“خلي تتصارع فيما بينها.. وتبعد العراق وشعب العراق عن هذه الصراعات”
هذا ما قاله الصدر في لقاء تلفزيوني في ٢١-١١-٢٠١٧، بعد زيارته للسعودية. مطالبا بابعاد العراق عن المحاور.
ويبدو ان الحرب الباردة قد ولدت حربا اكثر سخونة، تتبلور اليوم، باتجاهين او محورين هما:
المحور الاول: تقوده امريكا او اسرائيل، او طرف اخر. وقد تماشى معه اغلب السلطان العربية، حفاظا على مصالحه.
المحور الثاني: بقيادة روسيا او تركيا او ايران او قطر. وليس واضحا الانف البارز في هذا المحور.
وبالرغم من حيادية اوربا، ظاهرا، الا ان بريطانيا لها الدور الاساس في ادارة هذا الصراع، كما يبدو لبعض المحللين.
ويمكن القول ان العراق هو الساحة، لهذا الصراع بين المحورين، بل هو الهدف لهما. وقد ينتهي الصراع بينهما بالاتفاق على تقسيم العراق. ويكون العراق وشعبه هو الخاسر الاوحد.
وبالتالي وعت اطراف عراقية، قليلة، ذلك الخطر الذي يهدد الوطن وشعبه. واعتقد ان الصدر هو من يقود هذا الاتجاه الوطني، الذي يحاول ان يبعد العراق عن هذا الصراع، الشكلي، الذي يسعى لتقسيم العراق ارضا وشعبا.
ويبدو ان اغلبية الاطراف، هنا، قد انقسم، بأتجاه المحور الاول او الثاني، متناسيا خطورة هذا الانقسام.
وبالرغم من كون الذيلية والتبعية العمياء للمحور الاول او الثاني، قبيحة اخلاقيا ووطنيا، الا ان الغلبة اليوم لهم اعلاميا. وليس للاتجاه الوطني، للاسف.
وبالتالي من يتصرف بحيادية، يكون معرضا لهجمات اتباع المحاور هذا او ذاك.
وهذا قد يفسر الهجمات الاعلامية ضد الزعيم العراقي مقتدى الصدر، عندما زار السعودية سابقا، او ايران، مؤخرا .
ويبدو واضحا ان اتباع المحور الثاني قد استفزهم اللقاء الصدري السعودي، وبالعكس. فقد ثارت ثائرة اتباع المحور الاول، عندما حضر الصدر مجلس عزاء في البلد المضيف له. وكلا الطرفين عبرا عن ذيليتهما وتبعيتهما للخارج. وفضحا ضعف انتماءهم الوطني. فقد عبر الصدر بوضوح، وبشجاعة، انه يريد ان يبعد العراق عن الصراع بين المحوريين، ناظرا الى ما يعانيه شعبنا من فقر ومعاناة، بوجود سلطة متهمة بالتبعية.
وللحديث بقية…