8 أبريل، 2024 3:12 ص
Search
Close this search box.

مقتدى قائد الجهلة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ اسابيع يحاول مقتدى الصدر واتباعه ارسال اشعارات تحذيرية لحكومة حيدرالعبادي الشريك التقليدي لنظام الحكم الثيوقراطي الذي استولى على السلطة في بغداد بدعم ايراني امريكي منذ نيسان 2003 .وما لم تفصح عنه هذه الاشعارات التحذيرية هو الهدف الحقيقي الذي تبتغي الوصول اليه .. فاذا استبعدنا كذبة الاصلاح و المطالبة بحقوق المواطن  ومحاسبة المتسببين بالفساد وسرقة المال العام فاننا سنقف وجها لوجه امام احلام هذا الرجل المهووس بالسلطة شانه شان الاخرين من حلفائه .. فالحلم الاول الذي لا يغيب عن تفكيره هو الوصول الى خلافة ابيه الذي يقال ان صدام حسين قد قتله وما من دليل على ذلك .. رغم ان اباه لم يذكر اسم هذا الغلام كخليفة له في كل احاديثه . كما ان محاولاته اضفاء القداسة على اسم ابيه او اسم عائلته قد ضخمت شعوره بالاهمية رغم قصور ادواته ، وحلمه الثاني هو السيطرة على مقادير العراق شعبا وارضا. فخلال كل دورات ما يسمى بالبرلمان العراقي كان النواب التابعون  للتيار الصدري ــ وهذه التسمية لوحدها اداة ادانه ــ علامة فوضى كبيرة في الاداء السياسي الذي يفترض الدبلوماسية واللياقة .ان محاصرة اتباع مقتدى الصدر للمنطقة الخضراء هي دعاية سمجة للفت الانتباه لهذا الشخص الذي تغافل القانون الجنائي عن ملاحقته ، اضافة الى انها اداة لامتصاص نقمة الجماهير التي ما عادت تحترم الاسماء التي تدعي القداسة والتقوى .. فالتيار الصدري وبوصف زعيمه تيار جاهل ، والتهم تلاحق ممثليه في البرلمان ووزرائه في الحكومة ،فكيف يستطيع جاهل ان يعلمنا الحكمة ؟ وكيف يستطيع سارق ان يكون امينا على المال العام  وكيف يستطيع  قائد مليشيا طائفية  زج وزراء في حكومة تكنوقراط ؟ان عراق ما بعد نيسان 2003 قد اصبح غنيمة لاقطاعيتين .. اقطاعية الدين واقطاعية المال .. فاياد علاوي ابن  التاجرهاشم علاوي وابن اخ عبد الامير علاوي الذي كان وزيرا للصحة في منتصف خمسينات القرن الماضي .. ورغم اعترافه امام الملأ بانه عمل جاسوسا لعدة جهات اجنبية  اسس باسم الديمقراطية وبلا خجل ( القائمة الوطنية العراقية ) فاي وطنية يستطيع ان يعطيها جاسوس ؟وعادل عبد المهدي ابن العائلة الارستقراطية الاقطاعية وابن الوزير والنائب في مجلس الاعيان خلال عهد الملك فيصل الاول يحاول ايضا احياء امجاد اقطاعيات عائلته المنتفجية .. رغم تقلبه البهلواني بين الشيوعية والبعث والاسلام السياسي .. فاي اصلاح واي عدالة يستطيع ان يوفرها اقطاعي متلون ؟وعمار الحكيم حفيد عبد المحسن الحكيم و والمترعرع في حضن ايران منذ وصلها وعمره 8 سنوات .. هذا الشاب الذي ورث عن عمه مليشيا فيلق بدر والذي عمل مندوبا لعمه محمد باقر الحكيم لجمع التبرعات من اتباع جده في استراليا واوربا عاد للعراق فاستولى على نصف مباني العاصمة وقتل فيلقه الممول من ايران اغلب الكفاءات العراقية والان يدعي انه يريد الاصلاح ومحاسبة الفاسدين وتاسيس دولة عراقية قائمة على العدالة والمساواة والحرية .. فاي عدالة يستطيع ان يقدمها من تلوثت ايادي اتباعه وقادة مليشياته بدماء الاف العراقيين ؟