عادت ظاهرة الاغتيالات العشوائية لتطفو على سطح العراق من جديد بعد إن ارتحنا منها لأيام قليلة , حيث شهدت مدن العراق عموما وبغداد خصوصا عميلات اغتيال في يوم الجمعة الماضي وتجاوز عدد المغدورين الخمسين شخصا , وكذلك عمليات اغتيال لرؤساء وشيوخ العشائر ممن لهم ارتباط في مجالس الصحوات في بعض المحافظات .
ظاهرة الجثث الملقاة على قارعة الطريق وبدون رؤوس , والشنق واغتيال العوائل ” بكل أفرادها ” واستهداف ضباط ومراتب من الجيش والشرطة ومدنيين بصورة عشوائية , هذه الظاهرة رجعت بشكل قوي وبصورة مؤثرة حيث أعادة إلى أذهان العراقيين الصورة الدموية للأيام التي كانت فيها المليشيات تسرح وتمرح في العراق على هواها وخصوصا مليشيا مقتدى .
والملاحظ بصورة دقيقة إن هذه العمليات قد عادت إلى الظهور وبشكل سريع ومفاجئ وخصوصا بعد قرار مقتدى الصدر الذي أمر بإعادة هيكلية المليشيا التابعة له ” جيش المهدي ” وقد وضحت في المقال السابق (إعادة الهيكلية لمليشيا مقتدى تعني ” إلغاء التجميد ” ! ) ووضحت فيه ” إن إعادة الهيكلية لأي حركة أو تنظيم تعني إعادة العمل من جديد لكن تحت قيادة شخصيات مختلفة , وهذا يعني إن إعادة الهيكلية يعني إلغاء التجميد لكن بذريعة وبحجة تعطي للمتلقي انطباع وتصور لا يجعله يحس بخطورة الموقف ” .
ولكن نحن كلنا ثقة بالسيد المالكي رجل الصولات وتطبيق القانون ضد الخارجين عليه خصوصا بعد أن أمر بإلقاء القبض على مقتدى وفق قرار أصدرته محكمة جنايات الرصافة في بغداد على ضوء وجود أدلة تثبت قيام مقتدى وأتباعه بقتل مجموعة من جنود دولة صديقة في العراق تؤدي واجبها إلى جانب مجموعة من جنود عراقيين .
وكذلك تصريحه يوم السبت بعد السماح بعودة المليشيات إلى ممارسة نشاطها تحت أي ظرف أو مسمى في العراق وانه سوف يتعامل بشدة مع من يريد عودة الميليشيات تحت أي مسمى خارج القانون , وهذه بادرة خير تطمئننا نحن العراقيين من عودة مقتدى وأتباعه ومليشياته إلى ممارسة نشاطها الإرهابي في العراق .