8 أبريل، 2024 12:10 م
Search
Close this search box.

مقترحات للحد من مخاطر تدخين النرگيلة على الصحة العامة

Facebook
Twitter
LinkedIn

إنتشرت في السنين الأخيرة، وخصوصا بعد إحتلال العراق، موضة التدخين عن طريق النرگيلة في المقاهي والبيوت والمطاعم وكذلك خاصة في جلسات الأصدقاء على أنها طريقة ترفيه عن النفس. ولا تكف وسائل الإعلام تروج لها بشكل غير مباشر عبر المسلسلات والأفلام، وكأنها من ضروريات الحياة.

إذا كنت من مدخني النرگيلة، فهل فكرت بالأضرار التي تسببها لصحتك وصحة من حولك؟

1. إن تدخين نرگيلة واحدة يعادل تدخين أكثر من 100 سجارة.
2. تضر النرگيلة بالحويصلات الرئوية وجهاز التنفس عامة.
3. تسبب حموضة في المعدة وتلفاً في اللثة وسطح اللسان.
4. تؤثر على نضارة البشرة وتسبب إسوداداً تحت العينين.
5. تسبب إصفرار الأسنان ورائحة فم كريهة.
6. تضر بالحبال الصوتية وتجعل الصوت خشناً.
7. إن تدخينها في البداية يكون للتسلية ولكن ينتهي بالإدمان.
8. اذا كنت مهتماً بمكانتك الإجتماعية فإعلم أن النرگيلة تعتبر منافية للأتيكيت.
9. تسبب الضرر ذاته لأطفالك لأنهم عندما يستنشقون دخان النرگيلة يصبحون مدخنين سلبيين.

من المؤسف أنه يتزايد حالياً إستعمالها من قبل طلاب الجامعات والمراهقين، ويعتبر تدخين النرگيلة إحدى الممارسات التي تهدد الصحة العامة، وقد أطلقت عليها جمعية الرئة الأمريكية لقب (الموضة الناشئة القاتلة)، وفي هذا المقال نتحدث عن الأضرار الصحية لتدخين النرگيلة.
ما هو المعسّل: المعسّل هو عبارة عن خليط من التبغ والسكر والنكهات التي تشمل العديد من نكهات الفواكه والحلوى، وتعمل هذه الإضافات على جعل تدخين النرگيلة أكثر قبولاً من الجيل الأصغر والذي يمكن أن يرفض تدخين السجائر، ويختلف تدخين النرگيلة عن السيجارة التي تحتاج ما بين 5-7 دقائق لتدخينها، والتي تتطلب إستنشاق 500-600 ملليليتر من الدخان عن طريق 10-133 نفثة، بأنها تحتاج بالمعدل إلى ساعة من التدخين، وتتضمن حوالي 200 نفثة، بحيث يتعدى حجم النفثة الواحدة بالمعدل 500 ملليليتر، أي ما مجموعه 90000 ملليليتر من الدخان المستنشق بحسب الدراسات التحليلية، ويرفع تدخين المعسّل من فرصة إنتقال الشخص لتدخين السجائر، حيث وجدت دراسة أمريكية أُجريت على مراهقين أمريكيين من أصول عربية أن فرصة تدخين السجائر أعلى بثماني مرات لدى مدخني النرگيلة مقارنة بغيرهم، وقد صرحت منظمة الصحة العالمية أن تدخين النرگيلة الواحدة (2000 نفثة للدخان) يعادل حجم الدخان الناتج عن تدخين 100 سيجارة أو أكثر. أما عن السموم التي يتعرض لها مدخنو النرگيلة بخلاف المعتقد السائد لدى الكثيرين بأن النرگيلة لا تعتبر قاتلة مثل السجائر، فقد وضّحت الأبحاث الحديثة أنها تحمل نفس المخاطر الصحية، وأنها تسبب التعرض إلى عدد كبير من المواد السامة، حيث يتعرض مدخن النرگيلة مقارنة بدخان السيجارة الواحدة إلى 1.7 ضعف من النيكوتين الذي يعتبر مادة إدمانية، و 8.44 ضعف من أول أوكسيد الكاربون الذي يعتبر أحد سموم التدخين التي تقلل من قدرة الدم على حمل الأوكسجين، و 36 ضعف من القطران. ويجب الأخذ بعين الاعتبار معدل تدخين مدخن السجائر مقارنة بمعدل تدخين مدخن النرگيلة لمقارنة السموم التي يتعرّض لها كل منهما، والمقصود من هذا التوضيح أن مدخن النرگيلة يتعرض بالنتيجة إلى كميات عالية من السموم. وقد وجدت بعض الأبحاث الأولية أن الشخص الذي يُدخن النرگيلة مرة واحدة في اليوم ينتج كمية من النيكوتين في البول مشابهة لمن يدخن 100 سجائر في اليوم، في حين وجد أول أوكسيد الكاربون في هواء الزفير بتركيز 30 جزء في المليون، والذي يتفوق على ما ينتجه دخان السيجارة الواحدة بخمس مرات. ومع عدم وجود دراسات كافية، إلا أن الدلائل العلمية تشير إلى تعرض مدخني النرگيلة لعدد كبير من السموم الأخرى المسرطنة والمعادن الثقيلة. ووجد في دخان النرگيلة بعض السموم الموجودة أيضاً في دخان السجائر، مثل الألدهايدات التي تشمل الفورمالديهايد (Formaldehyde)، والأسيتيل ديهايد (Acetaldehyde)، والأكرولين (Acrolein)، كما يحتوي دخان التبغ (من النرگيلة والسجائر) على النظير POO210 الذي يوصل جرعات عالية من الإشعاع القوي إلى داخل جسم المدخن معرضاً إياه إلى السموم الإشعاعية، وعلى الرغم من أن تركيز هذا النظير في دخان بعض أنواع تبغ المعسّل يعتبر أقل منه في تبغ دخان السجائر، إلا أن نسبته في دخان النرگيلة لا يزال عالياً (أكثر من 39%). ولا توجد حالياً دلائل علمية كافية لدعم فكرة أن مرور الدخان في الماء يقلل من سمية المواد الموجودة فيه، وفي النقاش عن كون الماء أو درجات الحرارة الأقل قد تجعل من سموم النرگيلة أقل خطورة، يكفي ذكر أن تدخين النرگيلة الواحدة ينتج عنه 8.4 ضعف من أول أوكسيد الكاربون، و 36 ضعف من القطران، إضافة إلى أكثر من 50 ضعف من كميات بعض المواد المسرطنة والمعادن الثقيلة مثل الرصاص والكوبالت، بالإضافة إلى حقيقة أن إحتراق الفحم يشكل مصدراً آخر للسموم، مثل أول أوكسيد الكاربون، والمعادن الثقيلة، والمواد المسرطنة. ولا يقتصر التعرض للسموم الناتجة من دخان النرگيلة على المستخدم وحده، حيث إن الأشخاص المحيطين به هم أيضاً عرضة لهذه المواد، وقد وجد في دخان النرگيلة مواداً سامة على القلب والرئتين بدرجات تصل إلى تلك التي ينتجها دخان السجائر، مما يجعل من التعرض لدخانه من قبل المحيطين بالمدخن خطراً صحياً.

