إذا كنت خطيبا ..كيف تسمعني أجب ؟!!
تعودنا وفي كل ليلة جمعة أن ينبري الوعاظ والخطباء الى تذكيرنا بغسل الجمعة ، التبكير للصلاة ، قراءة سورة الكهف ، كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، إرتداء الملابس النظيفة ، التعطر ، الخروج على مكث وتؤدة الى أقرب مسجد والإنصات الى الخطيب لحين الفراغ من خطبته ومن ثم إقامة الصلاة والإنصراف كل الى شأنه ، وجزاهم الله كل خير ، فالدال على الخير له مثل أجر فاعله ﻻينقص منه شيئ.
اليوم أنا من أريد تذكير الخطباء بأمور ملحة وهذا من حقي وحق المصلين عليهم ، بل ومن حق العراقيين عليهم ايضا ، وأقول :
ان المخدرات في العراق بكل انواعها – الصناعية والطبيعية والرقمية – وصلت بعد التعاطي الى حالة الادمان والتصنيع والزراعة والاتجار والترويج والتهريب وشبابنا كلهم باتوا مهددين بأدمانها إن عاجلا أم آجلا فماذا تنتظر؟
أخطب عن المخدرات وألحق بها الخمور وحرمتهما وأضرارهما الاقتصادية والصحية واﻷمنية التي ﻻتحصى ؟!
واثني بالقمار بكل اشكاله ” ورق ، سباق خيول ، دمبلة ، مراهنات ، النرد ، البوكر” والذي أصبح ظاهرة جد خطيرة وصالاته السرية والعلنية التي تحميها الميليشيات المسلحة القذرة مقابل نسبة مالية مخيفة في كل مكان فضلا عن المقاهي الشعبية التي إستحالت الى أوكار للشباب والعاطلين عن العمل والمترفين وباﻷخص في شوارع السعدون والباب الشرقي والبتاويين والكرادة وشارع ابي نؤاس والمنصور ..أخطب عن الميسر !
وأثلث بالرشا – ودهن السير – التي لعنت على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم ” لعن الله الراشي والمرتشي والرائش ” وأصبحت ظاهرة ﻻيمكن تسيير أية معاملة رسمية و في اية دائرة حكومية من دونها بتاتا ..أخطب عن الرشوة !
الزنا بكل صوره التي تعرفها والتي لاتعرفها ،التي تتخيلها والتي لاتتخيلها ، التي سمعت عنها في حياتك كلها والتي لم تسمع عنها قط وبضمنها زنا المحارم والخيانات الزوجية والحمل السفاح والاجهاض السري ورمي ثمار الحرام على قارعة الطرق تتبعها عمليات الترقيع، أخطب عن آفات ومخاطر وكوارث العلاقات الجنسية المحرمة وأمراضها السايكولوجية والبايولوجية ﻷنها ستطبق علينا السماء والارض لهولها ، أخطب وﻻتخجل وبالإحصاءات الرسمية وبالتفاصيل العلمية ، وﻻحياء في الدين !!
تزوير العملات والشهادات والانساب والاحساب والوثائق والملفات والصكوك وملكية العقارات العامة والخاصة اضافة الى شهود الزور ممن يقفون على أبواب المحاكم يوميا مقابل إاستئجارهم بالمال ليشهدوا مع أو بالضد زورا وبهتانا ، كوارث طارئة تفوق الخيال في العراق ، أخطب عن التزوير وقول الزور والحلف الكاذب واليمين الغموس وحرمتها ، وﻻدكلي
( ياما خطبنا وخطبنا وماكو فائدة ..اخطب ثم اخطب ثم اخطب حتى يتنبه الناس من غفلتهم ) !
السحر الاسود بدوره أصبح عرفا في بلادنا ومقابرنا كلها – وارجو ان تذهب الى بعضها وتختار عينات عشوائية منها – لتصطدم بالفاجعة الكبرى ، إذ أن معظمها أصبحت مأوى للسحر والسحرة والطلاسم والتعاويذ التي ترمى داخل قبور اﻷموات للمحبة أو الانتقام أو التفريق بين الزوجين ( عظم هدهد ، وعرج سويحلي ، وشعر من رجل أو إمراة او قطعة من ملابسهما ) وليحذر من ينشرون ملابسهم على الحبال من بعض الجيران و أقولها بكل صراحة ليس للسحر فحسب وانما ﻷمور أخرى ﻻيتسع المجال لذكرها واخص النسائية منها ، وأتبعها بكارثة التصديق بالنجوم والابراج والحظ والطالع التي أصبحت لبعض الناس قدرا ﻻيتحركون الا بمقتضاه حتى عند الزواج او السفر او العمل ، اخطب فيها !
أخطب عن سرقة المال العام والخاص ، الخفي منه والعلني ، المسلح منه والسلاح سيز وووﻻتقل لي ( هو اكو واحد مايعرف ان السرقة حرام؟! ..رجاء..لطفا ..التماسا ..لعد شنو شغلك ، رحمه لأهلك ) وذكر الناس عسى ان تنفع الذكرى ، وحذر عسى ان ينفع التحذير !
أخطب عن القتل والاغتيال والاختطاف في العراق والنزاعات العشائرية بمختلف أنواع الاسلحة وعودة الجثث المجهولة ، اطلاق النار في المناسبات وفي الاتراح والافراح والعراضة القبلية والتي تتسبب بمقتل واصابة العشرات شهريا ناهيك عن الرعب والقلق الذي تسببه للناس يوميا باتت ظاهرة ، أخطب رعاك الله وﻻتخشى في الحق لومة لائم !
أخطب عن الغش الصناعي ، الغش الدوائي ، الغش الغذائي ، الغش في الميزان ، الغش في الامتحان وبيع الاسئلة و – الفطايس – البيضاء والحمراء التي تباع للناس على انها لحوم مستوردة -حلاااااااااال – والتي تقتل سنويا المئات منهم وبمختلف أنواع اﻷمراض وآخرها الطاعون الذي ظهر في شارع السعدون …أخطب !
أخطب عن التسهيلات المالية الربوية والقروض بفوائد – الفايز – و الذي دمر عوائل بأسرها وفككها بغياب القرضة الحسنة لحين ميسرة وبغياب الزكاة والصدقة أيضا من جراء الشح المطاع والهوى المتبع وإعجاب كل ذي رأي برأيه !
أخطب عن إتساع ظاهرة الطلاق بشكل غير مسبوق بمعدل 300% حتى ان بعض الزيجات تنتهي بعد أسبوع واحد من الزواج والبحث في أسبابها والتحذير منها !
أخطب عن الانتحار والذي ﻻيكاد يمر يوم إلا وأحرر فيه خبرين أو ثلاثة أخبار عن هذه الظاهرة الجديدة على مجتمعنا ﻷسباب عديدة و بعضها جرائم قتل تدون على أنها انتحار – ، اخطب قبل ان نفقد المزيد من الشباب والشابات باﻷنتحار وبمختلف انواع اﻷسلحة والوسائل المتاحة ( حرق ، اطلاق نار ، احتساء السم ، شنق ، غرق ، شرب النفط ، تناول الحبوب الطبية ..!!) اودعناكم اغاتي
يتبع