لا اعتقد ان هناك شخصية كثر الكلام عليها في العراق سواء سلبا اوايجابا مثل شخصية السيد مقتدى الصدر ولست هنا في محل النقد او التحليل للأسباب التي ادت الى ذلك وهي كثيرة جدا ولكن اعتقد ان هناك سببا رئيسيا وراء تلك الاسباب وهو عدم المعرفة الحقيقة بشخصية السيد مقتدى الصدر وعدم المعرفة هذه لا يتصور احد انها محصور بأعداء السيد او المخالفين له وانما ايضا تشمل حتى الموالين له من ابناء التيار الصدري فالذين لا يريدون السيد مقتدى الصدر يعتقدون انه غير مؤهل للإدارة وغير قادر على توجيه الامور الى الصواب ويتخذ قراراته بارتجالية ولا يستشير احدا ولا يسمع احدا….. وغيرها من الامور التي استطيع ان اسميها تهم وافتراءات واما الموالين فيريدون من السيد مقتدى الصدر ان يكون كغيره ممن يتصدى للقيادة في الساحة العراقية فإذا قام الناس على السيد ان يأمر بالقيام واذا قعدوا ان يأمر بالقعود يعني ببساطة يريدون ان يكون مقتدى الصدر غير مقتدى الصدر ويأبى مقتدى الصدر الا ان يكون مقتدى الصدر ، ورب سائل يسأل ماهي الطريقة او السياسة التي يتبعها السيد مقتدى الصدر حتى نتخلص من هذه الاشكالية الكبيرة جدا لأنها في النهاية ستؤدي الى الخسران المبين في الدنيا والاخرة والذي يلاحظ ما يصدر من تعليقات على بيان السيد او على صوره يقف في حيرة من امره على مدى الضبابية التي تحيط بالصورة الحقيقة للسيد وانا لا ادعي معرفتي الحقيقة بشخصيته ولكن استطيع ان اقول اني من المتابعين الجيدين لكل ما يصدر من السيد من بيانات وقرارات حيث توصلت الى نتيجة استطيع ان اسميها بسياسة الاب الحنون مع عائلته فعلى الرغم من عدم قناعة الابناء ببعض سياسات ابيهم الا انها قطعا متأتيته من الحرص الشديد عليهم وقد تدفع البعض منهم الى التمرد او عدم الرضا او الركون للنفس الامارة بالسوء ولكنها – هذه السياسة – هي لمصلحتهم وفيها نجاحهم وسأضرب مثلين فقط احدهما استطيع ان اسميه من الماضي والاخر من الحاضر فالذي من الماضي هو ما حدث من تجميد جيش الامام المهدي حيث فاجئت هذه الخطوة الجميع ولم يكن يتوقعها احد حتى من ابناء التيار نفسه فبينما كانت النفوس تتوق الى التنمر والتغول على الاخرين والتجاوز عليهم بحق وبدونه جاء امر التجميد ليحفظ الثلة الخيرة وليحافظ على ابناء التيار من الانجرار والتمادي في هذه الفتنة الطائفية والخوض بدماء الناس الابرياء واما المثل في الحاضر فهو ما حدث بظهور العصابات الاجرامية (داعش) حيث كان الجميع
يريد من السيد ان يحشد جيش المهدي وكل من بأمرته ليخوض حربا ضروسا لا تبقى ولا تذر ولكن السيد كان على بينة من امره لأنه يعلم كل العلم ان داعش انما هي سيناريو لفيلم اريد منه ان يكون حقيقيا فاراد بكل طريقة ان يتخلص من هذه المحنة فامر اولا بالتحشيد ومن ثم بالاستعراض ومن ثم بالدفاع عن المراقد المقدسة ومع كل ذلك لم تنفع كل تلك الامور من عدم الاشتراك بهذه الحروب والاكتواء بنارها ثم عاد الاب الحنون لينقذ ابنائه من الاستمرار باللعب بالنار فسحب سرايا السلام بعد انتهاء المعارك ثم امر بتجميدها ولكن هل انتهى الامر كلا والف كلا لان هذه الحروب وغيرها كما يقول عنها السيد الشهيد الصدر موجهة الى المؤمنين خاصة فهل ينتبه ابناء التيار الصدري اولا وعموم الشعب العراقي ثانيا الى هذه السياسة ام انهم لاينتبهون …