17 نوفمبر، 2024 11:30 م
Search
Close this search box.

مقتدى: صدام حسين، الاصدار الثاني

مقتدى: صدام حسين، الاصدار الثاني

[تحذير:هذا المقال فقط لقوم يعقلون ]
من يدرس تاريخ صدام حسين يعرف لماذا اختاره الغرب ليسلّمه مفاتيح أهم بلد عربي في الشرق الاوسط، فإنسانه هو العربي رقم واحد في القراءة، و معاهدُه يقصدها طلابُ العلوم الدينية منذ مئات السنين، وجامعاته يقصدها  الطلبة العرب قبل ان تنتشر الجامعات في الوطن العربي. تغطي الزراعةُ ظاهرَ ارضه، وتختزن النفطَ أعماقُها، يقع بين جناحي الامة الاسلامية:الجناح العربي والجناح الاعجمي. يتمتع بعمق حضاري في الجاهلية والاسلام، بدأ باختراع الابجدية في فجر التاريخ، وثنّى بإضاءة أوربا في القرون الوسطى، ثم كبا به الزمن حقبةً او حقباً؛ لكنّ السماء حجزت له موقعه الريادي في مستقبل البشرية حيث يظهر المهدي والمسيح كما بشرت بذلك جميع الاديان السماوية.بلد بهذه الاهمية الحضارية والاقتصادية والجغرافيا السياسية هل يتركه الغرب بعد أن فاجأهم خروجه عن الهيمنة  عام 1958؟الجواب واضح.لذلك اختاروا له صدام حسين ، لكي يحقق للغرب ما يريد: استخدامه كأداة لتحقيق اهدافهم، فإن تمرد فتدميره وقتل انسانه…فهذا ما حصل للعراق في كل احتلال، وهو ما يفعله الغزاة مع كل شعب.***لماذ اختاروا صدام حسين لحكم العراق؟ لانهم وجدوا فيه الصفات الضرورية لانجاز المهمة (تحقيق اهدافهم، او تدمير البلد والانسان)، فصدام جامع لكل الشروط المطلوبة من الجوانب التالية:الصفات الشخصية : شاب مغرور، مسكون بأحلام السيطرة وهَوَس الزعامة، طائش لا يحسب عواقب افعاله، فردي اناني يؤمن بشخصه الى حد العبادة، نرجسي يطرب للمديح فيقرّب من يؤيده، ويغضب للنصح فيبعّد من يسدّده….صفات تسمح بتوجيهه عن بُعد من خلال احاطته بالاتباع الذين يقدّسونه، والذين يمكن زرعهم حوله.
*المؤهلات الثقافية: لا يملك تحصيلاً دينيا ولا اكاديميا، لم يتخرج في جامعة، يصلي من غير ركوع، ويقول ان شهر رمضان من الاشهر الحرم. هذه الصفات تمنحه الحسد و الحقد على كل من له مكانة في عالم الثقافة والدين فتمهد له الطريق لتحويل المؤسسات الدينية والثقافية الى مؤسسات خدمية لطموحاته القيادية، فإن لم تستجب قضى عليها.
*المؤهلات النفسية: يتوفر على عقدة نقص يسعى دوماً لاشباعها، الحرمان من الحنان والحرمان من التعليم العالي، والطفولة المضطربة وقسوة زوج الام…. هذه عقد تحركه للانتقام من كل من يتفوّق عليه في العلم وفي الحزب وفي السلطة. وقد اشبع عقدة النقص بالاجهزة القمعية وفنون التعذيب والوان القتل،  كما اشبعها بتشريد العلماء والمفكرين، و بمنح نفسه أعلى الرتب العسكرية، واعلى الشهادات الجامعية، وبنى أعلى برج في المنصور، وبدأ ببناء اكبر مسجد.
*التاريخ الاجرامي: فبوجود وازع اخلاقي لا يمكن ان يستجيب للمخطط الغربي الذي يشترط غياب الضمير والاستعداد لفعل كل شيء من اجل شهوة الزعامة وغريزة التسلط.
*المنظومة العقائدية: وهي ضرورية لالباس الطموحات الشخصية والاهداف الغرائزية لبوسا مقدّساً يبيح له التضحية بكل شيء، والقضاء على كل شيء باسم العقيدة والمبادئ. وقد وجدوا في عقيدة البعث ما يحقق هذا الهدف
*الدكتاتورية المطلقة:التي تضمن ان يكون الاتباع والمؤيدون سامعين مطيعين، خوفاً او طمعاً، فالاتباع يؤجرونه عقولهم ليفكر نيابةً عنهم لأنه الاعرف بالمصالح العليا والاهداف الكبرى، اما المخالفون فمصيرهم الاخفاء من الساحة السياسة، او الاخفاء من ساحة الحياة.
