لم نكن نتصور ان يكون الارتجاف والخوف والتملق لإيران لهذه الدرجة المخزية بحيث يشتري رضاها على حساب التجاوز على الشعب العراقي المظلوم بأقبح الاوصاف هذا الشعب الذي سلم الرقاب لهم !ولم نكن نتصور ان يصل الحال بمن تأمل العراقيون به خيراً ومخلصاً أن ينقلب عليهم بدرجة مئة وثمانون درجة , نحن نعلم بل نتيقن انها حكمة الله تعالى في خلقه ومن آياته وحججه البالغة على العباد وحلمه وأناته فهو يعلم ما لا نعلم ومن لطفه أن جعل التجارب اختبار وبلاء لمعادن وحقيقة المتظاهرين بالوطنية والصلاح والجهاد لكي نتوقف ونتأمل ونرجع وندير ظهرنا لمثل هؤلاء ..ففي وسط الجدل الدائر حول ذهاب مقتدى الصدر الى ايران واستغراب الكثير من هذا التصرف الذي لم يأتي وفق المتوقع ومجريات الاحداث فمن جهة تصديه للتظاهرات والإصلاح كما ادعي وما حصل من أزمة سياسية على خلفية اقتحام الخضراء وبناية مجلس البرلمان ومن جهة الهتافات الصاخبة للجماهير المقتحمة للخضراء ضد ايران وتدخلها في العراق ومن جهة قاراه بالاعتكاف لمدة شهرين ! فأخذت التكهنات هنا وهناك الى ان تم احراج قيادي التيار الصدري بالإضافة الى شكوك قواعدهم وحيرتهم وحرجهم الشديد من هكذا مواقف لم يجدوا لها تفسيرا غير انها تجري وفق النهج المعروف عن قياديهم وقائدهم مقتدى الصدر بالتقلب بالمواقف ! وسط هذا الزوبعة والتكهنات صرح جعفر الموسوي القيادي في التيار الصدر مبررا موقف الصدر وذهابه الى ايران بقوله (ان “زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قرر الاعتكاف في جمهورية ايران الإسلامية لأجل الابتعاد عن الجو السياسي”….. وبالتالي كل عراقي له حق السفر الى أي دولة ومن ضمنها ايران ، اذا ما العجب من هذه الزيارة!”. ….. وفيما يخص هتافات المتظاهرين، ضد ايران اشار الموسوي، الى ان “نحن نرفض ما اطلقه بعض العراقيين من هتافات وشعارات ضد ايران” …. ونوه الى ان “الصدر اعتبر في بيانه الأخير بان هؤلاء هم “ثيران”، ونحن أيضا نستنكرها فايران لديها مواقف مع الشعب العراقي ولا زالت مواقفها جيدة )
نقول / انتم طوال هذه السنين لم يثبت صدقكم بقدر ما ثبت فسادكم ونكثكم للوعود وتقاسمكم للقصعة مع بقية الكتل والساسة الفاسدين فهل تريدنا اليوم ان نصدقكم تبريركم هذا بقولكم ان الصدر قرر الاعتكاف في ايران ! ليست هذه ورب الكعبة , والعجب الذي تتساءل عنه هو توقيت الاعتكاف ومكانه فبعد ان غرر بالناس وادخلهم في مأزق نكث يده منهم وبعد ان صرح بتوكيل الامر للشعب والجماهير الغاضبة المطالبة بحقوقها والمنتفضة لوطنها وتاريخها والرافضة لكل تدخل واشده واخطر التدخل الإيراني الذي يعانيه جميع الشعب العراقي ويعيش محنته يوميا وهو يرى بأم عينه تسلط وغرور وجرم ايران بأياديها القذرة المليشيات التي وصفها مقتدى من قبل بعد كل هذا وبعد ان تحرروا وشقوا غلاف الخوف من ايران وبطشها وقالوا قولتهم يفاجئنا مقتدى بالسفر الى ايران والذي يعني ضمننا واعترافا مبطنا واضحا بتبعيته لإيران وانه معها ولها واليها لا مع رافعي شعار الوطنية والتحرر من القبضة الإيرانية وهذا خلاف دعواه ومدعاه الذي اصدع رؤوسنا بالوطنية والعربية والقيادة والعراقية , وها انتم تعترفون وموقفكم منها وتعتبرونها صاحبت فضل على العراق ! بينما الجماهير ترى غير ذلك فهل تريدون دكتاتورية تختزلون فيها مواقف ورؤية الجماهير وفق رؤيتكم التي يشوبها المصالح الضيقة والخوف والتملق ؟ ثم أي فضل لإيران هذا …متى وأين ومنذ تدخلها في العراق لم ير الا الطائفية والصراع والتناحر والانهيار الأمني والاقتصادي والزراعي والفتن …الا تسمعون الا ترون الا يتحرك عندكم عرق الغيرة والحمية وعلم ايران يرفرف وسط بغداد بأيدي المليشيات الوقحة في اعلان ورسالة واضحة لا تقبل الشك ان العراق ضيّعة تابعة لإيران رغما عن انوف العراقيين وهذه مؤيدة بتصريحات سابقة لمسؤوليهم بان العراق عاصمة لامبراطورية ايران وان لا احد يستطيع ان يمنع الإيرانيين من التواجد على ارض الأجداد !
هنا تغمض عيونك , هنا يكون نظركم اعور , هنا تمضغ الألسن ؟!! وفوق كل هذا يصف مقتدى لصدر هؤلاء المنتفضين لعروبتهم لعراقيتهم لوطنهم , ينتفضون بشعار ضد تدخل ايران وما تسببت به من فساد وطائفية وضياع وخراب في العراق بصورة مباشرة وغير مباشرة من خلال الأحزاب والساسة والجهات والمليشيات الموالية لها وتحت ارادتها وطاعتها بعد كل هذا يصفهم مقتدى (بالثيران ) وحسبنا الله , وليت شعري فما هو وصف الخائن المتملق العميل المداهن المهادن على حساب شعبه وارضه ووطنه وحضارته وتاريخه …والى هنا يتوقف القلم ؟!