…………. ما هي جهات العلاقة؟
… وهم لا يراعون في ذلك فتوى ولا حكم ولا استفتاء ولا قرار و لا حتى كصكوصة (قصاصة ورق-الكاتب) ولا نصيحة ولا أمر إداري بل هم معرضون عن ذلك…
هذا ما قاله السيد مقتدى الصدر، في بداية خطابه، الأخير، يوم الثلاثاء، 18 شباط 2014 ..
وهو يقصد عدد من الجهات الداخلية، التي اساءت التصرف، ولم ينفع معها النصح، وفسر في خطابه سبب مقاطعته لها.. فقد جاء في سياق كلامه، ما نصه:
((…السلام على من ناصرنا وما خذلناهم ولن نخذلهم ولكننا نطلب بذلك القرار الحفاظ عليهم وعلى سمعتهم من التشويه والانجراف في الدنيا ولاسيما مع وجود من يتلاعب بكم ايها الاحبة بل ويستغلنا ال الصدر للوصول الى مأربه الدنيوية البغيضة فقد جمعوا الاموال واراقوا الدماء وانتهبوا الاعراض وتسلطوا على الرقاب باسمنا نحن لا غير وهم لا يراعون في ذلك فتوى ولا حكم ولا استفتاء ولا قرار و لا حتى كصكوصة ولا نصيحة ولا امر اداري بل هم معرضون عن ذلك..))
ويمكن الحديث، هنا، عن عدد من الفهومات، في المجالات العلاقاتية، التي تستند الى متابعة اقوال وافعال ومواقف صدرت من السيد الصدر ، فضلا عن لقاءات مباشرة، قليلة نسبيا.. وقبل التفصيل، نشير الى وجود دائرتين من العلاقة:
الدائرة العامة: و مركزها ال الصدر ، وصفتها الشعور عند (ال الصدر) العام بالعلاقة والمسؤولية تجاه المجتمع، وينتج من ذلك، بث صدري ثقافي وعلمي لخدمة العامة..
الدائرة الخاصة: ولها طرفين، ال الصدر، ومن اعلن الولاء لهم، والشعور عند (ال الصدر) الخاص بالمسؤولية تجاه الموالين، وينتج من ذلك، رعاية حتى التكامل، فضلا عن المطالبة بالطاعة..
ومنه ينتج، اذا انتفت الطاعة، يعنون الفرد من الدائرة الخاصة الى الدائرة العامة، وهذا يفسر اعادة اسس التعامل مع نسبة من الموالين، طبقا لهذا الخطاب، وهو بمنزلة التهديد، والانذار (الاحمر)..
وذكر سماحة الصدر في خطابه، عدد من اساليب النصح والتنبيه والانذار لهذه الجهات.. وهي:
. فتـــــــــــــــوى
..حكـــــــــــــــــــــم
…استفتـــــــــــــــــــاء
…. قـــــــــــــــــــــــــرار
….. كصكوصـــــــــــــــــــــة
وهي خمس مستويات من التعامل الخطي (التحريري).. وماذا يسبق ذلك؟
……………. اللقـــــــاءات الوديــــــــــــــــــة
قبل ان يبدا التعامل الخطي مع الجهات، يكون الصدر منفتحا معها بلقاءات مباشرة.. ويمكن ترتيب ذلك كالتالي:
. لقاءات ودية مع الجهة الاخرى
.. منع اللقاء المباشر والتعامل عبر ممثل الصدر
… منع لقاء مباشر او عن طريق ممثل.. والاقتصار على تواصل مع طرف ثالث
…. منع التواصل الخاص (الغير معلن) ..وتوجيه رسائل شفوية عن طريق الاعلام
…. زيادة الحدة..وتوجيه انتقادات عبر الاعلام
….. المقاطعة الشفوية والانتقال الى التوجيه والارشاد او الانتقاد التحريري..
……………. الجهات الداخليــــــــــــــــــــــة
ماهي الجهات الداخلية التي يتعامل معها الصدر بهذه الطرق؟
. المقربون (الحاشية)
..الصدريون عموما
… العراقيون
والمباديء العامة للتعامل على المستوى الداخلي هي:
اولا: عدم المقاطعة النهائية وعدم الثقة التامة..!!
وهو مبدأ اسسه السيد الشهيد محمد الصدر (رض)..وصرح به في لقاء موثق.. مع طلبة جامعة الصدر.
ثانيا: اتاحة الحرية والفرصة الكافية للمقابل ليعبر عن ذاته وماهيته وطرح مشروعه، واعطاء فرصة الادارة الذاتية، ما دام لم يصدر ما يعارض الشريعة والمصلحة العامة.
ثالثا: مراقبة الاخر، وتقييم الاداء..
رابعا: استخدام طرق التنبيه والانذار (المفصلة اعلاه) في حالة صدور ما يعارض الشريعة والمصلحة العامة.
