تجارب الآخرين دروس ومواعظ وعبر، والعاقل من اتعظ بغيره. فمنشأ الأخطاء الاعتداد الكامل بالنفس، والاستبداد بالرأي، والاستخفاف بأفكار وآراء الآخرين وعدم المشورة وادعاء الكمال المطلق، ما يؤدي بالنتيجة – في اغلب الاحوال – الى الفشل وارتكاب المزيد من الاخطاء، لافرق في الأمر سواء على مستوى الأفراد أو العوائل او الجماعات أو الدول والحكومات. على مستوى الدول والحكومات المسألة أهم واخطر، فتجارب الحكومات والانظمة والشعوب التي سبقتنا تمثل حلولا جاهزة دون تقديم خسارة او بذل مجهود اضافي، وتجربتنا الديمقراطية الفتية أولى باستثمار تلك التجارب الناجحة وعلى كافة الصعد والمستويات وتنوع الحقول والمفاصل.
فبمناسبة التصديق على قائمة الاصلاحات وتتشكيل لجان لاحالة المفسدين الى القضاء .
وللاستفادة من تجارب الآخرين – وكوننا لانريد ايذاء المجرم والمفسد والارهابي ولا نريد قطع رزق عائلته ونعمل وفق نظرية “عفية بعد لاتسوّيها” – ما علينا الاّ تقليد نصف الطريقة اليابانية، فاليابانيون بعد ان يصادروا اموال المفسد المنقولة وغير المنقولة ويلقوه في غياهب السجون مدة تتناسب مع حجم الجريمة يقومون بعمل فلكسات ضوئية كبيرة تحمل صورة المفسد بالالوان وثلاثية الابعاد وتعلق في الساحات العامة ومراكز التجمعات ليطلع عليها الشعب باكمله وليكون المفسد عبرة وعاراً على اهله واقاربه ومن سكت عنه. فلنكتفي بنشر الصور على الأقل ولو “اللّي يختشو ماتوا”.
ولمعالجة تباطؤ وتلكؤ وتعثر الاعمار بكل مفرداته: من تبليط الشوارع وحفرها وتركها، الى انشاء المحطات والمدارس والمستشفيات وتوقفها بعد شهر.. الى انشاء المجمعات السكانية.. الى اعادة اعمار الفنادق والمؤسسات الحيوية.. الى غيرها. يمكن الاستفادة من خدمات التنين الصيني ولو في حقل الاعمار: فبعد ان حقق العمال الصينيون انجاز اكبر مشروع سياحي في الجزائر خلال فترة اكثر من قياسية: ستة أشهر فقط، فنادق سياحية بعدة طبقات، مسابح، ملاعب، متنزهات، مطاعم، سينمات، طرق، مرائب سيارات… بستة اشهر فقط.. بعد هذا الانجاز المذهل اذهل الصينيون العالم بانشاء فندق بخمسة عشر طبقة وبجدران عازلة للحرارة والصوت خلال اسبوع واحد فقط عن طريق البناء الجاهز!.
وبمناسبة القبض على اخطر رؤوس الارهاب من مجرمي فاجعة سبايكر وخان بني سعد وتفجيرات بغداد واعترافهم بالتخطيط والاشراف على أفضع الجرائم التي ارتكبت في بغداد وراح ضحيتها المئات من الابرياء من شعبنا العراقي المظلوم نذكر المسؤولين بأن ارواح الشهداء الابرياء تستصرخهم وان امهات واخوات وبنات وزوجات الشهداء لاتجف دموعهن ولاتبرد لوعتهن الاّ بانزال القصاص العادل بهؤلاء المجرمين، فمنذ سنوات ونحن نسمع يومياً وتفصيلياً عن القاء القبض على عصابات وافراد بالجرم المشهود لكننا لم نسمع بتنفيذ العقاب بحق احد منهم بل العكس فبين مدة واخرى نسمع بفرار بل “تفرير” أعتى مجرمي وقادة الارهاب وبعضهم مقبوض عليه مرتين او ثلاث! نذكرهم بتجارب المحيط العربي والاقليمي المستقر منذ عشرات السنين:- قطع رأس رجل سرق20 رأساً من الغنم، قطعت كف سارق شكولاته.- اعدم شابان في ميدان عام لاغتصابهما سيدة.. حكم على اثني عشر شاباً بالحبس سنتين لرفعهما شعارات دينية خلال حملة انتخابية!.
اين هذه الجرائم من الابادة الجماعية التي نتعرض لها وما تزال عقوباتها مع وقف التنفيذ يا منظمات “الهيومن وحقوق الانسان والحيوان والنبات وتلوث البيئة”؟!.