23 ديسمبر، 2024 4:42 ص

مقتدى الصدر يهيأ الأجواء للأمريكان للانقضاض على السلطة

مقتدى الصدر يهيأ الأجواء للأمريكان للانقضاض على السلطة

ليس مصادفة أن يدعو زعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر أنصاره للتظاهر اليوم الأربعاء المصادف الثامن من شباط الأسود , وليس اعتباطا أن يختم مقتدى الصدر بيانه لأنصاره بتذكيرهم بالذكرى السنوية للخيمة الخضراء وتحريضهم باقتحام المنطقة الخضراء بقوله لهم ( فما أنتم فاعلون ) , وإذا كان السيد مقتدى الصدر قد بلع الطعم من دون أن يدرك أنّ المخطط المرسوم للبلد أكبر من قضية تغيير قانون الانتخابات أو تغيير المفوضية العليا للانتخابات , وانساق وراء رغباته وأهوائه الشخصية , فإنّ القوى الوطنية تدرك أبعاد هذا المخطط الجهنمي الذي يستهدف الانقضاض على السلطة من قبل القوّات الأمريكية الموجودة قرب بغداد بدعوى إحلال الأمن وإيقاف الانفلات الأمني والفراغ السياسي , وبعد ذلك إسقاط العملية السياسية برّمتها وتجميد العمل بالدستور وحل البرلمان وإنشاء حكومة إنقاذ وطني , وحينها لن يفلت أحد من أمريكا بتهمة دعم إيران وحزب الله في لبنان , ولن ينجو حتى مقتدى الصدر نفسه بعد انتهاء المهمة الموكلة إليه , وحينها يكون الفأس قد وقع في الرأس ولن ينفع عض أصابع الندم .
ومن المخجل أن يندفع ما يسمى بالتيّار المدني وبعض الحمقى من الشيوعين لتنفيذ المخطط الأمريكي المتمّثل بإعادة احتلال العراق ووضعه تحت الوصاية الأمريكية من جديد , من دون أن يدركوا أيضا أنّ تحالفهم مع مقتدى الصدر تحرّكه أصابع جهنمية تستهدف شعوب إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن , ولا استبعد أن تستهدف الفوضى اغتيال بعض الزعماء الوطنيين وعلى رأسهم الزعيم نوري المالكي باعتباره العائق الأكبر أمام تنفيذ المخطط الأمريكي في المنطقة , كما لا استبعد تصفية رموز وقادة المقاومة الإسلامية العراقية من قيادات الحشد الشعبي التي تصدّت لداعش في العراق ومنعت سقوط بغداد بيد داعش تنفيذا للمخطط الأمريكي , ولا استبعد أيضا أن يكون رئيس الوزراء نفسه هو الآخر متوّرط بهذا المخطط الذي يستهدف الانقضاض على السلطة , وبهذا فإنّ كل ما يحصل من فوضى وما يترّتب على هذه الفوضى , يتحمّل نتائجها تحديدا رئيس الوزراء حيدر العبادي وزعيم التيّار الصدري مقتدى الصدر , اللهم أني قد بلّغت اللهم فاشهد .