19 ديسمبر، 2024 4:14 م

مقتـدى الصـدر.. وأصلاحات (أبويسر)..!

مقتـدى الصـدر.. وأصلاحات (أبويسر)..!

كان اللقاء مثمر.. وجدت ولمست منه اصلاحا كبيرا.. من الناحية الامنية.. ومن الناحية السياسية والخدمية والمالية.. وان شاء الله هذه الحكومة والوضع الامني الى تطور.. والى كمال والى تحسن بعونه تعالى..

هذا ما قاله الصدر ، في مؤتمر صحفي، بعد استقباله رئيس الوزراء (العبادي) في النجف الاشرف.. وكالعادة، حصل تعجل (1) في الفهم.. وتوجهت الاتهامات الى الصدر، باعتباره (راضيا) عن اصلاحات العبادي الحالية.

الا ان هذه العجلة في الفهم الخاطيء لكلام الصدر، قد يكون سببه عدم متابعة لخطوات الصدر ومنهجيته. ويمكن ان يفهم من الكلام عدد من المستويات اهمها:

المستوى الاول: ان يفهم من الكلام، ان الصدر ، راضيا، بما قدمه العبادي من اصلاحات، حتى الان. وهذا التاويل، يتعارض مع تصريحات سابقة ، طالب سماحته رئيس الوزراء بجدولة واضحة للاصلاحات.

المستوى الثاني: ان يفهم من الكلام، ان الصدر راضيا عما وجد عند العبادي من اصرار على خطوات اصلاحية مجدولة قريبة ومستقبلية، جذرية، معتد بها، في مسيرة الاصلاح.

المستوى الثالث: ان كلام الصدر يهدف الى (تشجيع) و (دفع) للاصلاحات، بواسطة تقوية العبادي وازالة ضعفه (2).

المستوى الرابع: كلام سماحته، موضوعي ومعتدل. والموضوعية والاعتدال يسعى لهما الصدر، وهذا يفسر (الانفتاح) و (الانصات) للمعارضة والحكومة. ويمكن للمتابع ان يفهم ان الصدر قد اعطى لاحزاب السلطة، فرصة كافية في الحكم، متماشيا مع تنظيراتهم التي لا يؤمن بها، بل اعتراض عليها ونقدها بموضوعية (3)، الا انه لم يفرض رأيه، بل ساند بقوته المطالب الشعبية والوطنية.

…….. ما هو الاصلاح المطلوب:

اولا: ان الاصلاح ببساطة هو: ارجاع الاموال المسروقة، لان العراق في ازمة مالية، تتزامن مع ظروف حرب وتردي اقتصادي، ويلازم هذه الخطوة –اكيدا- ردع عملي للفاسدين.

ثانيا: يكون الاصلاح باتخاذ خطوات انقاذية عاجلة، لا مناص منها، تتضمن ضمان ذراع (اجرائي) لاعتقال (دواعش الفساد) في مبادرة خاطفة، متزامنة مع اعلان قرار (من اين لك هذا) وتجميد كافة العناوين الاخرى (التشريعية والقضائية) لمدة 3 اشهر. وفيه تفصيل(4).

بعد هذا اللقاء، يكون العبادي، قد ضمن الدعم المحلي، ويفترض به الخروج من دائرة الخوف الخارجي. ويبدو ان الصدر يدفع نحو (السيادة) الحكومية بموضوعية (5).

هوامش:

(1) اليوم، في جلسة مناقشة مع عدد من زملائي الاساتذة، طرحوا هذه الاشكالات، ومنهم من يتوقع ان يقوم الصدر بالهجوم العسكري لتنفيذ الاصلاح، وهذه السطور، محاولة لتوضيح راي اخر ..!

(2) واقعا، ان مشكلة الحكم في العراق، وهي: أما ان يكون الحاكم فاسدا متهورا – كما سبق – أو نظيفا ضعيفا أو متماهلا.. مثل العبادي. وهو الان رئيسا للوزراء وقائدا عاما، يمتلك 99% من الصلاحيات، ويقف الان معه الصدر، الذي تهابه الدول العظمى ..لكن (القائد العام) يراوح في مكانه، وكأن القضية شخصية، لا تتعلق بدماء تسيل .. وملايين تتضور جوعا وألما، قد سرق (المقربين له) ملياراتهم..!

(3) الصدر وضح في لقاءاته الخاصة اعتراضه على ما يسمى بالعملية السياسية، منذ 2003، واقترح حكومة باتفاق وطني، وتراجع عنها، تماشيا مع (الاتفاق الوطني) الذي حصل بين الاطراف العراقية. فضلا عن اعتراضه على نظرية السياسيين – عام 2005- القائلة ان الانتخابات تحقق الامان ، وان الامان مقدمة للانتخابات، وقد وصف ذلك بانها

(مغالطة) و (دور لا منطقي). كذلك، في 2012 سعى للتغيير، لكنه تماشى مع الاعتراض الغالبي. ولا يخفى على المتابع اللبيب ان خطوات الصدر، يمكن لها – ان تحققت- تجنيب العراق ما حصل من سوء.

(4) ان التخوف من ردود فعل خارجية ، يمكن احتواءه، بسهولة، مع فرض واقع جديد، وان كان مع التراجع. وهي الفرصة الاخيرة للعبادي، ما دام قد رجع من النجف الاشرف بقوة اضافية من الدعم والتاييد.

(5) حسب فهم الكاتب، طبعا.

أحدث المقالات

أحدث المقالات