لا يخفى على احد بأن تاريخ ال الصدر في العراق هو سلسلة متصلة بال البيت ( عليهم السلام ) فأنهم رمزاً للوحدة والتسامح والمودة والاحترام وكل الصفات النبيلة والاخلاق التي تخلق بها ال البيت ( عليهم السلام ) واليوم ونحن نعيش في هذا المرحلة الخطيرة التي تمر على العالم العربي والاسلامي بالعموم والعراق على وجه الخصوص حيث دخلت اميركا والدول الاخرى معركة كبيرة ضد القادة الوحدويين امثال سماحة السيد مقتدى الصدر ، اذ حاولوا جاهدين ان يمنعوا هذا الشاب المحنك دينياً سياسيا وطنياً ، من لملمة فئات الشعب العراقي وجعلهم امةً واحدة وعدم المساومة على ارض العرق ، ليس اميركا وحدها وقفت بوجه مشروع سماحة السيد الصدر وانما الدول التي لا تريد خيراً للعراق واذنابها السياسيين الحاليين وابرزهم المتسلطين في الحكم ويرجون من هذا وذاك الحصول على الحكم مرة اخرى ، وقفوا وببشاعة واستخدموا شتى الوسائل والطرق التي من شئنها تسقيط هذا الرجل سياسياً وشعبياً بين مختلف الاوساط الشعبية . فهناك يوجد دولتان على وجه الخصوص ، مع عملاء هاتين الدولتين هما ( السعودية ، ايران ) فالان وحسب التقارير ومحللين ، يقولون بأن العراق كان بيتاً واحداً والان اصبح مقسماً ليس بالمعنى القانوني والدستوري وانما مقسماً الى عمالة ( سعودية ، ايرانية ) وهذا بحد ذاته يشكل خطراً اكبر من خطر التقسيم الذي لا بد منه ، فيصبح السياسيين السنة يتبعون اوامراً سعودية ، والسياسيين الشيعة يتبعون اومراً ايرانية ، وكلا الدولتين مختلفتين ومتناقظتين في الفكر والتوجه والعقيدة فضلاً عن المناكسات الدولية التي تحصل بين الدولتين خارجياً ، وتحل هذه المناكسات او المشاكل داخل العراق عبر عملاء هاتين الدولتين . فالسيد المالكي يمثل ايران بالدرجة الاساس مع مرونة وعلاقة حميمة للوجه الاميركي ! كما ان للسنة وجها في هذه اللعبة ، فهم تجدهم ينفذون ما يأمرون به سعودياً مع اوجهً حميماً لقطر وتركيا ! وبالتالي فأن انعكاسات هذه العمالة تعود سلبياً على العراق وسكانه والدليل القاطع هو تأخر البلد منذ دخول الاحتلال ولحد الان فهناك يوجد الكثير من الشباب العاطلين عن العمل ومما يولده من فقر فضلاً عن الفساد الكبير الذي حصل ويحصل لحد الان ولا يوجد رادع ومحاسبة ومعاقبة ضد من يسرق وتصبح التهم الموجهة باطلة بفعل التدخل بالمؤسسة القضائية داخلياً وخارجياً ، وهذا ما ادى الى تلكوء وتعطل الكثير من المشاريع التي من شأنها ان تقوم البنى التحتية للبلد ، هذا والكثير هو نتاج عمالة السياسيين والقيادة الحمقاء التي تدار الان من كلا الطرفين وما يحصل في الانبار هو فعلاً دعاية انتخابية للطرفين ، وهو قتال بين السنة والشيعة سياسياً طائفياً من جهة والقاعدة الأرهابية من جهة اخرى بدوافع ايرانية سعودية اميركية !
فوجه المقارنة بين سماحة السيد مقتدى الصدر ، وبين قاسم سليماني القائد الثوري الايراني ، وان كانت لا تتعدى سوى الدفاع عن شعب كلاً من القائدين ، اي ان كلاً من هذين القائدين له توجها فكرياً ثقافيا سياسياً مغايراً تماماً ولكن كانت المقارنة هي حب الوطن والشعب اساساً ، فنجد ان سماحة السيد له ميزةً نسبية لاتوجد عند جميع السياسيين العراقيين وهي عدم المساومة عن الدم العراقي وحدود العراق اياً كانت ( كردية عربية شيعية سنية ) فالتجارب الماضية التي مر بها العراق اثبتت ان لسماحة السيد قدرة على مقاومة الضغوط الخارجية وبكل اعتزاز وفخر ، كما ان لسليماني حباً لوطنه ولشعبه ولا يستطيع احداً ان يساومه و يغريه بأموال او شيء اخر كما يفعل معظم سياسيي الشيعة والسنة الان ، فلو تأملنا قليلاً بعدم انجرار اي سياسيا او قائد عراقي خلف كل رغبة خارجية اقليمية كانت او اميركية ،لأصبحنا الان في احسن احولنا ولنجد ان للعراق مكانة دولية مهابة ، فأني شخصيا احترم من يحب بلده امثال سماحة السيد مقتدى الصدر ، وامثال قاسم سليماني لانه رجل يحب بلده وليس لي علاقة بما يفعله هذا الرجل لكني قارنت هاتين الشخصيتين من جانب حب الوطن وعدم المساومة وارضاء الاخرين على حساب بلدانهم ودماء شهدائهم كما يفعل الان الكثير من السياسيين الذين يلعبون بورقة الطائفية لأجل مكاسب انتخابية زائلة ولعنة التاريخ سارية ، وختاماً كما قال السيد الصدر لو عندنا اثنين امثال سليماني لكان العراق في احسن حاله الان . وكلمة لكم ايها الحكام في جميع مستوياتكم تعلموا حب الوطن كا تدعون وتفعلون العكس ، اشتروا رحمة العراقيين بكم ، بحبكم لبلدكم ولا تبيعوا دماء شعبكم بثمناً بخساً ، فقرأوا لعنة التاريخ للحكام الذين دمروا بلدانهم وقرأوا تمجيد حكام وسياسيي العراق الذين خلدهم التاريخ امثال الزعيم عبد الكريم قاسم .
.
زائلة ولعنة التاريخ سارية ، وختاماً كما قال السيد الصدر لو عندنا اثنين امثال سليماني لكان العراق في احسن حاله الان .