أنا لست أنا
أنا هذا السائر بجانبي الذي لا اراه
هذا الذي سيبقى واقفا عندما اموت
لا يزال القتلة من قمة
الى قمة اعلى يتسلقون
يرقصون فوق المقابر والخنادق
الشعراء الحقيقيون سيكونون ضد الشعر
عبر العالم كله ستكون لهم نفس الفكرة!
اكراما لتقديره في نظر الشعراء،
لا احد سيكتب شعرا بعد اليوم!
ثمة ثقب في أرضية غرفته،
انه يعيش على حافة الثقب: يأكل
يرقد يحب يكره على حافة الثقب.
أنا ماء عميق لكن مخاطره لا تتجاوز الركبة،
أنا نار وماء توحدا بحرية واخلاص…
زجاج ضحكتك المرصعة بالنجوم
تتململ وهي مضرجة بالدم.
أخذت أدور وأدور طوال هذه الزوايا
حيث أتعقب رجلا يتعثر وينهض
وما ان يراني، حتى يقول لا احد!
ينحين، راهبات بيضاوات وسوداوات
يمرن منسابات واحدة بالاخرى في المساء
في نصف نور، في المساء.
أيها الجلاد
ما الذي ستفعله بذراعي؟
اقطع هذه
اقطع الاخرى
عيناي تنظران اليك
وستدرك ان عيني تبقيان حيتين
اقطع أعلى الفخذ قليلا
والان حضر نفسك وسكينك الحاد
واقطع رأسي بضراوة
واجعل رفيقك الملثم يصور فيديو
والآن…
ما الذي تقوله أيها الجلاد الملثم:
أيعطيك هذا متعة!
اناس، لا يهم اذا لا ترون أن في قعر الشبكة
حيث وضع الحظ أعيننا، ثمة من ينتظر بفارغ الصبر
ثورا وحشيا غارقا حتى حدقة عينيه بالمستنقع
خذ كلمة خذ كلمتين
اقلهما كبيضة
خذ كسرة معنى صغيرة
ثم قطعة كبيرة من البراءة
ثم سخن كل هذا على نار خفيفة
طوال ليلة بكاملها
وأنا مقيد بجانب
رفيق
مذبوح
له فم
مكشر
أضرم الرجل المتوحش النار بجسد المرأة الجميلة وذهب!
…والأيام ليست كافية بما فيه الكفاية
والليالي ليست كافية بما فيه الكفاية
والحياة مرت كفأر حقل
لا يهز العشب!
من الممكن سرقة الشرف
لكن الكبرياء تستحيل سرقته
من الممكن سرقة الكلمات
لكن الشعر تستحيل سرقته
من الممكن سرقة الملابس
لكن العري تستحيل سرقته
من الممكن سرقة عرش
لكن النفس تستحيل سرقتها.
الثانية عشرة والنصف، كم سريعا مرالوقت
منذ أن اشعلت مصباحي في التاسعة
حتى اجلس هنا، بقيت جالسا دون ان اقرأ
ودون ان اتكلم، ترى اتكلم مع من؟
وانا وحيد في هذا البيت!
الثانية عشرة والنصف، كم سريعا مرت، السنوات…
قد ينتهون كومة ريش وجمجمة على ارضية الخشب المهترئة!
موسيقى تلتف حول نفسها
كالحلزون المهجور الى الأبد
لكن كل ضياع هو ذريعة للقاء،
فالرسائل الضائعة
تبتكر على الدوام هذا الذي عليه ان يجدها!
خمسة أربعة ثلاثة اثنان واحد
جدار جدار جدار
جدران جدران جدران
اكتشاف وتحضير واختيار:
ترجمة الشاعر عبد القادر الجنابي2002