23 ديسمبر، 2024 1:38 ص

مقتدى الصدر..مجرداً.. ملامح شخصية الصدر.. ومشروعه..

مقتدى الصدر..مجرداً.. ملامح شخصية الصدر.. ومشروعه..

نبذة موجزة عن حياته
هو السيد مقتدى بن السيد محمد بن محمد صادق.. من سلسلة قال عنها السيد محمد الصدر: إن أبائي وأجدادي الى المعصوم كلهم ما بين عالم أو عابد.. أما أمه العلوية فهي كريمة السيد محمد جعفر بن السيد محمد مهدي الصدر..
ولد مقتدى في 14 رجب 1393 الموافق لسنة 1974 ميلادية.. في بيت جده في حي العمارة في النجف الاشرف.. البيت الذي هدمته حكومة صدام فيما بعد.. ونشأ في عائلة الصدر.. وتربى على يدي أبيه.. حيث كان أبوه يتولى توجيهه وتعليمه..
بعد أن أكمل مقتدى الدراسة المتوسطة.. اختار طريق إبائه وأجداده بدراسة الدين.. وبعد استشهاد والده عظمت المسؤولية عليه.. وكبرت المهمة.. وقلً الناصر لآل الصدر.. ومرً مقتدى في ظروف في غاية الصعوبة.. انعكست على شخصيته ومنحته القوة.. والاستقلالية.. والتقية أحياناً..
ـ برزت شخصيته بعد سقوط نظام صدام حسين في نيسان 2003.. وأخذت ملامحها تتوضح بشكل كبير خلال قيادته التيار الصدري..
ـ كان يصنف ضمن المحور الممتد من طهران إلى بيروت.. خصوصاً في فترة الاحتلال الأميركي للعراق.. والمجهود الحربي الذي قام به “جيش المهدي” التابع له.. ضد القوات الأمريكية..
ـ بالمقابل له مواقف غير تقليدية ومزعجة للإيرانيين.. خاصةً بعد أن تحول نوري المالكي رئيس الوزراء.. إلى رقم إيران الصعب في العراق.. وتعمقت تلك المواقف بعد معركة “صولة الفرسان” التي أعلنها المالكي وقادها بقوة القوات العراقية المسلحة في البصرة.. ضد جيش المهدي في آذار 2008.. وانتهت بضربة موجعة لجيش المهدي ليست في البصرة.. بل في كل العراق..
ـ أصدر قراراً عقبها بتجميد أنشطة جيش المهدي كافة اعتباراً من يوم 29 آب 2007 من أجل إعادة تنظيمه.. وطرد بعض من اسماهم بالمندسين في تشكيلاته.. ولإفساح المجال للقضاء العراقي من أجل محاسبة بعض المتصيدين الذي يدعون الانتماء إلى جيش المهدي..
ـ قبل احتلال داعش لبعض المحافظات العراقية في حزيران 2014.. شارك مقتدى الصدر في مظاهرات أهل الأنبار المنددة حينها بسياسات نوري المالكي.. وتصاعدت لرفع شعارات طائفية.. والتهديد باحتلال بغداد وإسقاط الحكومة..
ـ بعد احتلال داعش الموصل ومحافظات الأنبار وصلاح الدين وجزء من ديالى وكركوك.. دعا مقتدى إلى حماية السنة في العراق.. والابتعاد عن اللغة الطائفية..
ـ أسس “سرايا السلام”.. وفي أوائل العام 2007 غادر الصدر العراق الى مدينة قم الإيرانية لمتابعة دراسته الحوزوية..
ـ قبيل مغادرته النجف الاشرف الى قم في آب 2007 قرّر الصدر الاعتماد على المبدأ الإعلاميّ الانفتاحي الشمولي والرأي.. والرأي الآخر.. في المقومات الإعلامية الجديدة لمجلة (الهدى) المعبرة عن التيار الصدري..
ـ عاد الصدر الى النجف بعد إكمال دراسته في قم مطلع العام 2011.. مقرراً اعتزال الحياة السياسية.. وانسحاب وزرائه من الحكومة.. وإغلاق جميع المكاتب التابعة له.. وحل التيار الصدري..
ـ اتهم الصدر حكومة المالكي بالحصول على الدعم من الشرق والغرب لتحقيق أهدافها ألمحدودة.. بعيداً عن مصلحة الإسلام والعراقيين.. قائلا:”إنها تسمع كلام أسيادها.. وأن العراق بات يحكمه ثلة جاءت من خلف الحدود”..
ـ تغير الرجل.. وانتقد بشدة في بعض الأحيان محطات كثيرة السياسة الإيرانية في المنطقة.. وتبنى خطابا وطنياً..
ـ بدأ الصدر مرحلة التقارب مع العرب السنة.. ويعتبر اليوم من أقوى الكتل السياسية الشيعية في الحياة السياسية العراقية.. خاصة بعد انشقاق عمار الحكيم من المجلس الإسلامي الأعلى..