  بعد ان وجدوا في صدام حسين كل الصفات الضرورية فتحوا له بوابة القيادة فدخلها منتصراً من أعظم انجاز وطني هو تأميم النفط. بالتأميم وفّروا للعراق الاموال اللازمة للمشاريع التي نفذتها الشركات الغربية فاستعادت اضعاف ما خسرت بتاميم النفط، كما وضعته في موقع الحليف الذي لا يتردد في القيام بما يطلب منه….وهكذا جاء دوره في تطبيق الشعارات العقائدية ليشن الحرب لا على اسرائيل لتحرير فلسطين، بل  على ايران لتأديب ثورة الخميني التي كسرت طوق التبعية للغرب…لقد حان وقت دفع الفواتير، وعليه ان يحارب ايران نيابة عن الغرب، ويشتري السلاح من الغرب، ويهدم البنى التحتية في ايران والعراق لصالح الغرب، ثم يعاد بناؤها من قبل الشركات الغربية.***كانت السعودية وباقي دول الخليج هي صلة  الوصل بين صدام حسين وبين الغرب، وتعهدت السعودية واخواتها بتمويل الحرب، وشهدت عواصم الخليج لقاءات التخطيط والتحضير للحرب، ووضعت موانئها لاستيراد السلاح، واراضيها لمروره، كما وضعت امريكا طائرات الاواكس في خدمته،  وخاض الحرب …. وخلّفت الحرب مليون قتيل ومليوني معاق في البلدين، وتحطمت البنية التحتية للعراق وايران، فتحققت اهداف الغرب عن طريق الاداة السعودية : صدام حسين. ***اليوم تطلق السعودية  صدام حسين – الاصدار الثاني حيث وجدت زعيماً جديداًجامعاً للشرائط مستعداً لتنفيذ مخططها في تدمير العراق وشعبه مقابل أن تمنحه الزعامة المطلقة، زعيماً يملك كل الخصائص التي كان صدام حسين – الاصدار الاول يملكها.صدام حسين الاصدار الثاني هو مقتدى  الصدر، وهو ايضاً:- 
شاب مغرور، مسكون بأحلام السيطرة وهَوَس الزعامة، طائش لا يحسب عواقب افعاله، فردي اناني يؤمن بشخصه الى حد العبادة، نرجسي يطرب للمديح فيقرّب من يؤيده، ويغضب للنصح فيبعّد من يسدّده. هذه الصفات  سمحت لنفوذ البعثيين ومنتسبي الامن وارباب السوابق بالدخول تحت عبائته والتقرب اليه عن طريق تفخيمه وتعظيمه ثم امتلاكها ناصيته.
* لا يملك تحصيلاً دينيا ولا اكاديميا، لم يكمل تعليمه الاساسي، ولم يحصل على ابسط درجة في الحوزة . 
يتوفر على عقدة نقص يسعى دوماً لاشباعها: الحرمان من التعليم الاساسي، والحرمان من التحصيل الديني في الحوزات العلمية.  ويكفي لتصوير عقدة الجهل التي يعاني منها في التعليم الاساسي والدراسة الحوزوية ان نشير الى الفتاوى المضحكة التي يعج بها موقعه الرسمي والتي يحاول فيها ان يداوي هذه العقدة، ولعل فتواه بحرمة الطرشي المدبّس الذي ” يحتوي على بكتريا نجسة ناشئة من اختلاط الحلاوة بالحموضة!! ” لعل هذه الفتوى ابرز نموذج على تجليات عقدة النقص في الفقه والطب.  
*  تاريخه الاجرامي متألّق، فقد اثبت من خلال اقدامه على قتل عبد المجيد الخوئي، ثم من خلال المحاكم الشرعية التي يديرها، ثم من خلال العشرات من جرائم التيار في الخطف وطلب الفدية والاغتيال ضد المعارضين او ضد الاثرياء، اثبت انه لا يملك اي وازع اخلاقي، ولا اي رادع ديني يوقفه عن مسعاه نحو الزعامة.
* استخدامه للمنظومة العقائدية الدينية التي لم يكن له منها الا قماش اسود ونسب عائلي، يستعمله ليخدع به العوام ويبيح له التضحية بكل شيء باسم خط الشهيد محمد الصدر. 
*الدكتاتورية المطلقة:التي تضمن ان يؤجر له الاتباع والمؤيدون عقولهم ليفكر نيابةً عنهم لأنه الاعرف بالمصالح العليا والاهداف الكبرى! وقد نجح في خلق قطعان من الاتباع يؤيدونه دون ان يفهموا شيئا مذكورا.
  ***
لقد قطعت السعودية شوطاً بعيداً في إعداد مقتدى للدور القيادي المرسوم له منذ اللقاء الاول بين الملك عبد الله ومقتدى في مكة، تلته لقاءات مع الشيخ حمد امير قطر في الدوحة، ثم اللقاء مع امير الكويت، ثم مع اردوغان، ثم مسعود البرزاني، وهي اللقاءات التي أثمرت حركة مقتدى الاخيرة التي اراد من خلالها ان يمتلك قرار  الحكومة باسم الاصلاح ليتحول الى زعيم اوحد للعراق يحكمه على طريقة صدام، لكن في حُلّة دينية شيعية ليصبح صدام حسين، الاصدار الثاني. 
http://youtu.be/ljDex2APJQA

أحدث المقالات