18 ديسمبر، 2024 8:52 م

.مقتدى الصدر.. جوهرة العصر..

.مقتدى الصدر.. جوهرة العصر..

عام 2004 .. كنت مكلفا بملف العلاقات مع منظمات المجتمع المدني من قبل السيد مقتدى الصدر.. بناءا على مقترح من جماعة المكتب.. لكوني استاذ جامعي واكاديمي..وكنت حينها اخطط لربط العناوين المدنية بالمكتب ..لاجل استثمارها في المطالب الوطنية.. ولتوسيع قاعدة الضغط الشعبي ضد الاحتلال..
وبشكل عام.. كان العمل فوضوي وارتجالي.. لكن السيد الصدر يدعو الى التنظيم والتخطيط.. ومستعد للاستماع لما يطرح من قبل الجميع.. لذلك كتبت له دراسة حول كيفية السيطرة على الساحة وخاصة المنظمات الغير حكومية والنقابات وغيرها..
الا ان جوابه كان صادما لي… فقد شطب على عبارة سماحة السيد حجة الاسلام والمسلمين…!! وكتب بيده. دعوهم يعملوا بشكل مستقل.. ولا تتدخلوا بعملهم.. الا اذا طلبوا المساعدة منكم..
وسالني الشيخ صلاح العبيدي..
كيف وجدت الجواب…؟
قلت له.. ان جوابه زاد الطين بلة.. لم اكن اتوقع مثل هذا
الجواب…
حينها لم يكن الجواب مقنعا لي.. بل وجدت فيه تفريطا لما نقوم به ..وما نبذل من جهد لاجله..
طبعا .. اليوم .. صار واضحا لي منهج سماحته..  بل اكتشفت اني لو تفهمت كلامه لتجنبت الكثير من المشاكل والاخطاء التي حصلت لاحقا..
وربما توضح لي كلامه عام 2016 او 2017 .. توضح ذلك المنهج الموضوعي العقلائي البناء.. الذي يخدم المجتمع والانسان..
ومن ذلك الوقت.. وانا افتخر اني عشت في عصر عاصر مقتدى الصدر..
ونحن نشاهد النتائج الوخيمة للسلوك الفئوي .. الطائفي والحزبي..وما يعانيه شعبنا من السلوك الوضيع للتخالف اللاوطني وميليشياته والاحزاب الملتحقه به.. كارثة الموصل وما نتج عنها.. وسيل الدماء …وضياع الثروات المادية والبشرية..
هذا الموقف مع مقتدى الصدر ..ليس هو الموقف الوحيد… ولست الوحيد الذي تعلم من هذا المصلح العظيم..
بل .. انا اتوقع ان الملايين التي تعشق مقتدى الصدر.. حصل لها موقف او اكثر معه.. ومباشر .. كيف لا.. وهو الذي انهى معظم حياته في التواصل مع ابناء شعبه.. دون ان يفرق بين شخص واخر..
واكاد اجزم ان مقتدى الصدر ليس له شخص مقرب او خاص.. بل
هو ناظر الى من يخدم المشروع الوطني ومن يخدم الاصلاح .. واهمية الشخص لديه.. بالقدر الذي يخدم فيه العراق..ليس الا..