23 ديسمبر، 2024 12:30 م

مقتدى بين الثورة والفورة..!

مقتدى بين الثورة والفورة..!

لا تشاركوا في اثارة الفتنة الطائفية بقليل او كثير.. هذا ما سمعته من الصدر عام ٢٠٠٤ او بداية ٢٠٠٥ .. عندما كنت جالسا معه.. اتفحص مواقفه.. وكان معي المكلفين بملف العلاقات العامة لمكتب الصدر..وكان هذا جوابه ردا على شكاوى الصدريين من عمليات الخطف والتفجيرات التي نفذها متشددون سنة ضد مناطق شيعية في بغداد. .. شدني خطابه الوطني منذ ذلك الوقت.. حينها كان الحزب الاسلامي والدعوة والمجلس قد بذلوا جهودا جبارة لاثارة الفتنة الطائفية..بينما كان الصدر يتحدث عن حرمة الدم العراقي.. ويدعوا الى ميثاق شرف يحرم الاقتتال بين العراقيين.. وانا اوثق هذا الان لبيان الموقف الصدري الداعي الى الثورة الشعبية وليس الى الفورة الدموية… وفي ذهني ما يلي:
اولا: ان نسبة معتد بها من العراقيين -ممن لم يشاركوا في التظاهرات- يميلون الى فورة دموية ضد السلطة لذلك يقولون (ما كو فايدة من التظاهرات) ..لانهم يشعرون بان السلطة والحكومة بيد حرامية وعملاء لا يفهمون الا مبدأ القوة.. وازلام السلطة لم يفهموا معنى الديمقراطية ولم يحترموا الشعب يوما… هذا رأي نسبة من شعبنا.. وهم ينتظرون هدما كاملا للسلطة ..او انقلابا عسكريا.. وهذا المذهب يرفضه الصدر.. لانه يحرم الدم العراقي… ويرفض مقدمات الفوضى…استنادا الى قواعد عقلية وشرعية منها قاعدة الاستصحاب الاصولية.. ومفادها عدم الانتقال الى حالة اساسها الشك.. أي تضييع ما تم تأكيده في الواقع العراقي من ماهية الدولة الى حالة ونتيجة غير يقينية.. قد تكون هي الفراغ والفوضى… وبالتالي تضييع الجهود العظيمة التي بذلها الصدر لتاسيس الدولة وتقوية الجيش منذ ٢٠٠٣.. وقد عاينت جهود الصدر تلك عن قرب..
ثانيا: ان بعض ما اطرحه هنا قد يبدو غريبا للقاريء. ممن وقع تحت تأثير اعلام الاحتلال واتباعه الفاسدين.. واقصد ايمان الصدر بمنظومة قيم انسانية وعقائدية اصيلة تصب في مصلحة حقوق الشعب وتحقيق عدالة اجتماعية ورفاهية واقعية تنهض بالمستوى الحضاري العراقي .. لذلك يرفض الصدر الفورة الدموية…والانقلاب على الديمقراطية.. وحسب فهمي -بناءا على ذلك- هو رافض لانقلاب عام ١٩٥٨… ولم يتعاطف مع ذلك الفعل الذي حرم العراقيين من دولة مؤسسسات ممكنة التطور والتكامل زمنيا… وادخلنا الانقلابيون في معمعة انقلابات حتى وصول الهدام … ومسلسل من الحروب والمآسي… وهذا قد يوضح ذوق الصدر السلمي… كما افهمه.. وللحديث بقية..