7 أبريل، 2024 3:15 م
Search
Close this search box.

مقتدى الصدر بين شبهات المبغضين وردود الموالين/1

Facebook
Twitter
LinkedIn

لقد أثارت شخصية السيد مقتدى الصدر وما يقوم به في الساحة العراقية على مختلف المستويات ضغائن قومٍ فانتقصوا من شخصيته بما أوتوا من إمكانات إعلامية وسياسية ومالية – بل وحتى دينية !! – من أجل تسقيط هذا الرجل وإلغاء دوره في العراق ، حسداً من عند أنفسهم ، ولعل من أهم أسباب هذا الحسد والتسقيط لهذا الرجل الكريم ، هو أنهم لا يملكون ما يملكه هذا الرجل من ( قاعدة شعبية مؤمنة ومطيعة له حتى الموت ، في وقتٍ يفتقدها الآخرون ، وكذلك ما يمتلكه من روح وطنية جياشة بحب الوطن وأهله ، و أيضا ً ما يمتلكه من روح ثورية منقطعة النظير في مواجهة أعتى طغاة الأرض – أمريكا –  وربيبتها القاعدة والدواعش ( أذناب الأمريكان ) ،  فقد تفنن هؤلاء ( المتشيعون زوراً ) في إختلاق الحروب ضد السيد مقتدى الصدر وأتباعه ، ومورست ضدهم أبشع أساليب الإضطهاد من تقتيل وتشريد وسجن و … ، ونحن هنا سنذكر أبرز الشبهات التي يثيرها هؤلاء ضد السيد مقتدى الصدر ومن يقف وراءهم من سياسيين ورجال دين آخر الزمان ، جاء بهم زمن الإحتلال ، ليأدوا خدمةً مجانيةً له من حيث يعلمون أو لا يعلمون ، على اعتبار أنه الرجل الوحيد المقاوم له من بين فئات الشيعة جميعهم ..

وإليك عزيزي القارئ بعض الشبهات مع ردودها التي نستخلصها من الواعز الشرعي والوطني والواقعي :
 
الشبهة الأولى : مقتدى الصدر صغير السن  :

وهذه شبهة أُذيعت بين الناس من قبل أدوات الاحتلال الأمريكي من سياسيين شيعة مرتزقة بأن مقتدى الصدر صغير السن ولايمكن له أن يتصدى لقيادة الجماهير الصدرية والعراقية بشكل عام ، وظل الناس والمغرضين يعترضون حتى على لقبه ( حجة الإسلام والمسلمين ) وهو لقب حوزوي يناله كثير من طلبة الحوزات العلمية حتى الأصغر سنّا ً ، وهذه الشبهة أي ( صغير السن ) يمكن الإجابة عليها كالآتي :

1- إن ميزان حكمة الإنسان يقاس بعقله وحكمته وشجاعته لا بسنّه .

2- شبهة صغير السن أُثيرت سابقا ً على سبيل المثال فقط ضد النبي عيسى بن مريم ” ع ” وضد النبي يحيى ” ع ” وأُثيرت ضد الأئمة المعصومين  كالإمام الجواد والإمام العسكري بل وأُثيرت حتى على الإمام علي ” ع ” ويمكن اعطاء بعض الشواهد والأمثلة على ذلك :

-إن سيد الأوصياء أمير المؤمنين (ع) عندما تولى القيادة الشرعية بعد النبي (ص) كان عمره (30) سنة ، بنفس عمر السيد مقتدى الصدر عندما قاد أتباعه نحو العزة والكرامة ، فإن قيل أنه (ع) معصوم ، قلنا :  إنّ أسامة بن زيد ، لم يكن معصوماً ، وكان أصغر سناً من السيد مقتدى الصدر ، وقد أعطاه النبي (ص) قيادة الجيش وفيه كبار الصحابة وأمرهم بطاعته ، فإن قيل إنّ هذا تنصيب من المعصوم ، قلنا : إن الأعمال التي قام بها السيد مقتدى الصدر من مقاومة الإحتلال ومقاومة النواصب والدعوة للوحدة بين السنة والشيعة وخدمة الشعب ورفض الظلم والفساد ، فإنها لو عُرِضَت على الإمام المهدي (ع) لرضي بها ، فإذن مسألة العمر لا تعني شيئاً عند الله تعالى وعند المعصومين (ع) فالمهم هو طهارة القلب وصدق النيّة والاخلاص لله وللرعيّة .

