27 ديسمبر، 2024 2:02 م

مقتدى الصدر في خطابه الاخير يستعير عبارة مشركي قريش (بسمك اللهم) بدل (بسم الله الرحمن الرحيم)؟؟

مقتدى الصدر في خطابه الاخير يستعير عبارة مشركي قريش (بسمك اللهم) بدل (بسم الله الرحمن الرحيم)؟؟

لم نتفاجئ ان تتصاعد وتيرة البيانات الهزيلة لمقتدى الصدر مع قرب الانتخابات والخسارة المتوقعة التي سيمنى به هو واتباعه ، رجل المتناقضات في الافكار والسلوك والمواقف ، ولم نستغرب من استعاراته الشعبية والتاريخية الساخرة حتى طالعنا ببيان هزيل حول (معارضته لفتوى تحريم مسير النساء) حسب تعبير البيان ، هذا البيان يفتتحه بدل عبارة المسلمين العبارة التي افتتح الله به كتابه (بسم الله الرحمن الرحيم) استبدلها بعبارة (بسمك اللهم) ؟؟!! عبارة مشركي قريش ، والعجب ان يضع نفسه مرشدا للامة ويصدر بياناً لا يحمل توقيع او تاريخ ، وانا متأكد انه نسى التاريخ وكان مستعجلا فلم يكتبه ، ولو استعان بنقاله لوجد التاريخ لكني اتوقع ايضا انه كما نسى التاريخ نسى ان يضع نقاله على الشاحن ، فالذي نسى البسملة واستبدلها بعبارة المشركين حقيقٌ به ان ينسى تاريخ يومه الذي هو فيه ، وينسى وضع نقاله على الشاحن.
ونعود الى البيان والى المرشد الي (مضيع صول إجعابه) كما يقول المثل الشعبي فما عرفك بالفقه واصوله حتى تظهر لنا بعنوان الفقيه المتمرس وتتكلم بالادلة العقلية والنقلية والتي لا تعرف منها سوى المصطلح ومن حرم مسير النساء الى كربلاء ، فالذي ظهر وصدر هو (منع) وليس (حرمة) فان كنت متفقها فالفرق واضح وان لم تكن سكتَّ وهو الافضل لك .
ولما لم نجد لبيانه التاريخي ، تأريخا فسنعتمد على تاريخ اضافته في موقع مكتبه الخاص وهو (21 / 12 / 2012) واطلق فيه توجيهات ومبتنيات لا اساس لها ، فنسوق له عدة محاذير نتمنى ان يعطينا المرشد الناسي لكلام الله ومجيء الاسلام وانتهاء حكم جاهلية قريش اجابة واضحة عنها وهذه المحاذير :
1 ـ ان مسير النساء لمسافات طويلة سيجعلهن في معرض نظر الرجال الأجانب , وإن كن ملتزمات بالحجاب , وهذا وحده محذور شرعي نهت الشريعة عن اتيانه.
2 ـ الإختلاط بين الرجال والنساء ولمسافات طويلة قد يؤدي لحصول فتنة وظروف مريبة خصوصاً والجميع يتفق معنا ـ ليس كل المشاة ملائكة ـ ولا يخلو المسير من ذوي النفوس الضعيفة.
3 ـ مبيتها في دور الغرباء وتوفير حاجتها يجعلها في حاجة للرجال وهم أجانب عنها.
4 ـ عدم رضا أزواجهن على خروجهن ينافي حكم شرعي واضح متفق عليه وهو عدم جواز خروج المرأة إلا بإذن زوجها . وبعض الرجال غير راضٍ على خروجهن.
5 ـ وجود محطات تزدحم فيها مواكب المشاة بشكل يؤدي الى حصول مخالفات شرعية كثيرة كتزاحم الرجال مع النساء في سيارات الحمل أو التدافع لتحصيل وجبات الطعام ومسك الرجل الأجنبي للمرأة عند صعودها سيارات الحمل المستخدمة غالباً في نقل الزوار المشاة عند قطوعات الطريق الأمنية قبل مداخل كربلاء المقدسة بمسافات قد تصل لأكثر من 30 كم .
6- ضياع الاطفال بسبب الزحام ، او اذية الاطفال بسبب الظروف الجوية والتعب وغيرها.
ويضاف الى هذا ما شاهدناه وما سمعنا به من امور يأباها الشارع المقدس.
ومن الطف ما جاء في بيان سماحة الشيخ اليعقوبي ادامه الله هذا المرجع الديني العراقي العربي الاصيل حول الموضوع :
((ومع تقديرنا وافتخارنا بحجاب اخواتنا المؤمنات وعفافهّن وحرصهن البالغ على المحافظة على اوامر الشريعة مما نشاهده على الشاشات ونباهي العالم به ، وعميق ولائهن لأهل بيت النبوة مما يولد حماساً واندفاعاً للقيام بكل ما يوصف بأن فيه تأسياً بهم (سلام الله عليهم) ، الا ان المشكلة ليست من جهتهن ، وانما من جهة الظروف المحيطة بهذه الحركة ، ونحن حينما نتخذ موقفاً معيّناً نلحظه من جميع الجهات بحسب ما يّيسره الله تعالى)) هذه العبارة اتركها ليتأمل فيها العقلاء والنساء المؤمنات.