خامسا: استخدام الطرق المنطقية والممكنة للضغط لاجل الاصلاح.
سادسا: والاهم، ان السيد الصدر، يجد نفسه مسؤولا عن الجميع، ودليل ذلك، قوله:
((..سأبقى للجميع فلست للصدريين فقط فانا نذرت نفسي للعراق وللإسلام وسأبقى للجميع ..))
…………. العلاقات الخارجيـــــــــــــــة
اما العلاقات مع الدول والجهات الخارجية، يمكن تقسيمها الى التالي:
. دول الجوار
..الدول العربية
… الاسلامية
…. الدول كافة وتنقسم الى قسمين: الاول هي الدول الغير محتلة والقسم الثاني الدول المحتلة وهي امريكا وبريطانيا واسرائيل .
والمباديء العامة للتعامل على المستوى الخارجي يمكن تلخيصه:
اولا: الحفاظ على العلاقات الطيبة مع دول الجوار، اكيدا، دائما..
وهذا يفسر الزيارات الودية التي قام بها الصدر لايران وتركيا وسوريا والاردن والكويت والسعودية.. ولم يستثن اي دولة من الجوار!!
ثانيا: : الحفاظ على العلاقات الطيبة مع الدول العربية، اكيدا، دائما..
وهذا يفسر الزيارات الودية التي قام بها الصدر لقطر ولبنان ومصر (تأجلت).. ولن يستثن اي دولة من العربية، حسب فهمي ، اذا حصلت الفرصة وصدور دعوة من جهتهم!!
ثالثا: الحفاظ على العلاقات الطيبة مع الدول الاسلامية، اكيدا، دائما.. كما في اعلاه
رابعا: : الحفاظ على العلاقات الطيبة مع الدول الغير محتلة، اكيدا، دائما..كما في اعلاه
………….العلاقة مع امريكا
حسب استقرائي وفهمي لما صدر من سماحته، تنقسم العلاقة من قبل السيد الصدر، مع امريكا الى قسمين:
اولا: العلاقة مع العناوين والجهات الشعبية الامريكية، وهي مرحب بها، ما دامت رافضة للاحتلال، وقد استقبل الصدروفد شعبي امريكي او اكثر..
ثانيا: العلاقة مع الحكومة الامريكية التي قامت بالاحتلال، مرفوضة قطعا.
ثالثا: العلاقة مع العناوين الامريكية، كافة، الرافضة للاحتلال، مشروطة بالاعتذار الامريكي، واصلاح الاضرار ودفع التعويضات، وتخضع العلاقة للذوق الصدري.
…………. أخلاق العداء
الا ان الشيء الاهم في هذه السطور، هو اخلاق الحرب والعداء ، عند الصدر، ويمكن تلخيصها كالتالي:
اولا: عدم الحقد على العدو، بل على فعله. وانهاء العداء بعد انتهاء علته واسبابه..
ثانيا: محاولة نصح العدو واصلاحه قبل الحرب ضده، بالطرق السلمية
وقد حصل ذلك فعلا، حيث، تحركت المجاميع الصدرية، لتوزيع بيانات باللغة الانكليزية على الجيش الامريكي، تطلب منهم الانسحاب، ثم حصلت المظاهرات والاعتصامات، لمدة عام ، قبل البدء بالعمليات العسكرية للمقاومة الصدرية بقيادة السيد مقتدى الصدر..
ثالثا: العمل العسكري، ضد العدو، لاجل ايقاظه، وانهاء غروره.. وليس لتحطيمه بشريا..ويكون العمل خاضعا للمنطق والقيم الانسانية..
رابعا: تقديم انموذج اخلاقي للعدو
وهو الاهم، وقد حصل ذلك، لاول مرة، في تاريخ البشرية، عندما اطلق الصدر سراح جندي امريكي بدون مقابل، وبشكل مفاجيء، بعيدا عن اي تفاوض او انتهازية للقيم الانسانية..
وهذا يذكر القاريء اللبيب ، بموقف الامام الحسين (ع) تجاه معسكر العدو، حينها، فقد ذكر ان أخته زينبا (ع) رأته يبكي في ساعة الوداع ..فقالت له: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟
قال (ع): أبكي لهؤلاء القوم إنهم يدخلون النار بسببي؟
خامسا: ان تكون المطالب واضحة عند العدو، لينفذها
ومثال ذلك، كان مطلب االصدر، واضحا، بضرورة الانسحاب التام، ولا مجال للمساومة، او التفاوض، وقد يكون ذلك فريدا، في تاريخ المقاومات، وقد يفسر نجاح المقاومة االصدرية، في اجبار الامريكان على الانسحاب، نسبيا، بعد اليأس من امكانية النفاوض مع السيد الصدر..
وللحديث بقية..
[email protected]