23 ديسمبر، 2024 12:09 ص

مقتدى الصدر… ولمحة المنتصر!!!

مقتدى الصدر… ولمحة المنتصر!!!

يبدو للمراقب ان الصدر قد حقق ما قد خطط له، هذا بعد تغريدته “لمحة”، وقال فيها:
‏”وصلت لساحل كنت ارومه ولشاطئ امان كنت اتمناه”
فماذا يقصد بذلك؟
وقد يفهم القارئ، انه، وبالرغم من تعمد الصدر بان يجعل تغريدته لوحة، من الفن الحديث، يفهمها كلا بحسب موقفه من السيد. فمريده، له تفسير ايجابي، وبالعكس.
وقد اختلفوا فيه. ومنهم يرى التالي:
اولا. ان الصدر قد وضع هدف له منذ ٢٠٠٣ او بعد ٢٠١٢، يتضمن الحلم الرومانسي “بدولة كريمة في العراق، تعز الانسان وكرامته”… ثم
ثانيا. وضع مسالك متعدد لاجل الوصول لهذا الهدف، تستند على.
الف. تغيير خطط الدول، وخاصة الجوار، تجاه العراق وهذا يفسر زياراته وعلاقاته الخارجية.
باء. تغيير المستوى النوعي الغالبي للطبقة السياسية والثقافية والاعلامية، برفق، وموضوعية. وهذا يمكن له ان يفسر خطواته وتحالفاته وتحركاته السابقة. وفيه تفصيل.
جيم. تغيير الذوق العام (الشعبي) وابعاده عن الطائفية والفئوية، وتحريض الشارع ضد الظلم والفساد…
هل هنالك راي اخر…؟
نعم، هنالك من يرى ان خطواته مشتتة وغير مترابطة، او يحاول ركوب الموجة..
واخر يرى: ان مقتدى الصدر تصرف باحترافية سياسية عالية طيلة سنوات الاحتلال وما اعقبه وقد ظهرت نتائج هذه الاحترافية تدريجيا حتى تفجرت بوعي جماهيري جمعي رافض للمحاصصة وللفساد…
فضلا عن كونه عامل امان للدولة وللمتظاهرين.
ثم ماذا..؟
وهنالك، اراء اخرى، لا تخفى على القارئ اللبيب.
واعتقد، متاكدا الى حد بعيد، ان الصدر خطط لاصلاح السلطة والشارع، فضلا عن دول الجوار. او تغيير الذوق السائد لهذه المستويات الثلاثة، اي دوليا ومحليا وشعبيا. فضلا عن كسب اصدقاء اومؤيدين لمشروعه،منهم، او تحقيق مقدمات وخطوات نحو هدف الاصلاح،… .
هل هنالك صعوبات.؟؟
يمكن القول، نعم. بالرغم من الصعوبات وتعقيدات المنطقة والمرحلة فقد نجح نسبيا. لذلك قال:
“‏لقد ولجت في بحر لجي.. ومخرت بسفينتي عباب البحر واستخرجت بعض جواهره.. حتى وصلت لساحل كنت ارومه ولشاطئ امان كنت اتمناه. فشيدت فنار الاصلاح ليشع ضوءه فينير درب الثوار”…
ماهي امكانيات الصدر؟؟
ويمكن القول، ان العقلية الفذة، التي اشتهر بها ال الصدر، كانت مقدمة للتخطيط عند الصدر، فضلا عن تلك التجارب المتراكمة، منذ العشرينات. اقصد منذ (١٩٤٨) وقبلها..ثم حركة الشهيدين الصدرين… وفيه تفصيل….
كيف يفكر الصدر؟؟؟
ان عقلية الصدر، وتمكنه من علم المنطق والاصول، قد يكون هو الاداة الاساس لفكره، في وضع مسالك وخطوات تنفيذ مشروع الاصلاح الذي خطط لها، وقد اوضح انتصاره اليوم. معلنا عن اكتمال البنى التحتية للاصلاح، وكانه وضع القطار العراقي على سكة الاصلاح. وحتمية الوصول إلى بر الامان. فكتب:
“فشقوا عباب البحر وخوضوا في موجه.. بسم الله مجريها ومرسيها”…
هل كان الصدر مرضوعيا؟؟
ويبدو ان الصدر، قد كان واقعيا في التعامل مع عوامل الواقع الثلاثة، اي الخارج والسلطة والشعب. ونجح في معالجة طموحهم وتخوفهم. كالتالي:
اولا. تفهم طموح الخارج (الدول) في ثروات العراق، وتخوفهم من استقرار العراق وقوته.
ثانيا. طموح الاحزاب والجهات الدينية والسياسية في الساحة، والخوف من فقدان النفوذ.
ثالثا. طموح الاغلبية الشعبية، في حاكم نوعي. وتخوف الاقليات من التهميش…
هل نجح الصدر..؟؟
ويمكن القول ان الصدر قد نجح نسبيا، في تهذيب طموحهم وتطمين مخاوفهم، فضلا عن قيادته لقواعد شعبية ثورية، ذات عاطفة جياشة، وصعبة المراس، ولا تؤمن بالتقية. وللحديث بقية.