كان قرار السيد مقتدى الصدر بغلق مكاتب السيد الشهيد الصدر واعتزاله الحياة السياسية من أهم القرارات التي اتخذها طيلة فترة حياته في السياسة وظهوره المفاجئ على الساحة العراقية بعد سقوط النظام السابق
وعزا السيد مقتدى الصدر قراره ذلك من (المنطلق الشرعي وحفاظاً على سمعة آل الصدر الكرام، لاسيما الشهيدين الصدرين (قدس الله أسرارهم)، ومن منطلق إنهاء كل المفاسد التي وقعت أو التي من المحتمل أن تقع تحت عنواننا وعنوان مكتب السيد الشهيد في داخل العراق وخارجه، ومن باب إنهاء معاناة الشعب كافة، والخروج من إشكال السياسة والسياسيين(
إنهاء كل المفاسد التي وقعت أو التي ستقع !!!
فالمفاسد في مفاصل التيار الصدري الحديث عنها طويل فبالرغم من إن التيار الصدري يعتبر قياساً بالتيارات والأحزاب الأخرى اقل فساداً بكثير الا اننا نجد أسماء كثيرة من نواب التيار والمنتمين إليه لا داعي لذكرها أصبحوا مليارديريه بين ليلة وضحاها ويمتلكون العقارات والشركات في شتى عواصم العالم …. ومهزلة التصويت على قانون التقاعد الموحد خير دليل على ذلك..
من أين لهم هذا.؟؟ لا احد يعلم .!!.
وأما ما يخص المفاسد التي ستقع ..
فحسب اعتقادي إن السيد مقتدى الصدر قد أيقن إن السيد المالكي قد رتب أوراقه وأوضاعه مع أسياده وحلفائه على توليه رئاسة الوزراء لدورة ثالثة آو ان منافسيه من المجلس الأعلى هم الأوفر حظاً في منافسة رئيس الوزراء الحالي على كرسي الرئاسة ولايريد أن يكون ككل مرة سوى بيضة لقبان لا ناقة له فيه ولا جمل ..وان آمر تولي رئاسة الوزراء في العراق ليس بيد احد في العراق فالشعب مغيب والقرار بذلك يصدر
من الشرق وبأتفاق مع البيت الأبيض , ومعنى ذلك إن معاناة هذا الشعب ومشاكله ستستمر إلى أربع سنوات عجاف اخرى .. سيستمر الفساد والمفسدين في غيهم ..ستستمر السرقات وجريان انهار من الدماء صباح مساء … وسيستمر قضم وابتلاع مؤسسات الدولة المستقلة الواحدة تلو الأخرى مادام أولياء آمر العراقيين إيران والسعودية لازالوا على خلافهم .
الدولة العراقية دولة هرمه … منخورة .. فاسدة بأمتياز حتى أصبح من الصعب البحث والعثور على موظف نزيه في دائرة من دوائر الدولة , الكل فاسدون ومرتشون…. إلا ما رحم ربي وهم قليلون لا يكاد يذكرون وسط هذا البحر الهائج من الفساد .
فلنعد قليلا إلى العام 2006 وما تلاه من أحداث وكوارث كادت ان تودي بالعراق وشعبه .
اندلعت الحرب الطائفية .. خرج اللصوص والقتلة وقطاع الطرق من جحورهم واشترك واتفق الجميع على القتل و الانتساب إلى التيار الصدري ( جيش المهدي ) والتيار بريء منهم , لكن مخرجي هذه المسرحية من أمريكان وحكومة عراقية وأحزاب ومرجعيات دينية كانوا مصرين على إلصاق كل هذه التهم بمقتدى الصدر وتياره , والذين نراهم هذه الأيام يتحدثون عن الاخوه ومحاربة الطائفية .. الجميع شاركوا بشكل ما بهذا المهرجان الكبير للقتل.. لكن الأنظار كانت تسلط فقط على التيار الصدري وعلى السيد مقتدى الصدر بالخصوص .
فماذا يفعل هذا الشاب المسكين الوحيد وسط هذه الجموع من الأعداء والأصدقاء الذين لا هم لهم سوى مصالحهم الضيقة . وسط هذا المجتمع الذي أنهكته حروب تلو حروب وحطمت ما تبقى من مبادئه وأخلاقه وغرست فيه حب الأنا وقتلت فيه الروح الوطنية حتى أصبح شعاره المفضل
( شعلية ) ألسمه التي ينفرد بها الشعب العراقي عن كافة شعوب الأرض .
اعتقد ان البقاء على التل في هكذا ظروف حكمة .. ونحن العراقيين يشهد لنا تاريخنا الحافل بالخذلان , خذلان كل من حاول إخراجنا من هذا المستنقع الذي لازلنا نغوص فيه قليلاً …قليلاً .
ألإمام الحسين … عبد الكريم قاسم … والكثير من الشخصيات العظيمة التي حاولت مد يد العون لنا
خير شاهد على ذلك … فما مقتدى الصدر الا اسم يقع في آخر القائمة .. قائمة من خذلهم هذا الشعب , ولن يكون الاخير … لان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
[email protected]