لا يزال مقتدى الصدر متخبطا في مواقفه الى درجة اصبح لا يعتد برأيه , وهذا ما نلمسه في كل مرة يخرج فيها متحدثا او متخذا موقف معين , واخرها كان دعوته المالكي والبرزاني الى الجلوس للحوار في النجف معتبرا اياهم طرفي صراع وهو يتناسى بذلك كونه ضمن الصراع وطرف مهم من اطراف هذا الصراع , لم نسمع ردود افعال حقيقية سواء رافضة او متجاوبة مع دعوة الصدر هذه عدا رد رئاسة الاقليم التي تعتبر مجاملة الى حد بعيد . حتى بسطاء الناس اصبحوا ينظرون الى مقتدى على انه رجل ابسط منهم وضعته الاقدار في الواجهة دون اي مؤهل او مرتكز يرتكز عليه .
ان الدعوة الي اطلقها مقتدى الصدر جاءت اثباتا ودليلا جديدا على ضعف عقليته وشتاتها وضحالتها مما ينتج عنها المتناقضات وهذه الامور اصبحت معروفة عن هذا الرجل . وواقع الامر لا يدعو الى الغرابة التي تكون حاضرة في هكذا وضع , موقف يتناقض مع موقف سابق وفي نفس الموضوع , حيث ان مقتدى الصدر يعتبر طرف من اطراف الصراع اختار ان يكون ضمن محور اربيل المناهض للحكومة ووجوده ضمن هذا المحور يحمله مسؤولية كبيرة فهو اداة من ادوات التأجيج والازمة ولعله جزء الازمة الاكبر , كيف سمح لنفسه ان يطلق دعوة لتقريب الاراء بين برزاني والمالكي ؟ , الا يعتبر هذا تنصلا منه عن وعوده ومواثيقه الغليظة مع اربيل ؟ بالتأكيد هو كذلك , وهو يكرر هذا الحنث ونقض العهود فمرة مع المجلس الاعلى وثانية مع دولة القانون وثالثة مع اربيل وجماعة اربيل ,وهذه الممارسة (التنصل ) تعودها مقتدى الصدر واتباعه حتى صارت جزء من ادبياتهم السياسية .
كل ما يبدر منه ليس محط اسغراب , لكن ما يجعلنا نتساءل هو وجود اناس لهم عقول مع هذا الرجل وبعضهم يروج لهذه الدعوة , فهل سألوا انفسهم عن تصرفات زعيمهم المتناقضة .لماذا ذهب الى اربيل ؟ الم تكن اربيل هي حجر الزاوية من الازمة الحالية ؟ وان اكتشف مقتدى انه كان على خطأ فأين اعتذاره لأتباعه اولا وللعراقيين ثانيا ؟ .. العراقيون الذين يدفعون يوميا ثمن الخلافات الجارية والازمة السياسية التي كان لها اسباب ولها ادوات ورجال , ومن رجالها مقتدى وسبب وجوده ضمن الازمة هو الحصول على مكاسب واطلاق سراح بعض القتلة من انصاره .
ان الايام اخذت تزيل الغشاوة المرسومة على العقول واصبح اتباعه من الذين تحكموا بعقولهم يدروكنه كما هو دون اي ملمعات فبدأت الانسحابات زرافاتا ووحدانا .
ان هذه الدعوة هي احد المسامير التي يدقها مقتدى الصدر في نعش التيار الصدري هذا التيار الذي بدأت رحلته نحو الهاوية منذ حين .
لا نتطرق الى الذين يصوروا مقتدى على انه مفكرا وعارفا وحريصا على حقوق الناس وانه يعي خطورة المرحلة , بينما الحقيقة عكس ذلك تماما فهو رجل الارتجال والتخبط بأمتياز , نعلم ان هؤلاء المطبلون لم يقتنعوا هم بما يقولوه ناهيك عن اقناع الاخرين , وما قولهم الا عصبية مصحوبة بعاطفة توجههم لذا نرى ان بوصلتهم تحاول توجيه الجيد والسيء (ان وجد جيد) على حد سواء نحو هدف (غائب) يعيش في فكر (خاوي) لقائد (عاوي ) .