كثيرة هي المواقف التي شهدتها العملية السياسية في العراق وكثيرة هي التغيرات التي ابدتها القوى السياسية والدينية على حد سواء في العراق الا هناك موقفين بارزين ومهمين للسيد مقتدى الصدر وهما موقفه من قوات الاحتلال وموقفه من المالكي وساترك الموقف الاول فهو كما يقال كالشمس في رابعة النهار وسأتكلم بإيجاز عن الموقف الثاني فأقول :
1. السيد مقتدى الصدر يذهب الى فكرة ان الديمقراطية تعني التغيير نحن الافضل وعدم الابقاء على الحال بل البحث عن التجدد مهما كان ذلك الشخص فالمهم هو البحث عن الافضل بينما يرفع المالكي شعار ماننطيها ويريدها ملك عضوض !!
2. السيد مقتدى الصدر موقفه واضح جدا من البعث الكافر وعدم تولي البعثيين خصوصا من كانت له درجة حزبية كبيرة في هذا الحزب الفاشي اي منصب في الدولة بينما يذهب المالكي الى الانتقائية في هذا الموضوع فالمهم عنده الولاء .
3. يرفع السيد مقتدى الصدر شعار الوحدة (اخوان سنة وشيعة ) بينما يعمل المالكي تأجيج الفتنة والضرب على هذا الوتر الحساس لإطالة ايام حكمه .
4. المعروف عن السيد مقتدى الصدر انه لا تؤخذه في الله لومة لائم فالمخطئ يحاسب مهما كان اسمه او حجمه او قربه بينما يذهب المالكي الى تطبيق نظريات الملفات والتلويح بها عند الحاجة .
5. يحرص السيد مقتدى الصدر على ان يكون صريحا ودقيقا وصادقا الى ابعد الحدود بينما يذهب المالكي الى نظرية كذب كذب حتى يصدقك الناس .
6. السيد مقتدى الصدر يعتمد على نظرية الاسلام يجب ما قبله وان باب التوبة والتسامح مفتوح بينما يعتمد المالكي على نظرية الحقد المتأصل .
7. السيد مقتدى الصدر يعتمد على نظرية ان الدين لا يمكن في اي حال من الاحوال تسخيره او تحويره حسب الرغبات والمصالح الدنيوية بينما يعتقد المالكي ان اطلالة (مادلين مطر ) وصوتها من مزامير الجنة .
8. السيد مقتدى الصدر يتبنى المواقف الثابتة او لنقل الثبات على الموقف فالذي يعتبره عدو ويختلف معه في كثير الامور يبقى عدوا مادام متلبسا بهذه الامور واما السيد المالكي فهو من جهة يضع اكاليل الزهور على قتل الامريكان ومن جهة اخرى يتهجم عليهم وهكذا مع بقية الاحزاب والجهات .
اذن ومن خلال ما ورد اعلاه من نقاط وهي طبعا ليست من باب المقارنة فالفرق بينهم كالفرق بين الثرى والثريا ولكن من باب المقدمة للموضوع نستنتج ان الخلاف بين السيد الصدر والمالكي ليس خلاف شخصي او لنقل مصلحة معينة وانما هو نتاج عن اختلاف في الفكر وطبيعة التفكير ولربما العقيدة .