شكلت فترة الحكم القصيرة التي حكم بها امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) للامة الاسلامية انعطافة خطيرة جدا في تاريخ الاسلام فلم ير المسلمون بعد رسول (ص) حكما يعتمد على القرآن وعلى تعاليم السماء ولم يعايش المسلمون خليفة او اميرا يحرص علىارضاء الله سبحانه وتعالى قبل اي شيء ويحرص على اقامة العدل على نفسه قبل ان يقيمه على الاخرين ومع كل هذا لم تسلم الدولة الاسلامية آنذاك من الحروب فكانت محن امير المؤمنين تترى الواحدة تلو الاخرة مع اناس لم يستوعبوا التطبيق العادل لتعاليم الاسلام فكانت حرب الناكثين والقاسطين والمارقين وغيرها الى ان انتهت الامور باستشهاده صلوات الله عليه فخسرت الانسانية رجلا لم ولن تأتي الايام بمثله ابدا واما الذي استطاعت الامة الاسلامية الاستفادة منهفي تلكالفترة الحرجة هو تطبيق ماحدث فيها من احداث ومتغيرات على ماجاء بعدها والى يومنا هذا اي ان الكثير مما حدث والكثير من نفوس الناس مازالت تتكرر ومازال العداء لأمير المؤمنين ومنهجه مستمرا ومازالت الدنيا تلد لنا في كل يوم ناكث وقاسط ومارق الى ان يأتي علي بن ابي طالب ممثلا بأبنه الامام المهدي ليستأصلهم عن بكرة ابيهم ومن هذه الصنوف التي ملئت قلب امير المؤمنين (ع) على حد قوله “قيحا” اشباه الرجال وحلوم ربات الحجال ولعلهم كانوا وما زالوا في كل زمان ومكان الا ان ابتلي بهم من يأخذ على عاتقه السير على خطى جده علي بن ابي طالب في زماننا هذا وهو السيد مقتدى الصدر فالمتابع لمايجري من احداث ان كل مايقوم به السيد مقتدى الصدر يزيد تعنت اشباه الرجال الجدد فيأبون ان يسلكوا طريق عمار وسلمان واختاروا طريق ابن العاص والاشعري وسأورد عدة امثلة على ذلك :
1. عندما كان العراق وبعد سقوط الملعون الهدام تعم فيه فضوى عارمة تصدى السيد مقتدى الصدر لقيادة الحوزة والمجتمع بعد ان غاب عنها اهل الحل والعقد وكان من المفروض ان يشكر على ذلك الا ان اشباه ارجال نقموا عليه ذلك .
2. عندما اسس جيش اسماه (جيش الامام المهدي) ليحمي الحوزة والمراقد وبيوت الله والممتلكات العامة قام اشباه الرجال بشن حملة مسعورة على هذا الجيش وعلى مؤسسه واخذوا ينعتونهبأبشع النعوت ويتهمونه بأفظع التهم .
3. عندماتصدى السيد مقتدى الصدر لمقاومة المحتل وقدم الغالي النفيس في مواجهة هذا العدو الغاصب فأعطى بذلك الصورة الناصعة لأبناء العراق الغيارى ورفضهم لكل مستعبد نرى اشباه الرجال يحاولون الغاء كل تلك الادوار او محاولة الصاقها بغيره .
4. بعد شعور السيد بان هناك مصلحة في تجميد جيش الامام المهدي بعدما كثر الكلام عليه وحفاظا على الشباب المخلصين فيه ايضا لم تروق تلك الحركة لضعاف النفوس فشنوا الحملات المسعورة ضده .
5. عندما رأى السيد ضرورة تحول المقاومة العسكرية الى مقاومة سياسية حيث انخرط ابناء التيار الصدري في العملية السياسية عن طريق كتلة الاحرار فشهد العالم تحول الاصابع التي كانت تمسك على الزناد لمواجهة المحتل راها العالم تصطبغ باللون البنفسجي ومع كل ذلك فان ذلك لم يثني اشباه الرجال عن الاستمرار في غيهم وحقدهم .
6. عندما حاول السيد عن طريق تعبئة الجماهير بالمظاهرات ومواقف الاحرار في البرلمان على تقويم الحكومة وتصحيح نهجها بالموعظة الحسنة ايضا لم يشكل ذلك سببا لإيقاف الحملة العدائية من اشباه الرجال ضد التياروقيادته .
7. المتابعة المستمرة لكل مايحدث في التيار والتي كان اخرها تأسيس هيئة لمناهضة الفساد والتحقيق في كل مايقدم لها من شكاوى واتهامات لكل من يعمل بالتيار الصدري والتي يعتبر تشكيلها عمل لم ولن تقدم عليه اي جهة سياسية او دينية في العراق ومع ذلك فان اشباه الرجال غضوا الطرف واغمضوا اعينهم عنها .
8. عندما شكر السيد رئيس الحكومة في اكثر من مرة على بعض المواقف التي يقوم بها ايضا لم ينفع في ان يقوم ضعاف النفوس بالكف عن حملاتهم المسعورة .
9. عندما قام السيد بحل جيش المهدي في بعض الاماكن وخصوصا محافظة ديالى بعد قيامهم باستعراض عسكري حيث كان رد السيد حازما امام ذلك الحدث فكانت خطوة مهمة جدا نظر لها الأقصى والداني بالأعجاب الا اشباه الرجال فزادتهم غيضا وحنقا .
10. لا تأسيس الجيش ولاحله ولامحاسبة الحكومة ولاشكرها ولا متابعة المقصر محاسبته ولا تصدي السيد او انعزاله عن الساحة و لا جهود السيد في واد الفتنة الطائفية التي اراد مفتعلوها اغراق العراق ببحور من الدماءولاغيرها كل هذا الاعمال لاترضي اشباه الرجال فما الذي يرضيهم وان كان رضاهم وغضبهم لايحرك من الامر شيئا “فمازاد حنون في الاسلام خردلة ولا النصارى له شغل بحنون” ولكن حرصا منا على لا يكون عداءهم للسيد سببا في غضب الله عليهم ولكن الظاهر ( انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء) .