لا يخفى على كل ذي لب مدى علاقة مقتدى الصدر بالسعودية الدولة الإرهابية الراعية الرسمية لتنظيم داعش المجرم, فبعدما تم فتح سفارة هذه الدولة في العراق صار الطريق بين الحنانة والسفارة في بغداد سالكا بكل كثافة تملأه سيارات ممثلي مقتدى الصدر الذين عقدوا أكثر من لقاء سري مع السبهان ” السفير السعودي ” وهو رجل استخباراتي معروف عند الجميع والكل يعلم معنى ان يكون هناك رجل استخباراتي عسكري في دولة ويعمل بصفة سفير!!!.
وقد كانت نتيجة تلك اللقاءات السرية بين ممثلي مقتدى الصدر والسبهان أن يتم الاعتداء على هيبة الدولة وضرب المتظاهرين العراقيين وتمييع مطالبهم وكذلك فتح ثغرات أمنية الأمر الذي سبب تلكؤ واضح في عمليات تحرير المناطق التي وقعت تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي وكأن هناك ترتيب بين داعش وقيادات مقتدى الصدر!!.
أنا لست من محبي المالكي ولا من مريديه لكن مهما كان الخلاف الفكري والأيديولوجي موجوداً فهذا لا يعني إننا لا نحترم فكر الآخر لدرجة إننا أن نقوم بأفعال صبيانية طائشة تصل إلى المساس برموز وشيوخ العشائر وضربهم وسبهم وشتهم, وهذا يعني سب وشتم وإهانة كل أفراد تلك العشائر !! طبعاً كان الهدف من تلك الفعلة الجبانة التي أقدم عليها أتباع مقتدى الصدر هي من أجل إثارة الفتنة في البصرة عشائرياً, فعندما يهان شيخ عشيرة من الطبيعي لا يسكت أفراد عشيرته عن ذلك الأمر وهذا يعني حدوث صراعات مسلحة وستكون بشكل واسع هذا من جهة ومن جهة أخرى استهداف شخصية حكومية كالمالكي هذا يعني هناك نية واضحة في محاولة جر الحكومة لتصدام مع مليشيات مسلحة!!!.
وهذا الأمر جاء في الوقت الذي تتقدم فيه قواتنا البطلة في الجيش والحشد في تخوم الموصل لتحرر آخر بقعة من براثن تنظيم داعش الإرهابي, فلو حدث أي صراع في الجنوب فهذا يعني انسحاب قطعات عسكرية وحشد شعبي من أجل استتباب الأمر في الجنوب الذي سوف يلتهب كله بسبب مقتدى وأتباعه, حيث الحرب في البصرة تعني الحرب في العمارة والناصرية والسماوة والديوانية والكوت وحتى بغداد والنجف وكربلاء وهذا ما لا يمكن السيطرة عليه بما موجود من جيش وأجهزة أمنية إلا بالاستعانة بتعزيزات عسكرية وحشد من جبهات القتال في الموصل وغيرها من المحفظات الشمالية وهذا سوف :
1-يفتح المجال أمام الأكراد للسيطرة على المناطق التي تعاني من قلة التواجد العسكري العراقي والحشد.
2-يعيد لتنظيم داعش هيبته في الموصل وباقي المحافظات.
3-في حال حدث الصراع أو الحرب في الجنوب سوف يفتح الحدود للسعودية لإرسال العناصر الإرهابية إلى الجنوب وبالتالي سوف يكون الجنوب أرضا محترقة بنار الإرهاب.
وبالتالي سوف يتحقق ما وعد وهدد به البغدادي لأهل الجنوب عندما هدد بنقل المعركة الى الجنوب العراقي وكما يبدو إن البغدادي وأسياده في الرياض لا يملكون إلا مقتدى الصدر من أجل تحقيق هدفهم وغايتهم, لكن الحكمة والدراية والعقل الذي تتمتع به بعض القيادات العراقية حالت دون ذلك, وهذا ما سيدفع بمقتدى وأتباعه لممارسة هكذا أفعال مرة أخرى وهو بذلك يحقق هدفين:
الأول : إن كانت هناك ردة فعل حكومية فهذا يحقق الهدف المنشود الذي تريده السعودية من خلال مقتدى.
الثاني : إن لم تكون هناك ردة فعل حكومية بسبب عدم جر الجنوب العراقي إلى نار الصراع فسوف يستغل مقتدى ذلك الأمر ليمارس طيشه وصبيانيته, ويظهر بمظهر الشجاع وما إلى ذلك من أوصاف ونعوت لا يستحقها مطلقاً لأنه وأتباعه يمثلون الوجه الآخر لداعش, لذا على عقلاء القوم أن يتخذوا ما يلزم لتطهير البلاد من هكذا نماذج تريد أن تحرق العراق وشعبه بنار الحقد والكراهية.