إن التحركات الأخيرة من قبل مقتدى الصدر والتي طرح نفسه من خلالها على إنه رجل الإصلاح وراعيه الرسمي في العراق ما هي إلا تخرصات من هذه الشخصية, فهو كان ومنذ اللحظات الأولى مشاركاً ومساهماً كبيراً وفاعلاً في العملية السياسية التي انقلب عليها الآن, وكان ولا زال يمثل جزءً منها, فأين كانت دعوته الإصلاحية على مدى ثلاثة عشرة عاماً ؟! ولماذا الآن ؟ أين كان عندما كانت حكومة الفاسد والسارق المالكي ؟ لماذا لم يكن موقفه سابقاً من حكومة المجرم المالكي مشابهاً لموقفه الآن ؟ ألم يكن فيها فساد وسرقة وإخلاس وأجرام ؟ فهل من صفات المصلح أن يكون فاسداً ؟!.
ومن ثم كيف يكون مصلحاً وهو يسرق الآراء والأفكار والإطروحات التي تبناها غيره ؟ فكيف يكون شكل الإصلاح على يد سارق للفكر الإصلاحي ؟! فمقتدى الصدر في تحركه الأخير قام وبكل وضوح بسرقة العديد من مشاريع وأفكار وإطروحات المرجع العراقي الصرخي ولعل أبرزها مشروع خلاص والذي كانت بنوده هي :
1ـ قبل كل شيء يجب أن تتبنّى الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً شؤون العراق وأن تكون المقترحات والقرارات المشار اليها ملزمة التنفيذ والتطبيق .
2ـ إقامة مخيّمات عاجلة للنازحين قرب محافظاتهم وتكون تحت حماية الأمم المتحدة بعيدةً عن خطر الميليشيات وقوى التكفير الأخرى .
3 ـ حلّ الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد إلى أن تصل بالبلاد إلى التحرير التام وبرّ الأمان .
4ـ يشترط أن لا تضم الحكومة أيّاً من المتسلطين السابقين من أعضاء تنفيذييّن أو برلمانييّن فإنّهم إن كانوا منتفعين فاسدين فلا يصحّ تكليفهم وتسليم مصير العباد والبلاد بأيديهم وإن كانوا جهّالاً قاصرين فنشكرهم على جهودهم ومساعيهم ولا يصحّ تكليفهم لجهلهم وقصورهم ، هذا لسدّ كل أبواب الحسد والصراع والنزاع والتدخّلات الخارجية والحرب والإقتتال .
5- يشترط في جميع أعضاء حكومة الخلاص المهنية المطلقة بعيداً عن الولاءات الخارجية ، وخالية من التحزّب والطائفية ، وغير مرتبطة ولا متعاونة ولا متعاطفة مع قوى تكفير وميليشيات وإرهاب .
6- لا يشترط أي عنوان طائفي أو قومي في أي عضو من أعضاء الحكومة من رئيسها إلى وزرائها .
7- ما ذكرناه قبل قليل يشمل وزيرَيْ الداخلية والدفاع ويجب تشكيل منظومة عسكرية جديدة تمتاز بالمهنية والوطنية والولاء للعراق وشعب العراق ولا يوجد أي تحفّظ على المنتسبين لها سواء كانوا من ضباط نظام سابق أو نظام لاحق ماداموا مهنيين وطنيين شرفاء .
8- في حال قبول ما ذكرناه أعلاه فأنا على إستعداد لبذل أقصى الجهود لإنجاح المشروع من خلال حث الأبناء والأخوة الأعزّاء من رجال دين وعشائر وشيوخ كرام وعسكريين وخبراء وأكاديميين ومثقفين وكل العراقيين الباحثين عن الخلاص ، نحثّهم للإلتحاق بالمشروع واحتضانه وتقديم كل ما يمكن لإنجاحه .
9- لإنجاح المشروع لابدّ من الإستعانة بدول وخاصة من دول المنطقة والجوار ولقطع تجاذبات وتقاطعات محتملة فنقترح أن تكون الإستفادة والإستعانة من دول كالأردن ومصر والجزائر ونحوها .
10- إصدار قرار صريح وواضح وشديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائياً من اللّعبة في العراق حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح .
وما دفع مقتدى لهذا الفعل أي سرقته أو على أقل تقدير إستراقه لفكر المرجع العراقي الصرخي هو : نجاح منهج ومشروع المرجع العراقي الصرخي وتأثيره في المجتمع دفع إيران أن تطرح أحد عملائها للساحة متقمصاً منهج وأسلوب ومشروع المرجع العراقي الصرخي الإصلاحي فتخطف الأضواء لصالحها من خلال عميلها فتحصل على تأييد العرب وإعلامهم كما فعلت سابقاً عندما خدعتهم في قضية السيستاني وحوزة نجف وحوزة قم فكلفت مقتدى بالعمل فطرحته على أساس هو مصلح بل وقائد عراقي عربي كما روجوا له وتبعهم الإعلام العربي, الأمر الآخر, إن ذهنية مقتدى الصدر لا ترتقي إلى المستوى الذهني والفكري الذي يملكه المرجع العراقي الصرخي, فمقتدى الصدر إنسان بسيط فكرياً وعقلياً وليس لديه ملكة الاستنباط التي لدى المرجع العراقي الصرخي والتي لا يملكها غيره من المتصدين ممن حمل عنوان المرجعية, بالإضافة إلى أن مشروع المرجع العراقي الصرخي مشروع ناجح وغير مطروق سابقاً ولم يستطيع أي شخص أن يطرحه وهو يمثل الحل الحقيقي لأزمة العراق ولا يوجد سواه حل آخر.