19 ديسمبر، 2024 5:14 ص

مقتدى الصدر قائد وليس مُــقاد

مقتدى الصدر قائد وليس مُــقاد

الملاحظ بعد اي استفتاء او بيان يصدر من السيد مقتدى الصدر بخصوص المفسدين والمتسلقين والمقاولين، ينبري هؤلاء وبمساعدة من اكلوا في موائدهم الحرام الى الدفاع عنهم وتبرير ما كتبه السيد مقتدى الصدر بحقهم.
فقسم منهم يدّعي ان السيد مقتدى الصدر لا يعلم شيئا عن هؤلاء المفسدين وتجار الحروب، الا ان المقربين منه هم من اقنعوه ونقلوا له نقلا كاذبا وعلى اثر ذلك كان جوابه.
وقسم اخر يقول ان البعض من المقربين لديه مشكلة ما او مصلحة ما مع هولاء المفسدين والمقاولين وتجار الحروب مما هوّلوا من الامر عند السيد مقتدى الصدر ودفعوه لان يكتب كلاما مغلوطا بحقهم.
وقسم اخر يقول ان الاستفتاءات يكتبها المقربون ويقدمونها الى السيد مقتدى الصدر وهو يجيب على ضوء ما كتبه المقربون.
وهكذا هي الاقوال والتبريرات وغيرها كثير لم يسع ذكرها هنا بهذه العُجالة.
وهنا استغرب من هذا الكلام كما غيري يستغرب له، لسبب واحد هو :اننا نعلم جيدا ان السيد مقتدى الصدر مليك رأيه وقراره وجوابه وليس إلعوبة بيد من هبَّ ودبَّ كما يريد تصديره لنا هؤلاء الشرذمة مع شديد الاعتذار.
فليس السيد مقتدى الصدر من تحرّكه الحاشية او المقربين.
وليس السيد مقتدى الصدر من يرتب اثرا على معلومات مغلوطة او وشاية.
وليس السيد مقتدى الصدر بهذه الدرجة من الغفلة بحيث يجيب على اشياء لا يعلمها او يعرف حقيقتها.
فيا ايها السذج من أبناء جلدتي، يا من بنيتم اموالكم من اعمال تجارية فاسدة، قائمة على اساس اخذ الاتاوات بالتهديد والوعيد، ويا من تسلقتم على دماء الشهداء والمعتقلين، ويا من تدّعون زورا انكم من المجاهدين، أذكّركم إنْ نفعتكم الذكرى، ان بيانات قائدكم واضحة كوضوح الشمس في نهيه اياكم عن العمل المقاولاتي الفاسد واخذ الكومشينات، ولا تحتاج الى تأويل او تلفيق التهم للاخرين، او كما تتحدثون في خلواتكم مع امثالكم من تجار الحروب من انها صادرة من المقربين وليس من السيد نفسه، فتأويلاتكم تندرج ضمن المفهوم القراني القائل : (ان الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره).
فمهما حاولتم ان تتهربوا من التهمة والشبهة فهي تلاحقكم، لانها منطبقة عليكم جملة وتفصيلا، وخير لكم ان تتوبوا من افعالكم وترجعوا لرشدكم، بدلا من تبرير اخطائكم واتهام الاخرين ببهتانكم، والا فان استمرار عنادكم واصراركم على تشويه سمعة قيادتكم بادعاءكم الكاذب ضدها، لن ينفعكم بل العكس من ذلك سيكون، فانتم من باب قد خسرتم قائدكم كونكم من المنبوذين في قاموس ادبياته، ومن باب اخر خسرتم جماهيره المخلصة التي تنظر لقراراته على انها الدستور الذي ينصاعون اليه، ومن باب اخر خسرتم تاريخكم الذي سيسخر منكم ومن افعالكم يوما ما.
وفي الختام اقول لهؤلاء التجار الجدد، تجار الاتوات والحروب: ان السيد مقتدى الصدر لم ينصاع على الاطلاق ولا قيد شعرة او الكترون لاوامر واراء بلدان وشخصيات عالمية بمختلف اسماءها ومسمياتها وعناوينها من الشرق والغرب، فكيف سينصاع لافكار واقوال فقراء الفكر والدين امثالي وامثال غيري من المقربين.
اللهم ثبتنا على نهج آل الصدر واحشرنا مع فقراءهم ومساكينهم ولا تجعلنا من تجارهم ومقاوليهم يا رب العالمين.

أحدث المقالات

أحدث المقالات