عندما يتحدث شيعة السلطة عن خشيتهم من عودة البعث ، فانهم يقصدون عودة السنة الى الحكم . وينتابهم الخوف من ذلك . وعندما يتحدث سنة السلطة عن التهميش وتصحيح العملية السياسية، فانهم يقصدون زيادةمشاركتهم في السلطة تقرب الى ماكانوا عليه سابقا .
صحيح ان اغلبية الناس من السنة والشيعة ليست لديهم تلك التفرقة . ولكنهم يتأثرون حتما بما يتحدث به المسؤول السني او الشيعي وتنتقل خشيته الى ناسه وجماهيره . وانا اعلم ان كثير من الناس يتحدثون عن الفساد السياسي والاداري وسوء الخدمات ، ويحملون المسؤولين كل هذه الاحباطات والفشل والفقر ونقص الخدمات . الا ان منهم جماهير وسطية تجاهد في سبيل الحفاظ على الوضع كما هوحتى لو كان اسوأ من اي وضع اخر ، ويخشى التغيير لان البعض يعتقد بأن الحصول على السلطة هو مكسب بحد ذاته وليس للوصول الى اهداف محددة في خدمة الجماهير والناس . . وبالنتيجة فأن سنة السلطة وشيعة السلطة هم المستفيدين فقط من هذه العملية السياسية . لانها لم تنصف لا جماهير الشيعة ولا جماهير السنة . وخلاصة الامر فان كثير من الناس تاخذه العزة بالاثم ويصرون على بقاء الوضع على ما هو عليه . . وهذه هي الطامة الكبرى في الجهل والخداع . . اذا من الذي يحرك هذا الماء الراكد وينقذنا من الوضع السلبي السائد حتى لا ندور في حلقة مفرغة لا نهاية لها ونحن نعاني الامرين .
الحل في ان ننقد انفسنا . سنة السلطة ينقدون انفسهم خلال صراعهم للحصول على المناصب الحكومية والبرلمانية . وشيعة السلطة ينقدون انفسهم ايضا ويكشفون ممارساتهم في الاستحواذ على المناصب الحكومية من اجل احزابهم . ولتنفيذ ذلك اقترح ان تتم محاورة عبر قناة البغدادية مثلا او غيرها . بحيث تستضيف احد المتنفذين من سنة السلطة سواء من الوزارة او البرلمان ويتكلم فقط عن ممارسة جماعته والاخطاءوالسلبيات والفساد بكل شفافية وعدم التطرق الى مسؤولية الطرف الاخرالا عرضا . ونختار احد المتنفذين من شيعة السلطة ليكشف ممارساتهم واخطاءهم وفسادهم ولا يتطرق ايضا الى مسؤوليةالجانب الاخر ايضا الاعرضا لتوضيح فكرته وايصالها الى الناس .
بهذه الطريقة ننقذ انفسنا بانتقاد العملية السياسية من قبل اطرافها . ومن ثم الخروج بحلول ناجعة للخلاص من هذا المازق الحرج
وهذا في اعتقادي بداية الطريق الى تقويم مسار العملية السياسية . والله من وراء القصد