اما مقتدى الصدر فانه لا يريد ان يبقى بعيدا عن هذه الموجة ويحفظ اسم ابيه ناصعا فادلى بدلوه واسس مليشيا مسلحة اطلق عليها ( جيش المهدي) واعتمد على الحثالات التي تطفو في التيار ليكونوا وزراء يمثلونه في اكثر الوزراة الخدمية التي لها مساس يومي بحياة العراقي فماذا تستطيع هذه الحثالة الجاهلة ان تقدم للمواطن المهروس برحى التفجيرات والبطالة والخطف والرشوة والامراض .وكيف يبرر دعواته لاختيار وزراء تكنوقراط ؟ان توالي الكوارث التي الحقت بالعراقي ضررا ابديا و جينيا قد جعلته يرضى باهون الشرور. ولكن الحقيقة يجب ان لا تغيب عن الذاكرة الجمعية للجمهور كي لا يكون امام القتلة والسراق وخائني بلدهم فرصة الانتشار والتمدد . فمقتدى الذي يريد تمثيل دور عروة ابن الورد لا يستطيع المضي قدما في دوره لان اللص الذي يسرق بيته لا يستطيع ان يمنح الخبز للجائعين ، والقاتل المأجور لا يستطيع ان يقدم لهم الامان .ان سجل مقتدى الصدر و اتباعه ومليشياته ملطخ بدم الابرياء ففي احداث 2006 الطائفية التي رافقت تفجيرات سامراء انتقمت مليشيات جيش المهدي من الشباب المحسوبين على الجهة الاخرى شر انتقام وما تزال افلام القتل والتهجير موثقة في مواقع الانترنيت فهل تستطيع المظاهرات المفبركة التي قادها مقتدى ان تلغي هذا السجل وتكذبه ؟ما من عملية خطف او تزوير الا ويكون تخطيطها وتنفيذها في مدينة الصدر التي تلهج بولائها لمقتدى .. وان مظاهرات امس الجمعة كانت بقيادة ابطال الخطف والتزوير هؤلاء .ان منطقة خلف السدة التي تقع في مناطق شرق بغداد والمحاذية لمنطقة المعامل والعبيدي والثورة اصبحت عنوان لفخر اتباع مقتدى . فهناك تدفن جثث ضحاياهم ومناوئيهم ومخالفي عقيدتهم .لقد اثرى التيار الصدري خلال سنوات الاحتلال الاولى من عمليات الخطف والتسليب التي كان يقودها قتلة محترفون من اتباع مقتدى  ومن مبالغ الفديات ومبالغ السيارات المستولى عليها في الطرقات الخارجية ومبالغ السلاح الذي سرقه التيار الصدري من المعسكرات العراقية ابان سقوط بغداد بيد الاميركان ثم باعه للامريكان انفسهم .ان المحاكم الشرعية التي انشأها التيار الصدري في سنوات الاحتلال الاولى قد اودت بحياة الاف العراقيين بحجج واهية قد وصلت حد الاتهام على الاسم الشخصي . فكثير من حسينيات منطقة حي اور والشعلة والثورة كانت تدار من قبل جلادين وليس رجال دين .لا نستطيع العثور على اسم وزير واحد من وزراء مقتدى بعيدا عن سجلات الفساد والرشوة والسرقة .هذا نزر يسير من سيرة مجموعة بشرية ارتكبت كل الموبقات وتدعي انها تريد الاصلاح ومحاسبة السراق … اما كان الاولى بمقتدى ان يبدأ بتعقيم محيطه المليء بعفونة الدم واجساد الضحايا قبل ان يطالب بمحاسبة الاخرين . ان مقتدى الصدر يريد من كل ما قام به ان يستولى على بقايا الفطيسة التي اوشكت ان تسقط من بين انياب ضباع الله الذين يحكمون الناس بالخرافة والرصاص .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب