عندما يخيم الظلام تختفي الاشياء الجميلة تحت عباءة الليل ويبقى كل مافي الدنيا ينتظر الفجر ليغتسل باشعة الشمس التي تمزق ذلك الظلام الجاثم على اكتاف الكون لكي تنبض الارض بالحياة وليعمرها المخلصون إلا خفافيش الظلام والسراق ومن اعمى الله بصيرتهم قبل ابصارهم فإنهم يعلنون كرههم وحقدهم ويرمون سواد انفسهم على خيوط الشمس التي تزين وجه النهار ضناً منهم انهم قادرين بغربال احقادهم وامراضهم النفسية ان يحجبوا نور الشمس وانى لهم ذلك، ومقتدى الصدر شمس وطنية وقفت بوجه الظلام القادم من خلف الحدود لتبقى نهارات العراق متشحة بالحب والامن والسلام ، وقف بوجه الاحتلال في وقت يتسارع الاعم الاغلب من الذين يصدعون رؤوسنا اليوم بشعارات حبهم للوطن وهم يصافحون ايدي الاحتلال التي عاثت بأرض الرافدين فساداً وفي وضح النهار بل زادوا اكثر من ذلك عندما وضعوا اكاليل الورود على قبور القتلى من مجرمي جيش الاحتلال الذين قتلوا الاطفال والانساء وهدموا المدن على ساكنيها، مقتدى الصدر نأى بنفسه عن دنيا يتصارع من اجلها اخوة الوطن فيقتل بعضهم بعضا ويتصارعون على فتاتها وكأنهم لم يقرأوا سنن التاريخ واحداثه المليئة بالعبر وآخرها حكم الطاغية المقبور الذي كان يمسك بعراقنا الحبيب بقبضة من حديد واغلب من في الحكم اليوم كانوا يلعنونهُ على رؤوس الاشهداء بسبب تفرده وظلمه وسلوكياته التي حولت الوطن الى اطلال من الخراب والدمار وهم اليوم يسيرون على نفسج النهج من حيث يشعرون او لايشعرون، اشهد اني احبك يامقتدى الصدر وانا اعلم انك لا تعرفني لأني لم التق بك ابداً طول حياتي ، ربما لستُ موفقاً لذلك او لأني مقصر تجاهك يا ابن مرجعي ووريثهُ الشرعي، ولذلك عندما اكتب عنك لا ابتغي سوى مرضاة الله لأن طريقك هو طريق الحق الذي لم تستوحشه لقلة السائرين فيه وكثرة المصفقين للباطل واهله، ايها العراقي الذي لم يساوم على وطن المقدسات برغم مغريات الدنيا التي اغرت الكثير إلا من يملك ديناً واخلاقاً ومبادئاً، ايها المالك قلوب محبيك المخلصين والسائرين معك نحو حلمهم الوحيد وطن يعيش فيه الجميع بأمن وسلام يسيرون وهم يعلمون ان طريقك ليس معبداً بالورود بل طريقاً صعباً محفوفاً بالمخاطر والابتلاءات وهكذا هو دائماً طريق الحق، انت وحدك من جعلتنا نشعر بمظلومية اهل البيت وغربتهم فمن غيرك الان محارب وانت لم تطلب جاهاً ولاسلطة ولامالاً سوى قولك لكلمة الحق التي تغيض اصحاب الباطل ولعمري انها ميزة اجدادك التي علموها لنا اهلنا صغاراً وقرأناها كباراً وتمسكنا بها لأننا وجدناها مبادئ إنسانية تهدف لتهذيب النفس والارتقاء بها الى اعلى درجات التكامل الروحي والاخلاقي، سيدي يا ابن الصدر المقدس لم يهاجمك في يوم ما نظيراً لك في النسب والتاريخ والمواقف بل كل الذين هاجموك بغير حق لايملكون ما تملك ولم يكن لهم حضوراً في الساحة الوطنية في وقت قدمت عائلتك خيرة رجالها الافذاذ على طريق الحرية هؤلاء الذين جاءت بهم الاقدار في غفلة من الزمن هؤلاء لايستحقون ذكر اسماءهم وستسحقهم الجماهير مهما حكموا وتجبروا وطغوا وسيقول الشعب كلمته في لحظة لم تكن في حساباتهم، سلامٌ عليك مقتدى الصدر ياشمس الوطن وملاذ الفقراء والمستضعفين، وصبراً آل الصدر فإنكم خلقتم لقول كلمة الحق وتعرفون ضريبتها جيداً لكنكم كباراً في المواقف لذلك اتبعناكم.