23 ديسمبر، 2024 2:57 م

مقتطفات مالكية من كلمته الاسبوعية

مقتطفات مالكية من كلمته الاسبوعية

على غير عادته جاءت كلمة دولة رئيس الوزراء نوري مالكي الاسبوعية في 16 تموز 2014 ، غير متزنة، الكلمات تخرج متدحرجة، الجمل رغم اتساقها نصا كانت ضعيفة المعنى ، جاءت كلمته هذه المرة لتؤكد عدم تطابقها  مع كل ما كان يعمل عليه في السنوات الثمان الماضية منذ توليه رئاسة مجلس الوزراء في بغداد، التي اراد المالكي في هذه الكلمة ان تبقى عصية على الارهابين والبعثيين،، الذين يعيثون فسادا فيها ليل نهار على مسمعه ومقربة منه.

يصف دولة رئيس الوزراء ولادة رئاسة مجلس الوزراء بالعسيرة، كما كانت تأتي الكلمات عسيرة من جعبته، وكما اراد ان يعزز توجهاته نحو الاغلبية السياسية كحجة من الحجج الكثيرة ليبرر فشل حكومته في توفير ابسط مقومات العيش في البلاد منذ ثمان سنوات عجاف .

يقول سيادته في واحدة من مقتطفاته الرنانة، انه يأمل ان لاتكون دورة مجلس النواب “تعطيلية” ،، على اساس انه  وحكومته كانا متعاونين جدا  مع المجلس في دورته السابقة .. وابرز دليل على تعاونه هو حضوره المستمر الى مجلس الوزراء ليدافع عن مشاريعه الخدمية العملاقة التي نفذتها اجهزتها الحكومية ورفعت من مستوى المعيشة وانهت الفوراق الطبقية الدينية والاجتماعية والسياسية والمناطقية .

يضيف في فقرة اخرى وصوته كان متحشرجا مرفوعا مخففا، ان على مجلس النواب الاستعجال في اصدار قوانين بعض الوزارات ،،، عجيب امر دولة رئيس الوزراء يبدو انه يتصور انه في بداية توليه منصب رئاسة الوزراء او لنقل في الاشهر الاولى ، ونسي انه مضت ثماني سنوات وسيادته يتولى امور اربع وزارت بالوكالة والنيابة والانابة ،،، ألم يكن حري بك ان تعمل لحل تلك المشكلة يوم نوبت نفسك وزيرا لعدة وزارات ومؤسسات؟ .

قد يبدو ان سيادة رئيس الحكومة يعيش في عالم اخر، وذلك كان واضحا وجليا في طلبه من مجلس النواب الجديد ان يكون متعاونا مع السلطات التنفيذية، ووقف التعاون مع السلطات الطائفية ،،، وهنا نذكر دولة رئيس الوزراء ان – عصائب اهل الحق والميليشات الاخرى التي تعمل تحت أمرتها تصول وتجول في بغداد كما تشاء ،،، يضيف ايضا ان لاتكون سفارات الدول مكانا للمؤامرات، ونسي ان سفارات بعض البلدان القريبة جدا من مقر اقامته توجه العشرات من عصابات النهب والسلب، تقرر وتنهي وتغير الاوامر وفق سياساتها ضاربة اوار حكومته عرض الحائط الكبير الذي يحيط بمجلس الوزراء والسفارات المدللة في بغداد .

كلمة دولة رئيس الوزراء في هذا الاربعاء جاءت غير مربعة، لأنها جاءت متضمنة الكثير من التأويلات، فهو اذ يقول ان من اولويات من يتولى رئاسة الجمهورية هو كحق “للمكون الكوردي” وفق ما قاله ، يجب ان يحافظ على وحدة العراق، بينما في ظل ارادته وسلطته العراق الان يتفتت وسلطته باتت حتى في بغداد مشلولة.

سيادته وهو يمتدح العشائر العربية وما قامت بتوجيه ضربات قوية لداعش، يعزز توجهه في حماية الدولة العشائرية ، لان السلطة التنفيذية لم يعد لها ذلك الدور،،، اكيد انها  نظرية جديدة في ادارة الدول سيتعلمها الكثير من الباحثين من هذه التجربة ويعممونها على البلدان المائلة للديمقراطية .

لكن الاغرب في كلمته هو ان يحتسب الحساب من اختراقات تحدث بين صفوف المتطوعين لقتال داعش ،،، يا سيادة دولة رئيس الوزراء هل من الممكن ان تفسر اذا تلك الاختراقات التي حدثت للقوات المسحلة وكانت سببا في تفتتها وفشلها في الحفاظ على جسور الموصل ،،، التي لو كانت حقا غير مخترقة كان يكفي سد الجسور الخمسة ان يتم حصر فلول داعش في جانب واحد من المدينة .. وكان كل شيء سيتغير ليس كما هو الان في العراق .

واخير تذكر النداء والتصريح الخطير لممثل الامين العامل للامم المتحدة، عفوا سيادة رئيس الوزراء ،،، هذه المؤسسة منذ سبع سنوات تحذر وتوجه النداءات لم تعلق ولم تعمل حكومتك يوما امرا جديا بخصوصها فما الداعي الان لكي تلتفت الى هكذا تصريح ؟

تذكرت كلامه ( كلكم على صفيح ساخن ) فلم عادل امام (رجب فوق صفيح ساخن ) ولاحاجة لمزيد من التعليق … لان الامر الاكثر غرابة في كلمته هو ان بغداد عاصية على الارهابيين، ولا اعرف هل سمع دولة رئيس الوزراء بتلك المجزرة التي قامت بها عصابات تباركها الحكومة ما فعلته بأناس مدنيين عزل في منطقة الزيونة، التي تكفي كأجابة لكل الكلام المعسول المنمق الذي قدمه دولة رئيس الوزراء في كلمته الاسبوعية .