أما عن أضرار المعسّل ودخان النرگيلة على الصحة بشكل عام، فيفيد الكثير من مدخني النرگيلة إدمانهم وعدم قدرتهم على الإقلاع عنها بسهولة، وفي إحدى الدراسات الأمريكية وجد أن نسبة 12.99% من مدخني النرگيلة مدمنون عليها، وعلى الرغم من ذلك تشير الدلائل إلى أن قدرة مدخني النرگيلة على الإقلاع عنها هي أكبر من قدرة مدخني السجائر، وتشمل مؤشرات إدمان النرگيلة وجود الأعراض الانسحابية فيمن يتم قطعهم عنها، والتي تزول بالعودة إلى تدخينها. يرفع تدخين المعسّل من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين والعديد من الأمراض التنفسية والسرطان، مثل سرطان القصبات الهوائيّة، وسرطان الرّئة، وسرطان المثانة، وسرطان الأنف والبلعوم، وسرطان المريء، وسرطان الفم، وغيرها من الأمراض. وقد وجد أن تدخين النرگيلة وتدخين السجائر يرفعان من مستوى البروتين (Carcinoembryonic antigenn) المحفز لتكون الأورام، كما أن تدخين النرگيلة يرفع من مؤشر (Micronucleus frequency)، وهو أحد المؤشرات المستخدمة في التحديد المبكر لتكون السرطان. ويشكل تدخين النرگيلة خطراً على صحة الأسنان ويرفع من خطر الإصابة بأمراض اللثة. كما يشكل تدخين النرگيلة خطراً على صحة الأجنة. وبحسب إستنتاجات منظمة الصحة العالمية، يعتبر تعرض الحوامل والأجنة لدخان النرگيلة وسمومها أكثر خطراً من غيرها، سواء كان هذا التعرض بالتدخين المباشر أو السلبي، حيث وجد أن تدخين النرگيلة يرتبط بانخفاض وزن المواليد، كما أن تدخين التبغ يرفع من خطورة خسارة الحمل، والولادة المبكرة، وبعض التشوهات الخلقية، وبعض المشاكل في المشيمة. ويرفع التدخين خلال الحمل من المخاطر التي يمكن أن تصيب الطفل بعد الولادة، مثل متلازمة موت الرضيع المفاجئ والمغص والربو والسمنة خلال مرحلة الطّفولة، كما يمكن أن يضر التدخين خلال الحمل بتطور المهارات العاطفية والسلوك والقدرة على التعلم لدى الطفل، كما أنه يمكن أن يؤثر على خصوبة الطفل في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، يرفع التدخين السلبي من خطورة الإجهاض وإنخفاض وزن المولود وإصابته بالتشوّهات الخلقية، ولذلك يجب الإقلاع عن التدخين لمنح الجنين حقه في بداية حياة صحية. كما يرفع تدخين النرگيلة من خطر العقم، حيث يقلل من خصوبة كل من الرجال والنساء، كما أنه يرفع من خطر الحمل خارج الرحم.

