كتبنا فيما مضى ثلاثة مقالات حول القضية الفيلية وازمة الهوية لدى هذه الشريحة الاصيلة من الشعب العراقي, وقد اقترحنا ضمن سلسلة من الاجراءات ان يصار الى تأسيس تجمعاً عالمياً للكرد الفيليين لتشكيل لوبي يرعى مصالح هذه الشريحة ويمثلها في التجمعات العراقية والدولية ليكون الراعي الرئيس لها. ويحاول كاتب السطور هذه اي يقدم مسودة للمشروع لتكون قاعدة للانطلاق من خلالها الى المزيد من البحث والنقاش والتشاور حول كيفية تحويل المشروع الى واقع وتحديد الاليات الضرورية لتنفيذه.
هنا احاول ان أكتب بضعة سطور تمثل مدخلاً لفكرة المشروع وهي لا تمثل سوى افكاراً لكاتب السطور تكونت من خلال خبرة متواضعة في مجال تأسيس الجمعيات والعمل السياسي داخل وخارج العراق.
ابتدءاً ومن أجل غلق الطريق امام التهم التي ربما ستوجَه الى كاتب المقال وللحيلولة دون اضاعة الجهود والطاقات في نقاشات عقيمة, اقول ان هذه المشروع ليس له علاقة باية جهة سياسية او دولية او مؤسسة او منظمة اوميليشيات او احزاب كما ان المشروع هو ليس بديلاً لاية جمعية او مؤسسة فيلية او حزباً او كياناً سياسي او مؤسسة خيرية او تجمعاً مناطقياً او مدنياً او غيره واود الاشارة بصورة واضحة وجلية ان المشروع لا يهدف الى معاداة اية جهة سياسية او حزبية او منظمة او دولة او غير ذلك, ويسعى المشروع الى التواصل مع كل الاطراف السياسية والاجتماعية العراقية والدولية, فالهدف الرئيسي من المشروع هو خدمة القضية الفيلية والتي هي واجب اخلاقي ووطني وشرعي بشكل خاص على كل فيلي قادر على النهوض بواقع القضية الفيلية الايلة الى التلاشي, وبشكل عام على كل انسان صاحب ضمير حي يسعى الى نصرة المظلومين في كل مكان في العالم, لان احقاق الحق للكرد الفيليين يصب في اطار اعادة الحقوق لكل شرائح المجتمع العراقي وعليه فلايمكن توجيه الاتهام بالقومية والعنصرية الى المشروع فمن حق كل جهة المطالبة بحقوقها وما ضاع حق وراءه مطالب كما يقال.
وبناءً على ما تقدم فالمشروع لا يطلب من اية جهة ان تقوم بالغاء مالديها من نشاطات واعمال وكيانات وابدالها بالتجمع العالمي للكرد الفيليين وانما سيكون التجمع هو حلقة الوصل بين كل الكيانات والتجمعات الفيلية والمنظمات والمؤسسات التي تهدف الى خدمة القضية الفيلية, فبدلا من التشرذم والتناحر والتشتت بامكاننا ان نجمع طاقاتنا من خلال التواصل عبر مؤسسة فيلية عالمية تمثل الخيمة الكبرى لشريحة الكرد الفيليين, وعندما نقول خيمة فنعني بكل ما للكلمة من معنى, فالخيمة بامكان ان يستظل بظلها كل الفيليين بغض النظر عن انتمائاتهم السياسية والمذهبية والطائفية والاجتماعية والعشائرية, وهكذا فبامكان اي فيلي سواء كان مستقلا اوحزبياً او شيعياً او سنياً او حوزويا او شيوعياً او من يمارس طقوساً دينية او يعارضها بامكان الجميع ان يستظلوا تحت هذه الخيمة الفيلية الشاملة.
وبامكان الاخوة الراغبين في المساهمة في تأسيس هذا المشروع ان يرسلوا بافكارهم وتصوراتهم لتطوير مسودة المشروع هذه ورفدها بالافكار واضافة كل ما هو مفيد ومثمر اليها.
انطلاقا مما تقدم سيقوم كاتب السطور في مقال قادم انشاء الله تعالى وبقوته بتقديم مسودة نظام داخلي يعكس في تفاصيله وجه الشريحة الفيلية المتسامحة المسالمة الوطنية التي تعتز بقوميتها كونها احدى اقدم اللهجات في العالم والتي تعود الى لغة سكان مملكة ميديا الكردية (حوالي 4000 ق.م).
