18 ديسمبر، 2024 5:21 م

مقتطفاتٌ مسبقة لمؤتمر قمة بغداد الإقليمي – الدولي

مقتطفاتٌ مسبقة لمؤتمر قمة بغداد الإقليمي – الدولي

لغوياً وعملياً لا يمكن تسمية المؤتمر بمؤتمر قمّة , ولا يمكن ايضاً عدم تسميته بمؤتمر قمّة .! فعدد من الدول المشاركة ستحضر المؤتمر من دون ملوكها او أمرائها او رؤسائها , ولم يتّضح بعد اذا ما ستضحى مشاركتهم على مستوى رؤساء وزراء او ادنى , وهذا أمر له ما له من دلالاتٍ .

مشاركة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في المؤتمر وبطلبٍ شخصيٍّ منه , بجانب حضور العاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هو ” القمّة ” بعينها او بكلتا عينيها . ولم يتّضح بعد مستوى تمثيل بريطانيا والولايات المتحدة في هذا المؤتمر < ونأمل ان لا يكون على مستوى سفيريهما اللذان يتحدثان العربية بالفصحى واللهجة العامية ! > .

لا ندري لماذا دبَّ الحماس في وكالة رويتر البريطانية الأكثر عراقة من سواها من وكالات عالم الغرب , بتفاؤلها بعقد لقاءاتٍ خاصة بين الوفدين السعودي والأيراني على هامش قمة بغداد < وقد سبقتها لقاءات مماثلة لم تسفر سوى على اتفاقٍ مبدئي بإعادة فتح السفارات بين البلدين > لكنّ كلّ ذلك ” وبما فيه الأجتماع المرتقب ” لا يؤدي ولا يقود سوى الى تخفيف او تلطيف حدّة التوتر , او تخفيضٍ ما لدرجة حرارتها المتوسطة حالياً .! . الخلاف الإيراني – السعودي له جذور عقائدية وسياسية في العموم وليس صعباً تجاوزها , لكنه اذا لم يتوقف الحوثيون عن قصف السعودية بالمسيرات والصواريخ , فإنّ العلاقات بين المملكة وطهران قد تغدو اقرب الى الصراع حول القضية الفلسطينية في المدى المنظور , ولا نجرّد ذلك من كلّ محتواه اذا ما بلغت مفاوضات النووي الأيراني وملحقاته ! في فينّا الى درجةٍ ساخنةٍ ما .!

ايضاً , ومن ضمن المواضيع المدرجة في جدول اعمال المؤتمر , فهي قضية القضايا في لبنان , ومهما ستلقى من خطاباتٍ او تُقدّم اوراقٌ مطبوعة بهذا الخصوص , فإذا لم تكن هنالك من خطىً عملية وسريعة وفورية لضخّ الأدوية بكثافةٍ كميةٍ ونوعيةٍ الى لبنان , وبموازاةٍ ملاصقة لإغراق لبنان بالوقود ومشتقاته على وجه السرعة , وحيث أنّ مسألة الكهرباء لم تعد تتحمّل مزيداً قليلا من الأنتظار , فكان الأحرى عدم ادراج قضية لبنان في جدول اعمال المؤتمر ” من زاويةٍ ما ” زاوية عدم التضليل والضحك على الذقون !

الى ذلك ” ومع اضطرارنا للإختزال جرّاء توقيتات النشر ” فكل قادة احزاب الأسلام السياسي في العراق ينظرون بعين عدم الإرتياح لعقد هذا المؤتمر , ويروه لمصلحة حكومة الكاظمي , لكنّ وكأنّ افواههم مكمّمة من دون كمامات ! فليس بمقدورهم الإعتراض لإنعقاد المؤتمر ولو بكلمة واحدة او اقل .!