ليس عيباً أن نمد جسور الثقة مع الشركاء في الوطن من أجل العبور به إلى ضفة الأمان والسلم الأهلي، وليس خللاً أن تُسجل ضدنا علامات الاستفهام عندما نتغاضى عن سيئات من يضمروا لنا العداء ونصورها حسنات لهم من فرط حرصنا على نسيجنا المجتمعي وخوفاً عليه من حِراب الضغائن التي تحاول أن تنهش بمكوناته لتجعل منها أقطاب متناحرة والشعب هو من يدفع الثمن أما الطبقة السياسية فإنها بمنأى دائماً عن دفع الإثمان لأنهم لا يؤمنون بالتضحية، والذي لا يملك ثقافة التضحية بالكرسي والمنصب من أجل شعبه فانه لا يملك القدرة على التضحية بنفسه أو أهله، ليس ذنبنا حين يكشر الآخر عن أنيابه الحزبية ليمزق جسد اللحمة الوطنية بشعارات مستهلكة يحاول أن يظهر فيها انه حامي حمى مذهب (سين) والمدافع الأوحد عن مكون (صاد)، إنها الحياة التي نتعلم منها يوميا حتى لو بلغنا من الكبر عتيا، وعلينا الاستفادة من الماضي والاعتبار من الشواهد التاريخية الكثيرة، لأن التاريخ يتكرر ولكن باختلاف الأزمنة والأمكنة والشخوص أما الأحداث فإنها تكاد تكون مستنسخة بطريقة طبق الأصل، إن السبب لما يعانيه العراق اليوم هو تلك النفوس المريضة والقلوب الخَربة والضمائر الهزيلة والخاوية التي لم ولن تجني من أمراضها سوى ابتعاداً عن القيم الإنسانية الحقيقية، هناك قول مأثور ومتداول يقول (الشجرة المثمرة ترمى بالحجر) ، وهي حكمة رائعة لمسناها جميعاً في تعاملنا اليومي في هذه الحياة الواسعة التي رأينا فيها الصالح والطالح والجيد والرديء والجميل والقبيح، وكثيراً ما شاهدنا كيف ترمى الأشجار المثمرة بالحجارة من أولائك الأقزام الذين لا يملكون أيادي خير طويلة يستطيعون أن يقطفوا بها الثمار اليانعة من أشجار الحياة المتعددة الثمار والألوان، ولكن أياديهم تصبح طويلة جداً عندما يستخدمونها في السرقة والتصفيق لمظاهر القبح والعهر والتدني الأخلاقي وممارسات الحاكم المستبد لأنهم أدواته الرديئة، أياديهم طويلة في كتابة كلمات التشهير والتظليل والتهم الجاهزة ضد الشخصيات الوطنية، وما أكثر الأيادي القصيرة التي تفتش في جيوب النفاق عن منديل تزيل به وسخ مواقفها الهزيلة عن وجوهها القبيحة، وكثيرة هي الأشجار المثمرة التي عانت من أولئك الأقزام على طول التاريخ وسماحة السيد مقتدى الصدر (اعزه الله) من الأشجار الوطنية المثمرة بالعطاء يتعرض كل يوم إلى أنواع متعددة من الأحجار تُرمى عليه من أقزام السلطة وأقزام الإعلام والأقلام المصابة بإسهال الحقد على هذه العائلة المجاهدة التي تعتبر جزء من تاريخ العراق العريق، هؤلاء الأقزام يحاولون التعملق أمام هذه القامة الوطنية الشامخة ولكن دون جدوى فلا يمكن أن يقارن الجبل مع السفح ومن الصعب أن يتساوى أريج الورود ونتانة القمامة، والذين يرمون السيد مقتدى الصدر(اعزه الله) هم بقايا قمامة نتنة من موائد النفاق السياسي الذين يعيشون بعيداً عن هموم الفقراء ومعاناتهم، ويحاولون رمي الشجرة الصدرية بأحجار الحقد ضناً منهم إنهم يستطيعون أن ينالوا من قامتها الباسقة، وهم متوهمون لأن الأشجار لا تنحني ابداً مهما كانت الريح عاتية وحتى عند موتها فإنها تموت واقفة شامخة، مقتدى الصدر صاحب مشروع وطني ذو نظرة مستقبلية واسعة كونه لا يعاني من ضيق الأفق الذي أصاب أغلب السياسيين، ولذلك فإنهم لايرون سوى حزبهم وكراسيهم، سيبقى آل الصدر شجرة مثمرة تمتد جذورها في أعماق الوطن، شجرة ظلها عِلم وجهاد وأمان، وغصونها التضحية، والسلام على آل الصدر الكرام وعلى وريثهم زعيم المقاومة السيد مقتدى الصدر (اعزه الله).