ـ يرغب مقتدى الصدر دائما في إظهار نفسه على أنه: الرجل الوطني الذي يهدف إلى تحقيق وحماية الوحدة الوطنية العراقية.. ويرفض أي تدخل خارجي في الشؤون العراقية..
ـ طالب بالإصلاح ومحاربة الفساد واسقاط الفاسدين تحت شعار (شلع.. قلع) منذ العام 2016 وانطلق أنصاره بتظاهرات تعد مليونية في المحافظات الجنوبية العراقية.. حتى أصبحت كل جمعة أو سبت من كل أسبوع يوماً لها.. وفي الآونة الأخيرة توقفت هذه التظاهرات ويبدو توقفها مؤقتاً..
ـ معروف عن مقتدى كرهه المقيت لحزب البعث.. بشقيه السوري والعراقي”.. فهذا الحزب قتل الكثير من أفراد عائلته ومناصريها..
ـ طالب برحيل بشار الأسد.. وعدم تدخل الحشد الشعبي في الحرب السورية.. بل وطالب بحل الحشد الشعبي بعد استكمال تحرير الأراضي العراقية من داعش..
ـ له علاقة طيبة مع السيد حسن نصر الله.. وزار الرئيس نبيه بري في الآونة الأخيرة..
ـ خطاباته مكتوبة وليست ارتجالية…وصفة الاعتدال في خطابته.. وحب الوطنية.. والانفتاح على العرب..
ـ وآل الصدر تبنوا شعارات (العروبة).. بدءاً من موسى الصدر.. ومحمد باقر الصدر.. وصولاً إلى مقتدى الصدر اليوم.. ولو أن محمد باقر الصدر كان يميل أكثر للمشروع الإسلامي المتكامل.. لكنه لم يكن يرغب في تشكيل مشروع طائفي.. أو مذهبي مناهض للعروبة والدول العربية..
زيارة الصدر للسعودية:
ـ تبدو إن زيارة مقتدى الصدر إلى المملكة العربية السعودية.. حدثًا نادرًا واستثنائيًا.. خاصة أنها الأولى له منذ العام 2006.. فيما اعتبرها مراقبون خطوة جديدة.. قد تقلب الساحة العراقية المتأثرة بإيران بشكل كبير..
ـ زيارة مقتدى إلى السعودية.. التي تعتبرها إيران في هذه اللحظة الزمنية عدوة لها ولمصالحه.. تشكل عنواناً كبيرا لمرحلة جديدة.. بدأتها السعودية منذ تولي الملك سلمان سدة الحكم وهيمنة نجله محمد على مقادير السلطة داخل المملكة..
ـ وهي مرحلة ابتعدت فيها المملكة عن الأداء التقليدي البطيء في التعاطي.. وعن العقلية المتحجرة (أبيض – أسود) في التعامل مع أي قضية في الشرق الأوسط.. ودعمها الواضح للإرهاب بالفتاوى.. والمال.. وحتى الرجال..
ـ كما تأتي هذه الزيارة بعد زيارة ألعبادي للرياض في 20 حزيران 2017.. ومع التطور الإيجابي في العلاقات العراقية ـ السعودية..
ـ فيما كشف مصدر مقرب من التيار الصدري إن ثلاثة أسباب تقف وراء زيارة مقتدى الصدر المفاجأة الى السعودية:
ـ الأول: إن الصدر يدرك بان تأثير السعودية على المكون السني السياسي في العراق كبير.. لذلك كانت الزيارة ضرورية لتعزيز الوحدة العراقية..
ـ السبب الثاني: مطالبة الصدر ببناء مراقد أئمة البقيع في السعودية..
ـ السبب الثالث: الزيارة بناءً على دعوة الرسمية من قبل السعودية الى الصدر.. لكن تم تأجيلها الى حين حلول موسم الحج.. ليؤدي الصدر فريضة الحج إثناء زيارته للسعودية..
ـ مبيناً إن الصدر قبلً توجهه الى السعودية.. أكد على إن زيارته ليست سياسية.. لكنه في الوقت ذاته سيرد على أي سؤال أو استفسار سياسي يوجه إليه من قبل الجانب السعودي..
الخلاصة:
ـ من كل ما تقدم تبدو شخصية السيد مقتدى الصدر.. شخصية ذات صفات تناقضيه.. فتارة يقوي تياره.. وجيشه.. وتارة يجمده.. بل يتبرأ منه.. تارة يثير القلاقل على حكومة ألعبادي.. وتارة أخرى يقول انه يدعم ألعبادي..
ـ كما إن ميزان أطروحاته قلقاً.. فتارةً يرفع شعار (قلع.. شلع).. وتارة يدعم الحكومة.. صحيح إن المواقف السياسية تتغير بتغير الأوقات والظروف.. لكننا نجده في ذات الوقت له موقفين قلقين.. بل قد يصلان الى التناقض.. في الكثير من القضايا السياسية..