23 ديسمبر، 2024 8:51 ص

مقتدى الصدر في القرآن والحديث

مقتدى الصدر في القرآن والحديث

في منشور لي على صفحتي في الفيسبوك تساءلت عن الصفة التي على اساسها يفتي مقتدى الصدر لاتباعه فيحدد لهم الحرام والحلال، وقلت: هل هو مجتهد يفتي برأيه؟ أم هو وكيل مجتهد ينقل فتاوى مَنْ وكّله؟
وطلبت من اتباعه ان يجيبوا على هذه التساؤلات و يعرضوا اجازة اجتهاده (إن كان مجتهداً)، أو وكالةً من مجتهدٍ ( إن كان وكيلاً).
لكن اتباعه عجزوا ان يُظهروا دليلا على اجتهاده او على وكالته عن مجتهد.
وبالتالي وصلنا الى النتيجة التالية:
ان مقتدى لا يملك لا إجازة اجتهاد، ولا وكالة من مجتهد.
وهي حقيقة نعرفها ويعرفها الكثيرون، لكننا – ومن باب الانصاف والموضوعية- أردنا ان نفسح المجال له ولاتباعه ليبدوا رأيهم ويقولوا افضل ما يعرفون في هذا المجال لكي تقوم الحجة عليهم ويتحملوا مسؤوليتهم الشرعية يوم يأتي مقتدى يوم القيامة يَقدُم قومَه كما سيتبين لنا آخر هذه المقالة.
***
لقد حاول مقتدى- وهو يمارس الافتاء- ان يضلل اتباعه ويوهمهم بعدة ادعاءات كلها مزيفة، ويكفي في تزييفها انه – أي مقتدى- يوقّع الفتوى بتوقيعه ويختمها بختمه، وهو ما لا يفعله من ينقل فتوى غيره، فلا يختم الفتوى بختمه الا المجتهد، وهذه مسالة معروفة في اوساط العلماء مجهولة في اوساط البسطاء، لكن مقتدى يستغل جهل اتباعه فيوهمهم بمختلف التبريرات منها :
·                 انه ينقل فتاوى ابيه المرجع الشهيد السيد محمد الصدر قدس سره، لكن مراجعة بسيطة لفتاواه تكشف كذب هذا الزعم، فتراث ابيه الفقهي ورسالته العملية وسائر كتبه موجودة وهي تخلو من كل هذا الركام من الكلام المتهافت الذي تحويه فتاوى مقتدى. ثم ان ما ينقله مقتدى من فتاوى انما تتعلق باحداث لم تكن زمن ابيه الشهيد قدس سره، فهي اما مسائل مستحدثة، واما وقائع جديدة، وهذا يتطلب ان يكون رحمه الله عالماً بالغيب، وقد دوّن كل تلك المسائل في لوح محفوظ اودعه صدر مقتدى ولم يطلع عليه احد سواه.
·                 ومرة يقول انه يرجع الى من أرجع اليه محمد الصدر، دون ان يقول اسمه، وهي مغالطة مفضوحة، لجأ اليها لكي يتجنب تكذيب المرجع الذي يدعي انه ينقل فتواه، والا فلماذا لا يقول انها فتوى المجتهد الفلاني ويضع نص الفتوى بتوقيع ذلك المجتهد وختمه؟
·                 وأحيانا ً يوحي الى اتباعه انه وصل الى مرحلة الاجتهاد بعد دراسة قصيرة، وادعاؤه المبطّن هذا نوع من الخداع لانه لا يصرح بكونه مجتهداً لكنه يمارس وظيفة المجتهد في الافتاء والولاية ايضاً حيث يوجب على اتباعه تقليده والتقيد بآرائه وعدم السؤال عن السبب، كما انه يمارس – في الشأن السياسي- ولاية الفقيه المطلقة ويقود تياره تحت هذا الالزام الديني، وهذه أيضاً حيلة أخرى يعرفها العلماء ويجهلها البسطاء.
لكن هناك وثيقة خطيرة تلقي الضوء على مسألة اجتهاده تشير الى إعداده لهذا الدور (دور المجتهد) في الغرف المظلمة لمحور الشر السعودي القطري التركي سوف نكشفها قريباً انشاء الله.
***يمارس مقتدى دور المرجع ويتمتع بكافة صلاحيات الفقيه في جانبيها المعروفين في الفقه الشيعي:-الجانب الاول:- الافتاء، حيث يعج موقعه الرسمي بالفتاوىالجانب الثاني:- ولاية الفقيه وهي التي تعطيه حق التصرف كحاكم شرعي له سلطة سياسية شرعية. وبهذه الولاية الشرعية يعتقل الناس، ويهدد بالقتل، ويتصدّى لتشكيل حكومة، ويتصرف بالاموال العامة التي تصله من العقود الفاسدة  لوزارات تياره***  ما هو حكم من يفتي في دين الله وهو ليس اهلاً للفتيا؟
هذه قضية واضحة في الاسلام وقد وردت في القرآن الكريم والحديث الشريف ، نورد فيما يلي بعض نصوصها المقدسة :
·                 ففي القرآن يقول الله تعالى: [ ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب…إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون].
·                 وفي الحديث الشريف يقول النبي (ص):[ من افتى بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار].
هذا اذاً مقعد من يفتي بغير علم.
اما قومه الذين يتبعون فتاواه فعليهم ان يكتشفوا مصيرهم يوم القيامة بانفسهم إن بقوا يستفتونه ويتبعون فتاواه.