ستكون الخطوات التالية كالاتي:
1- انتظار ان يصل عدد الراغبين في المشاركة في التاسيس الى21 ,31, 41 شخصا ليشكلوا الجمعية التاسيسية هذا الرقم ليسا مقدسا فبالامكان استبداله, تقليله او رفعه الى عدد اكبر اذا اقتضت الضرورة.
2- تقديم ونشر مسودة النظام الداخلي للمشروع, سيقوم كاتب السطور لاحقا بشر مسودة النظام الداخلي للاطلاع والمناقشة والتعديل.
3- تحديد موعد بالتوافق لقبول المقترحات والاضافات والتعديلات على ان يصار الى اضافة كل مقترح مقبول الى مسودة النظام الداخلي لتقوم الجمعية التاسيسية بمناقشتها مع الاختفاظ بحق مناقشة اي مقترح ياتي لاحقاً.
4- تحديد موعد لقاء اولي مع تحديد المكان بالتشاور والاجماع مع مراعاة الاعضاء غير القادرين على السفر الى خارج العراق فربما سيكون اللقاء التاسيسي في العراق.
5- تشكيل لجنة تحضيرية للاجتماع الاولي لاعداد ورقة عمل الاجتماع التاسيسي ويتوجب ان تجتمع اللجنة التحضيرية مرة على الاقل قبل الاجتماع التاسيسي.
6- عقد الاجتماع التاسيسي.
7- انتخاب الهئية الادارية.
8- تحديد اليات التواصل بين أعضاء الجمعية التأسيسية وتحديد تواريخ الاجتماعات اللاحقة.
توقعات كاتب المقال لردود الافعال:
الواقع ان اي شعب يمر بما مر به الكورد الفيليون على مدى عقوداً بل قرونا من الظلم والاضطهاد والتهجير وحملات الابادة والنفي والقتل والمصادرة لا يمكن ان يتوقع منه ان ينهض بين ليلة وضحاها, وهذا ينطبق ليس على الفيليين فقط بل على كل شعوب الارض, وعليه فان كاتب المقال لايتوقع ان تنهال الردود الايجابية وان يشتد الحماس لدى الفيليين بمجرد قراءة هذه السطور فالموضوع الفيلي اعقد واصعب من ان يحل بتاسيس تجمع عالمي وهناك حالة احباط كبيرة لدى هذا الشريحة كما ان توصل عملية استغلالهم من قيل مؤسسات تمثل واجهات لاحزا بوكيانات معروفة جعلت عملية كسب ثقة هذه الشريحة عملية غاية في الصعوبة, ولكن قصد كاتب المقال هذا ان تكون هذه خطوة على الطريق وليست الوحيدة مع الاشادة بكل الجهود المخلصة والواعية لمثقفي الكرد الفيليين الساعية الى تغيير الواقع المأساوي لهذه الشريحة. انطلاقا من هذا فمن يتحمس لهذه الفكرة عليه ان يضع نصب عينيه وحشة الطريق والعقبات التي سيضعها الاخرون لعرقلة المشروع ونعته بالصفات التي تحط من قيمته وسيحاول البعض تعليب المشروع ووضعه في خانة الاصطفافات الطائفية والحزبية والسياسية الضيقة رغم ان المشروع لا يهدف الى ذلك كما ان هناك الكثيرون مما لا مصلحة لديهم في ان يتوحد الفيليون, فبالنسبة لهم الفيليون هم البقرة التي لا والي لها, ياتي من يشاء للحلب منها متى ما شاء مقدار ما شاء, فان اراد حلبها اطعهما واسقاها وتودد اليها (كما هو الحال قبل الانتخابات) حتى اذا جاء وقت الحلب حلب منها اضعاف ما اطعمها ( من اصوات) واذا انتفت حاجته الي حليبها ادار لها ظهره وتركها في العراء جائعة ضمآنة, ولذلك فهدف التجمع ان يكون امينا على هذه الشريحة وان يراعي حقوقها على ان يكون خيرها لكل الفيليين عموما.
ولكي اتجنب الاطالة فاني ادعوا ابتداءاً رؤساء وامناء وسكرتاريات الجمعيات والمؤسسات والمنظمات الفيلية في العراق وخارجه الى المساهمة في هذ المشروع وربما سيكون من الاسهل لو تكون الجمعية التاسيسية مؤلفة من رؤساء هذا الكيانات الفيلية القائمة دون مصادرة حق الاخرين من نشطاء وكتاب ومفكرين في المساهمة في تأسيس التجمع, فالتجمع العالمي للكرد الفيليين لن يكوناً حكرا على احد والباب مفتوح لكل خير ان يقدم ما تجود به القلوب والايدي والاقلام لهذا المشروع والله من وراء القصد.
[email protected]