2 نوفمبر، 2024 10:28 م
Search
Close this search box.

مقتدى الصدر .. حصان طروادة في مدينة الحشد…!

مقتدى الصدر .. حصان طروادة في مدينة الحشد…!

لطروادة إسطورة يرويها الإغريق، تشبه الى حد كبير ما يحدث في العراق اليوم..! ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” يرى فكرة “إبيوس” بصنع حصان خشبي يقدم كهدية للطرواديين..! يختبئ داخله محاربي الإغريق، لإقتحام المدينة بقيادة “أوديسيوس”، بالفكرة الصائبة الناجحة، فصنع حصان (خليجي سعودي) على غرار ذلك، ليصعد به جماهير التيار الصدري، بقيادة زعيمهم “مقتدى الصدر” ويقدمه على انه رسالة سلام وتفاهم، فيفتح أبواب بغداد امامهم ويحتلوا مدينة الحشد الشعبي..!

رد الحكومة العراقية، على “ولي العهد السعودي” كان سريع جداً، بدرجة نزول “الصدر” الى ساحة التحرير، عشية رجوعه بحصان طروادة، فأكد “رئيس الوزراء” العراقي ومن خلال تصريح له، بأن الحصان السعودي بات مكشوف، وإن مطالب الصدر بانت مستوردة، وإنها لا تمثل سياسة البلد إتجاه الدول الاقليمية المجاورة، فنطق وإن لم ينطق بقول أتخطره ” لا العراق طروادة ولا مقتدى الحصان الذي يستغفل حكومة العراق”

مواقف أخرى ينقلها لنا قادة وزعماء الكتل والتيارات في الحكومة العراقية، جعلت “مقتدى الصدر” في الخانة الضيقة التي لا يحسد عليها، “المالكي” وبصفته زعيم لأكبر كتلة في التحالف الوطني، يصف زيارة “الصدر” بغير الدستورية، وعليه ان لا يقحم الحكومة في مواقف لا تمثل سياسة البلد، “عمار الحكيم” وبصفته رئيس التحالف الوطني، يرى زيارة الصدر غير موفقة، ما لم تلبي طموح ومتبنيات الحكومة، خصوصا وإن “الحكيم” إشترط شروطاً على السعوديين ما كانوا ليقبلوا بها لكي يلبي دعوتهم، “أبو مهدي المهندس” وبصفته ممثل عن الحشد يرى وجود “الصدر” في السعودية بالخطأ الفادح الذي لا ينسجم مع مواقفه السابقة، “البطاط” وبصفته مسؤول جيش المختار يرى زيارة “الصدر” خضوع وخطيئة سيحاسبه عليها بنفسه..!

الصدر وجد نفسه في عزلة سياسية هذه المرة، بادر وبكل طاقته لتدارك الموقف، فدعى جماهيره للتأهب طالما يجد مع نفسه، قرار او قانون حكومي يتظاهر عليه، فكان قانون (سانتيغوا 1.9) حاضرا امامه متناسيا بأن هنالك( 34 )برلماني ينتمون لتياره، قد صوتوا على هذا القانون..! ومتغافلا عن ما يدعوا له القانون، بأنه يهمش الكتل والأحزاب الصغيرة..! والتي لطالما خرج هو وأنصاره في منتصف الليل لحرقها وإغلاقها..! بحجة انها سبب الفساد المستشري بالبلد..
ختاما أقول:
أقرب ما يمكن توصيف “الصدر” به بأنه شاب بسيط ساذج..! وجد له جمهور وتيار أكثر وأكبر منه سذاجة..! تورثه عن أبيه..! فلبس لباس وثوب أكبر من مقاسه وحجمه، ووجد نفسه محاط بمئات (البعثيين, والقتلة, والفوضويين, والجهلة, والمغرر بهم) وراح يتخبط في ظل فوضى عارمة وفراغ سياسي وأمني..! يصنع من نفسه غولاً يتحكم برقاب العراقيين…! وهذا ما جعله لقمة سائغة وسهلة المنال بيد كل من هب ودب لاعتلاء صهوة العراق، فكان أقرب شيء للدول الخليجية..! بأن يصنعوا منه ومن جماهيره “حصان طروادة” الذي سيدخلهم العراق ويقضي على دولة الحشد الشعبي….!

أحدث المقالات

أحدث المقالات