اننا نريد ان نـُـفهم مقتدى الصدر ان الحكم الاولي لا يعارض خروج النساء للزيارة وخروجها لقضاء حوائجها والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فما حكم ورأي الشرع في هذه المحاذير ان كنت متفقها كما تدعي وهي موجودة في الزيارة .
ونسأل كل من يدعو النساء الى الخروج للزيارة التي مقصودها سيد مسيرة الاصلاح والمنهج القويم والتضحية بالنفس من اجل حفظ الدين والشريعة المسيرة التي خلدها الله في الارض والسماء ، هذه المسيرة المقدسة اذا دخلت عليها هذه المنغصات والمخالفات الشرعية أترى يرضى بها امامنا المهدي (عجل الله فرجه) والامام المقصود ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) وهل ترضى غيرة وحمية ابو الفضل ان يكون حال النساء الزائرات بهذا الشكل.
ان دعوة سماحة المرجع الشيخ اليعقوبي ادامه الله وامثاله لنصرة الدين وحماية المذهب ودفع عنه شر المتطفلين على الشريعة امثال مقتدى وغيره من جُهال الامة ورعاعها وسذجها ، انها دعوة صدق وحمية وغيرة على نساء المؤمنين وعلى الدين القويم ولا يريد بها حرمان النساء من هذا الشرف العظيم لكن الظروف المحيطة تذهب بزيارتهن الى غضب الله ويضيع عليهن الاجر فينبغي الرجوع الى الاحكام التي اصدرها الشرع عند وجود المحاذير وهي ما نطقت بها الروايات الشريفة (مسجد المرأة بيتها) وما روى الشيخ الصدوق في الفقيه والطوسي في التهذيب عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله (خير مساجد نسائكم البيوت) وروى في مكارم الأخلاق قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) (صلاة المرأة وحدها في بيتها كفضل صلاتها في الجامع خمساً وعشرين درجة)..وغيرها كثير فالشريعة لا تعطي حكما بدون مبررات او مسببات ومن هنا نفهم الحكم الاولي والثانوي فالحكم الاولي يمشي باتجاه والحكم الثانوي يعاكسه ولكل واحد يطبق عندما تحين ظروفه التي يعرفها الفقيه وحده ، كما ان تطبيق الاحكام الاولية والثانوية يتوازى فيه الثواب بل نجد ان الاحكام الثانوية ثوابها اكبر لانها خروج عن الاعتياد وتطبيقه يحتاج الى قوة في الطاعة والالتزام.
ان الحكم الاولي هو الجواز للمرأة المشاركة في الفعاليات الجماهيرية الشرعية والسياسية والثقافية الا ان شابها محذور شرعي فالرجوع الى حكم القرار في البيوت بالنسبة للمرأة وقد شاب مسير النساء لزيارة الامام الحسين (عليه السلام) عوارض ومخالفات شرعية فينبغي (الامتناع) ولم يصدر (التحريم) كما يغالط مقتدى الصدر في بيانه.
اما المشاركة الجماهيرية للمرأة سواء كانت سياسية او اجتماعية او ثقافية فلا مانع منها ما دامت بعيدة عن المحاذير الشرعية ، وهذه مغالطة اخرى اراد ان يسوقها في بيانه بان الحرمة عامة على المشاركة في جميع الفعاليات الاخرى.
ان المخالفة الشرعية عندما تقع ينبغي ان يتصدى لها جميع علماء الدين لان الدين يتطلب ذلك وليس المهم الحفاظ على صورة كاذبة ننقلها لمن خارج المذهب كما هو هم مقتدى لنصور للناس اننا ملائكة ونخدع الناس رغم ان الفضائيات تنقل ونشاهد بأم اعيينا هذه المخالفات.
وان كنت حريصا على الدين المذهب فامنع اصحابك ونفسك قبلهم من الاساءة للدين وللرموز الدينية وكن شجاعا وانزع عنك عباءة القيادة التي لبستها جهلا بعاقبتها كونك لست من اهلها.
وانزع عنك عباءة العلماء كونك لست منهم ايضا وستحشر هنالك معهم فيسألون ويجيبون وتسأل فلا تجيب لانك لا تفقه شيئاً من الدين.
واذكرك بقوله تعالى : (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا) [الكهف:28] ، وقوله تعالى : (وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا) [الجن:17].