش في ضمير (مقتدى الصدر).. ويتحكم به..
الم يقل في خطابه الاخير في الثلاثاء 18 شباط 2014 ما نصه:
((… افكان امير المؤمنين عليه السلام يستطيع النوم وهناك في القرب منه جائع ؟ ))
لماذا يذكر الامام علي (ع) في خطابه الذي يتحدث فيه عن الحكومة والسياسة والانتخابات؟؟
قال ذلك منتقدا الذين أحسن الظن بهم، وساندهم ، ابتداء، ليقدموا للعراق عدالة علي (ع) .. وكانت العبارة تربط بين عدالة علي (ع) وما قابلها من ظلم السلطة التي تدعي (التشيع).. فقال:
((…عراق تحكمه ثلة جاءت من خلف الحدود.. لطالما انتظرناها لتحررنا من دكتاتورية، لتتمسك هي الاخرى بالكرسي باسم الشيعة والتشيع، افكان امير المؤمنين عليه السلام يستطيع النوم وهناك في القرب منه جائع ؟ وكم ملئوا الازقة والشوارع بلا سقف ولا حائط او لقمة عيش؟ بل يفترشون الارض الترابية ويلتحفون السماء الماطرة.. حكومة متخمة قد نست من هم خلف الجدر المحصنة.. قد اعمت عيونهم الاموال والبيوت الفارهة والقصور المزخرفة والطائرات المعدة غافلة عن سجنا أسمة العراق..))
……. الأنموذج العلوي ..؟؟
من المهم ان نشير الى عدد من المقدمات لمشروع مقتدى الصدر، الذي تحرك لأجله، وهذه المقدمات هي:
اولا: ارتبط السيد مقتدى الصدر بشخصية امير المؤمنين (ع) واندك فيها دكا.. وكانت تراوده الرؤى والأحلام التي يجد فيها ان الامام علي (ع) هو والده.. وقد صرح بذلك في لقاء موثق .
ثانيا: حب سماحته للامام علي (علي) ..اوجد لديه تمسك بالعراق والكوفة ، باعتبارهما الساحة الرئيسة للحراك العلوي.. وتبلور الى نوع خاص من (التعصب الوطني) او (الوطنية الحادة)..
والجدير بالذكر، ان الذكاء الأمريكي، قد شخص هذه المفردة في شخصية الصدر، واعتبروا ان المقاومة المقتدائية، كانت تنطلق من دافع وطني وليس من عداء لأمريكا، او عقدة صدرية ضد أمريكا.. بل انطلقت من عقدة نفسية مقتدائية ضد الاحتلال..
وكانوا قد تفهموا ذلك.. (بناءا على ما نقل لي من قيادي صدري معتقل)
ثالثا: العنصر الأساس في الشخصية العلوية هي العدالة، فضلا عن كونها عامل اساس في المشروع المهدوي، كما فصل ذلك السيد الشهيد محمد الصدر (رض)..
ومنه ينتج تمسك السيد مقتدى الصدر بالعدالة او تطبيق العدالة في العراق..
رابعا: كان الصدر يثق بالجهات المعارضة، ويأمل ان تساعده في تقديم أنموذج علوي، يحقق طموحات الشعب، ويدعم المشروع الصدري الاصلاحي..
وقد دعم الصدر اكثر من شخصية من المعارضة، بعد ان احسن بهم الظن، وعلى رأسهم (ابواسراء) ذلك المعارض، المتواضع، المتربي في وسط ريفي فقير.. وينتمي الى (طويريج) البسيطة والمتواضعة..
وقد علق الصدر آماله على (ابو اسراء) الذي تحول، لاحقا، الى الاستاذ نوري المالكي، رئيس مجلس الوزراء، الذي نسى تعهداته، بعد ان فتحت له الابواب في واشنطن وطهران.. ومسح من ذاكرته كل ما يتعلق ب (علــــي)..
ولم يعد (علـــــــــــــي) إلا حلما في ذاكرة مقتدى الصدر…
خامسا: وبعد التجربة مع أكثر من عنصر من عناصر المعارضة، فقد الصدر الأمل بهم، واتجه للبحث عن مادة (الأنموذج العلوي) في شخصيات الداخل، وأبرزهم، أستاذ جامعي، برلماني، سياسي.. الا ان اعلام احزاب السلطة، تناوشته، واسقطته، في بداية المشروع..
واخفق المشروع المقتدائي.. مرة اخرى.. فضلا عن قيام اغلب الاحزاب الشيعية بانتاج اكثر من انموذج (أموي) ..سارق وفاسد ومستبد..!!
سادسا: إلا إن الصدر العنيد، لا يعرف اليأس والركون، وبطريقة ما، وبهدوء، وبعيدا عن العناوين الباررزة، وعن اسماع وعيون السلطة، نجح في إيجاد أنموذج علوي على مستوى المحافظ، بعد ان تيقن بصعوبة الابتداء برئاسة الوزراء.. وكان الإنتاج الأول هو المحافظ (علي دواي)..
علي دواي.. أنموذج علوي، بمنتهى الدقة، حاكم عادل ومتواضع وفاعل ومخلص حتى العظم..
سابعا: استمر المصنع المقتدائي في إنتاج الأنموذج العلوي.. ليقدم أنتاجه الثاني.. وهو.. المحافظ (علي التميمي)..
ثامنا: وصار الوقت ملائما لان يعلن الصدر ما يريده، وتعمد الإعلان بصوت عال عن أهمية (الأنموذج العلوي) في الحكم والمسؤولية.. وأشار الى ما تم إنتاجه بالمصنع المقتدائي.. فصرح في خطابه:
((…اخص بالذكر والشكر الأخوين محافظ العمارة ومحافظ بغداد جزاهم الله خير جزاء المحسنين وليستمروا وليتكاملوا في خد متهم لشعبهم وشكراً جزيلاً …))
تاسعا: ويمكن القول ان الصدر تمكن من توفير مستلزمات ديمومة (الأنموذج العلوي) .. فقد اوجد تنظيم سياسي، يكون داعما ومساندا للمشروع، بعد ان توفر أكثر من أنموذج (علـــــوي) ..
وهذا الإنتاج مقبول وطنيا.. بل لا يتعارض مع من التربص الدولي..
وصار الوقت ملائما لخطوة أخرى صدرية أوســــــــــــــــــــــــــــــــع…!!
وللحديث بقية…
[email protected]