كيف استطاع مقتدى الصدر وهو رجل دين على رأسه عمامة ان يستقطب حوله الشارع العراقي بمدنييه وعلمانييه ليس استقطابا فقط بل صاروا يرددون معه كلماته ويقفون مواقفه في الوقت الذي اصبح فيه الناس يتذمر من رجل الدين ويعلنون صريحا في الشوراع والتظاهرات وووسائل الاعلام الكلمة التي اصبحت مشهورة على السن المتظاهرين باسم الدين باكونا الحرامية فهو سؤال يحتاج الى جواب . . ليس صحيحا ان تتهم الشعوب بانها ميالة ضد الدين ورجاله وانها تسعى لمحاربته واياهم وتحب الفجور والفاحشة بل هي دائما تسخر وتستهزيء بمن يعبث بعقولها ويحاول الاستهانة بها حتى ولو كان اؤلئك يدعون تمثيل السماء وإلهها فهي تراها تقف دائما مع من يهتم لأمرها بصدق ويحترم عقولها ويبحث عن كرامتها وعزها ومجدها فالدين قريب جدا من قلوب الناس ولا يقاس ابدا بالرجال بل هم من يقاسون به وهذا هو السر في الرفض او القبول تحضرني كشاهد لهذا الحديث قصة يوسف والكهنة كلاهما كانوا رجال دين تلاعب الكهنة لسنين عدة في كل موازين الصحة والخطأ في المجتمع المصري الا ان الناس بعد ان تبين لهم ذلك لم يرفضوا يوسف وهو رجل دين من نوع آخر بل التفوا حوله ولم يكونوا خائفين من تجربة أخرى قد تكون مريرة كسابقتها تهدر السنين وتقتل الزمن الشعوب تعرف جيدا من يقف مع الحقيقة دائما فقط تحتاج الى مواقف بطولية وتحديات ومواجهات فهم صاروا يتهمون الكهنة باشد الاتهامات ويقفون بثقة تامة الى رجل مصلح متدين كيوسف الشعوب تقف دائما مع يمثل حاجاتها وتتبع بلا تردد من ينتصر لها ويعيد حقوقها فالجميل في التظاهرات الشعبية والاعتصامات اليوم والوقوف مع مقتدى الصدر ليس فقط انها تمثل انتصارا للشعب بل هي انتصار لكل رجل دين اصبحت تعيد للشعب ثقته بدينه ورجل الدين ايضا انها وقفة بذكاء تضرب عصفورين بحجر لذا سارع الكثير من رجال الدين ذوي الرجاحة العقلية الى مباركة هذه الوقفة والدعوة للالتفاف حول من وقفها حتى لو أفترضنا انها قد لا تحقق اصلاحا سياسيا كاملا الا انها قاربت من اصلاحات روحية للدفاع عن الحق والمظلوم والوطن فمقتدى الصدر في خيمة الاعتصام صورة حضارية مدنية رائعة يرسمها للشعب والعالم اجمع رجل دين يرتدي عمامة سوداء للمطالبة بالاصلاح السياسي والاجتماعي في زمن كثر فيه اراقة الدماء لتحقيق مكاسب سياسية او شخصية