ليس مصادفة أن يدعو زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر أنصاره للتظاهر اليوم الأربعاء المصادف الثامن من شباط الأسود , وليس اعتباطا أن يختم مقتدى الصدر بيانه لأنصاره بتذكيرهم بالذكرى السنوية للخيمة الخضراء وتحريضهم باقتحام المنطقة الخضراء بقوله لهم ( فما أنتم فاعلون ) , وإذا كان السيد مقتدى الصدر قد بلع الطعم من دون أن يدرك أنّ المخطط المرسوم للبلد أكبر من قضية تغيير قانون الانتخابات أو تغيير المفوضية العليا للانتخابات , وانساق وراء رغباته وأهوائه الشخصية , فإنّ القوى الوطنية تدرك أبعاد هذا المخطط الجهنمي الذي يستهدف الانقضاض على السلطة من قبل القوّات الأمريكية الموجودة قرب بغداد بدعوى إحلال الأمن وإيقاف الانفلات الأمني والفراغ السياسي , وبعد ذلك إسقاط العملية السياسية برّمتها وتجميد العمل بالدستور وحل البرلمان وإنشاء حكومة إنقاذ وطني , وحينها لن يفلت أحد من أمريكا بتهمة دعم إيران وحزب الله في لبنان , ولن ينجو حتى مقتدى الصدر نفسه بعد انتهاء المهمة الموكلة إليه , وحينها يكون الفأس قد وقع في الرأس ولن ينفع عض أصابع الندم .
ومن المخجل أن يندفع ما يسمى بالتيّار المدني وبعض الحمقى من الشيوعين لتنفيذ المخطط الأمريكي المتمّثل بإعادة احتلال العراق ووضعه تحت الوصاية الأمريكية من جديد , من دون أن يدركوا أيضا أنّ تحالفهم مع مقتدى الصدر تحرّكه أصابع جهنمية تستهدف شعوب إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن , ولا استبعد أن تستهدف الفوضى اغتيال بعض الزعماء الوطنيين وعلى رأسهم الزعيم نوري المالكي باعتباره العائق الأكبر أمام تنفيذ المخطط الأمريكي في المنطقة , كما لا استبعد تصفية رموز وقادة المقاومة الإسلامية العراقية من قيادات الحشد الشعبي التي تصدّت لداعش في العراق ومنعت سقوط بغداد بيد داعش تنفيذا للمخطط الأمريكي , ولا استبعد أيضا أن يكون رئيس الوزراء نفسه هو الآخر متوّرط بهذا المخطط الذي يستهدف الانقضاض على السلطة , وبهذا فإنّ كل ما يحصل من فوضى وما يترّتب على هذه الفوضى , يتحمّل نتائجها تحديدا رئيس الوزراء حيدر العبادي وزعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر , اللهم أني قد بلّغت اللهم فاشهد .