29 ديسمبر، 2024 1:55 ص

مقتدى والعمامــة والأفنــدي – 8 / تأريخ الشيعة

مقتدى والعمامــة والأفنــدي – 8 / تأريخ الشيعة

……  تحولات دراماتيكية  :
أن شخصية مقتدى وعمره ونهجه يمثلون واحدا من اكثر التحولات دراماتيكية في تأريخ الشيعة في العراق منذ الصراع (الاصولي – الاخباري) الذي عم النجف في القرن التاسع عشر..
هذا ما قاله فالح عبد الجبار في صفحة 31 من كتابه (العمامة والافندي) وعلى   هذا الكلام، التالي:
اولا: يؤكد المؤلف ان للسيد الصدر (نهج).. وهذا يستلزم وجود إيديولوجيا، بينما أشار قبل قليل، بان الصدر ليس له إيديولوجيا.. فقد قال في صفحة 30 ما نصه:
((أما مقتدى الصدر، فانه لا يملك ايديولوجيا محددة))
ثانيا: وصف المؤلف النهج الصدري بالتحول الدراماتيكي، ويصح هذا الوصف من جهة، ولكنه ليس دقيقا من جهة اخرى..  وهاتان الجهتان هما:
الف: يصح كلام المؤلف لان الصدر حرك الماء الراكد، بعد 2003، بل تحديدا اتخاذه جانب المقاومة ضد الاحتلال، واوجد مقاومة شيعية، افضل من مقاومة 1920، اكيدا بسعتها وفعاليتها ومركزيتها..
باء: من جهة اخرى، ان نهج السيد مقتدى الصدر، هو امتداد للمنهج الرسالي المعصوم، وهذا يمكن ان يفهمه المتخصصون، لانه يستلزم فهم لقواعد واسس المشروع الالهي، وتخطيطه.
ثالثا: يمكن القول ان عدد من الامور، الهامة، التي التفت اليها المؤلف، بفطنة، ويمكن ان اصفها اجمالا، كالتالي:
الف: الصدمة التي سببها السيد الصدر لامريكا، بعد ظهوره القوي في الساحة، وقيادته الفذة، التي فرضت ارادتها في الساحة.
باء: الصدمة التي سببها السيد الصدر لاحزاب المعارضة، التي دخلت مع دبابات الاحتلال، والتي حلمت طويلا بتقسيم الكعكة العراق بينها، والتهامها على انغام قرارات بريمر، لكنها اصطدمت بالصدر القوي في الساحة، وقيادته الفذة، التي فرضت إرادتها في الساحة، وسحبت البساط من تحت المعارضة العراقية الساذجة.
جيم: الصراع بين قوى الداخل (الصدريون) وبين قوى المعارضة وخاصة الدعوة.
…….. الاصوليون والاخباريون:
أما الصراع (الاصولي – الاخباري).. لا يمكن ان نربطه بالصراع الحالي، لان المنهج السائد حاليا، هو الاصولي، اي استخدام الادراك العقلي، في استقراء البيان الشرعي (النصوص) وانتاج قواعد للتشريع، ثم انتاج الاحكام (الشريعة).
 او..  ان (المؤلف) يقصد شكل الصراع، وانسياقه الى الصراع المسلح، بين المدرستين، ويمكن القول بالتالي:
اولا: ان الصراع الاصولي الاخباري، بدا بعد الغيبة، اي بعد عام 250 هجري.
ثانيا: الصراع الاصولي والاخباري، هو اختلاف حول شرعية ودور العقل في استنباط الشريعة.
ثالثا: ان الصراع الذي حصل، بعد 2003، هو بين ارادة الصدر التي تنطلق من حرصه على انجاز التكليف الشرعي، وابراء الذمة تجاه مقاومة الاحتلال، وبين ارادة، المعارضة، تريد استثمار الظرف لبناء سلطتها ونفوذها.
اي ليس صراعا بين مدرستين، فقهيتين..
### الكاتب في سطور:
تدريسي في الجامعة المستنصرية. حصل على الدكتوراه في الهندسة من جامعة بغداد. عارض الديكتاتورية.. ويؤمن بالشراكة الوطنية لاجل عراق مستقل ديمقراطي حر.. تحكمه بعدالة الكفاءات والخبرات.. لتحقيق الرفاهية والخدمات لشعبنا المظلوم..
صفحة الكاتب على الفيس بوك:
https://www.facebook.com/Dr.Nadhim.M.Faleh