ونظراً لأن تدخين النرگيلة يعتبر عادة إجتماعية يتم فيها تشارك نرگيلة واحدة بين عدة أشخاص، لهذا فإن تدخين النرگيلة يرفع من خطر إنتشار الأمراض المعدية مثل مرض السّل، والكبد الوبائي وغيرهما. كما يُسرّع التدخين من شيخوخة الخلايا، ويفاقم تكون التجاعيد، لأن النيكوتين يسبب تضيّقاً في الأوعية الدموية المغذية للجلد، ويقلل من وصول الأوكسجين والمغذيات التي تحتاجها البشرة، مثل فيتامين (A)، كما يحتوي دخان التبغ على أكثر من 4000 مادة تعمل على تدمير الكولاجين والإيلاستين في الجلد، واللذان يمنحان البشرة القوة والمرونة، وبالتالي يسبب ذلك الظهور المبكر للتجاعيد.

وحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية، أدرج أدناه المخاطر الصحية لتدخين النرگيلة:

التأثيرات الحادة:
• زيادة معدل ضربات القلب
• زيادة ضغط الدم
• التسمم بأول أكسيد الكربون
• إختلال وظائف الرئة
• إنخفاض القدرة على ممارسة الرياضة
• تغييرات في الحنجرة والصوت

أما التأثيرات بعيدة المدى فهي:
• أمراض القلب الإقفارية
• إختلال وظائف الرئة
• مرض الرئة الإنسدادي المزمن
• إلتهاب الشعب الهوائية المزمن
• إنتفاخ الرئة
• سرطان الرئة
• سرطان المريء
• سرطان المعدة
• إنخفاض الوزن عند الولادة
• المشاكل الرئوية عند الولادة
• أمراض اللثة
• تغييرات في الحنجرة والصوت
• إنخفاض كثافة العظام و زيادة خطر الكسور

مقترحات عملية للحد من تدخين النرگيلة في العراق:
في البداية، أرى من الضروري إنتاج بوسترات من قبل وزارة الصحة توضع في المقاهي والمطاعم تبين مخاطر تدخين النرگيلة المذكورة أعلاه ولمدة ثلاث أشهر على الأقل، بعدها يصدر أمر من وزارة الصحة والداخلية بمنع تدخينها في تلك الأماكن منعا باتاً. كما ويطالب كافة أطباء وأطباء أسنان العراق عن طريق نقابة الأطباء ونقابة أطباء الأسنان أن يعاونوا في الحد من تدخين النرگيلة بنصح جميع مرضاهم من مدخنيها لو تبين أن أمراضهم لها علاقة بتدخين النرگيلة. كما يجب تعاون تلك النقابتين بوضع بوسترات في عياداتهم تبين مخاطر تدخين النرگيلة على الصحة العامة وعلى صحة الأسنان. وتؤمر جميع محلات بيع معدات تدخين النرگيلة بوضع بوستر يبين مخاطر تدخينها، ومن يخالف ذلك أو يمتنع عنه يعاقب بغرامة كبيرة من قبل وزارة الصحة و/أو الداخلية.

أتمنى على الجهات المختصة الأخذ بهذه المقترحات خدمة للصحة العامة للمواطن.

* إختصاص بعلم الفسلجة الطبية (فسلجة القلب والأوعية الدموية)
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب