23 ديسمبر، 2024 6:42 م

مقتـدى الصـدر.. والخلاف بين التيارات المدنيــــة

مقتـدى الصـدر.. والخلاف بين التيارات المدنيــــة

إن خلافهم هذا فيه خطر على استمرار المظاهرات الخدمية الأصلاحية.
هذا هو رد السيد الصدر، على الخلاف الحاصل بين التيارات المدنية، بسبب اللقاء الذي حصل بينه وبين عدد من النشطاء المدنيين. وقبل ان نستعرض فقرات البيان الصدري، نوضح المقدمات التاريخية، التالية:

اولا: ان موقف الصدر، المنفتح على العناوين العراقية كافة هو الثابت منذ 2003. وعمليا التقى الصدر بالاتجاهات التي في الساحة، –دون استثناء- فضلا عما قامت به اذرعه العلاقاتية والسياسية (1).

ثانيا: يلاحظ من كلام الصدر حرصه على (الاصلاح) لكونه القضية الكبرى، وعلى التظاهرات لانها مقدمة والية للاصلاح الخدمي.

ثالثا: لو فرضنا ان الصدر قد رفض اللقاء بالناشطين، او وقف ضد التظاهرات، ماذا سيكون الوصف لذلك. وهذه الفرضية، خلاف الواقع، حيث انفتح الصدر على التيارات المدنية وساندها، ويفترض ان يتلقى من جميع الوطنيين الشكر والاعجاب.

رابعا: لو افترضنا ان التيارات المدنية التي اصدرت اعتراضاتها ضد اللقاء –بين الصدر والناشطين- لها القوة الشعبية والسياسية والعسكرية التي يمتلكها الصدر.. هل ستكون منفتحة مع الاخرين كما هو حال الصدر الوطني المحب لشعبه والمتواضع لمكوناته(2).

……. الصدر يساند الشعارات الوطنية:

واكد الصدر قناعته في ان تكون المظاهرات تحت عنوان (الوطنية) وليس (المدنية). وتعهد بمعاقبة وطرد اي فرد ممن يدعي انتمائه للصدر ويثبت فساده. واضاف الصدر: … الكثير لديه صورة شفافة عن التيارات المدنية، وانهم لا يقصون احدا، ولا يريدون التفرد، وما يحدث الان من ردود تبين العكس ـ عند البعض ـ

ثم اشار الى شعارات عدد من المتظاهرين فقال: … أن المناداة (بالمدنية) في المظاهرات فيه إقصاء للجانب الاسلامي الصادق، فتمنيت ان تكون تحت عنوان الوطنية فهو عنوان أشمل. وأكد الصدر، قائلا: ..أنا أول من أبدى تعاونا وتعاطفا بل تجاوبا .. حيث طالبنا الاخ بهاء الاعرجي بالاستقالة من دون النظر الى فساده وعدمه. واشار سماحته الى أن “أي متظاهر مدني أو اسلامي أو غير ذلك، إن كان لديه الدليل على فساد احد من كتلة الاحرار فليسلمه الى لجنة الاصلاح وأنا كفيل بردعه ومعاقبته بل طرده (3).

…….. التظاهرات ستسمر غصبا على اكبر واحد:

لقد التقى الصدر الناشطين المدنيين، في النجف يوم 22 تشرين الاول الحالي، ووقف معهم امام الاعلام مساندا وحاميا لهم..وقد صرح: التظاهرات ستسمر غصبا على اكبر واحد.

ولم يتخلى عن التظاهرات ودعمهما بالرغم من التصريحات القاسية التي وجهها بعض الافراد، ضد اللقاء، وضد الناشطين في اللقاء وقال: مثل هذا الأسلوب الهجومي القاسي لا يثنيني عن مواصلة الدرب معهم لكي ننقذ العراق من الفساد والميليشيات والدواعش.

واشار الصدر الى أنه “إذا كنت طائفيا بنظره فليستعن بمن شاء من الشخصيات الوطنية ـ إن وجدت ـ ولتدافع تلك الشخصية عنه وعن مظاهراته وعن مختطفيه (4).

ووضح السيد مقتدى الصدر، أن “إبداء هذه المشاعر السيئة ضد أي شخصية أو جهة وفي هذه المرحلة الابتدائية ينبئ عن سوء سريرة مستقبليةـ والعياذ بالله ـ”، ثم اضاف: أوجه شكري للاخوة (المدنيين) الذي تشرفت بزيارته، واعتذر عن ما صدر من بعض اقرانهم ضدهم، وليكن موقفنا موحدا وهو اصلاح العراق بالاصلاحات الشاملة الحقيقية لا التقشفية الخجولة.

هوامش:

(1) التقى الصدر بالاتجاهات العراقية، كافة، القوميات والاحزاب والكتل، دون استثناء، وشهد عام 2004 وما بعدها سلسلة من اللقاءات والاتصالات لاجل بلورة ميثاق الشرف الوطني، وكنت مشاركا في تحركات ضمن هذا الاطار. وللاسف، كانت الاستجابات شفوية من اغلب العناوين، دون اجراءات عملية في الساحة، وبقي الصدر –وحيدا تقريبا- سائرا في انفتاحه وتضحياته من اجل المشروع الوطني.

(2) بالرغم من ان التيارات المدنية في مرحلة تاسيسية، الا ان اغلبها يصر على اقصاء الاخر. ويفترض ان يؤمنوا بالثوابت الوطنية، ويتعاملوا بموضوعية، ولا يكونوا مثل الفرنسيين الذين ينادون بالحريات ويمنعوا الحجاب. وللاسف، كنا ولا زلنا نعاني ممن يقلد (الخارج) بشكل (ببغاوي) دون ان يفهم الواقع العراقي او يفكر في الحلول التي تخرج العراق من الواقع الكارثي.

(3) بالمناسبة، لم يعلن اي عنوان مدني او غيره هذا الالتزام، علما ان العناوين المدنية –وغيرها- سبقت الصدر في الحكم بعد 3200. فقد شاركوا في (مجلس الحكم) ، وهم في السلطة الى يومنا هذا، دون ان يعلنوا حربهم ضد الفساد، ولم يطردوا فاسدا.

(4) بقي الصدر منفتحا على الجميع، بالرغم من الظلم الذي تعرض له من قبل اغلب العناوين والاحزاب السياسية. فقد وقف السياسيون ضده، في عام 2003 و 2004 وهو يقاوم الامريكان، الا ان الصدر بقى محبا لشعبه ومنفتح على الجميع، ناصحا، ومحبا. وتاريخيا، تكفي مبادرته الوطنية عام 2012، بمؤتمر اربيل، والتي كان فيها انقاذ للعراق، لولا افشالها من قبل المالكي والطالباني.