دخل الياس والاسى والاسف الكبير على اغلب قلوب العراقيين والذين ما انفكوا ان غمرتهم الفرحة الكبيرة بعد سقوط الهدام ، فكان سقوط الهدام حلما لا يتحقق عند العراقيين الا بمشيئة الله تعالى وصبرنا ضد الظلم والجور الذي طالنا طول الخمس وثلاثين سنة الماضية ، بعدها ابتسمت وجوهنا مستبشرة ضاحكة ولكن ليست فرحة من القلب لانها فرحة لم تدوم ، فقد مضت دورات انتخابية عديدة وهذه الدورة لاعضاء مجالس محافظات فالجميع كان يتأمل ان شجرة الانتخابات ستثمر فور زراعتها ثمرا يشبع العراقيين كما هو الحال في اغلب دول العالم غير ان الشجرة قد تأخر نضوج ثمارها ولم يحن قطافها الامر الذي ادى بهذه الثمار ان تصاب بعفن النية الغير صالحة ، الظاهر هذا هو حال الحكومة العراقية فلم نسمع عن حكومة تدعي الديمقراطية وتتصنع وتتظاهر الديمقراطية وتأخرت هكذا ، فقد تمت المصادقة على الانتخابات الاخيرة ولحد هذه اللحظة لم تتشكل ولا حكومة محلية ، فالمناصب اصبحت كقطعة اللحم الطرية التي يتقاسم الجميع عليها كل على حدة وبين هذا وذاك لا تجد ان مكان للمواطن بينهما فمصلحة المواطن باتت خفية لا ترى الا بالمجهر الالكتروني ، هذا المجهر هو احدى الصناعات العراقية ، فالجميع يتنازع حول استيلاءه على احسن المناصب الادارية كالمحافظ ورئيس المجلس ونائبه والمواطن مغيب في جميع الاحوال فيستخدم الاخير كسلم لصعود المسؤولين الى اعلى المراتب .
مقترحي هو ان تكون هنالك حملة غير الحملة التي اصبحت قديمة جدا ” حملة اعمار الجيوب ” اقصد جيوب المسؤولين الذين كانوا وين وصاروا وين هسة ، كانوا لا شيء والان اصبحوا شيئا يذكر ، فمقترح اعمار جيوب المسؤولين من المقترحات المهمة جدا لاعمار العراق بعد اعمار جيوبهم ، وليترك افراد هذا البلد تسيل دمائهم بلا احساس من قبلهم سوى مصطلحات الاستنكار والشجب ، هسة لو ينطون الحكم للعشائر كان انحلت ازمة الملف الامني من زمان وانتهى ولو ٥٠٪ من هموم المواطنين من توفير السكن للمشردين والمهجرين و”المتجاوزين” ، ونهاية سيول الفيضانات الكبير الذي اجتاح العراق .