الشبهة الثانية : إنّ مقتدى الصدر خرج عن الحوزة العلمية وأوامر المرجعية

الجواب : قد يفهم البعض أن مقصودنا من المرجعية هي مرجعية أبيه الشهيد الصدر (قدس)، وهذا ليس صحيحاً ، فإن السيد مقتدى الصدر تربطه أوثق العلاقات مع جميع المرجعيات الدينية في النجف الأشرف ولم يتصرف تصرفاً كان المراجع غير راضين به ، فمثلاً أنه قال ( أنا اليد الضاربة للمرجعية في النجف الأشرف ) ، وعندما أرادت بعض الأطراف الشيعية  المرتبطة بالإحتلال من السيد مقتدى حل جيش الإمام المهدي ” ع ”  أوكل حل جيش الإمام ” ع ”  إلى مرجعية السيد السيستاني (دام ظله) ولم يرضَ السيد السيستاني بحله ، اذن هو لم يخرج عن أحد أعضاء الجسد الحوزوي ولم يمزق هذا الجسد كما يدّعي النفعيون ،  علماً أن السيد مقتدى لم يقطع التواصل بينه وبين مرجعية السيد السيستاني والشيخ الفياض ومراجع آخرين من مراجع النجف الأشرف وحتى من الحوزات الأخرى مثل لبنان وإيران .

الشبهة الثالثة :  مقتدى الصدر ليس مجتهداً ، أي أن تحركاته ليست شرعية .

الجواب :

 أ / إن السيد مقتدى الصدر يقوم بكل تحركاته وفقاً لفتاوى أبيه السيد الشهيد الصدر (قدس) وأفكاره ، وبالتالي فإنّ عمله شرعي !! .

ب / إن السيد مقتدى الصدر هو المصداق لوصية والده التي قال فيها : ( .. وحينئذٍ ؛ تقلدونَ شخصاً وتأتمرون بأمر شخص آخر ، بعنوان الوكالة أو أي عنوان آخر لكي يرتبكم .. ) فالسيد مقتدى ليس مجتهداً فهو قائد بتنصيب من مرجع ( السيد الشهيد ـ قدس ـ )  .

ج / هناك نماذج أخرى من القادة ليست بصفة المجتهد : كالسيد حسن نصر الله ، والسيد عمار الحكيم ، والسيد عبد الملك الحوثي ، فهم قادة ولهم جماهيرهم وممثلوهم في العمل السياسي . فما المشكلة في مقتدى الصدر؟ والجواب : هو الحقد والحسد !! .

الشبهة الرابعة : إن مقتدى الصدر لا يملك الخطابة ..

الجواب : أ / هذا ليس عيباً في حد ذاته ، فإن نبي الله موسى (ع) لم يكن خطيباً ، بل إتهمه فرعون بسوء الكلام  { أم أنا خيرٌ من هذا الذي هو مهينٌ ولا يكاد يُـبـين * } أي لا يستطيع أن يبين كلامه لأنه (ع) له ثقل في لسانه وهو معنى دعائه (ع) : { رب اشرح لي صدري * ويسّـر لي أمري * واحلل عقدةً من لساني * يفقهوا قولي * } ، إذن الذين يتهمون السيد مقتدى الصدر بهذه التهمة هم فرعونيون !! .

ب / المهم في الخطابة هو الإقناع وامتلاك القلوب مع طرح كل ما هو صادق وواقعي ، الذي يطمح إليه جميع العراقيين ، بما ينسجم مع الدين والوطن والمصلحة الإجتماعية . وكل هذا ما يتضمنه خطاب السيد مقتدى الصدر  .

الشبهة الخامسة  :
  وهي شبهة تمس أمراً عقائدياً وتاريخياً ، وهي قولهم : أن مقتدى الصدر يعد الإمام علياً (ع) خليفةً رابعاً ، وهو قول أهل السنة ، فإذن مقتدى الصدر يميل لأهل السنة ، بل هو خارج عن التشيع !! .

الجواب :

 أ / إن هذا الكلام ينبع من الجهل الممزوج بالحقد ، فإن خلافة الإمام علي (ع) تاريخياً هي بالتسلسل الرابع  ـ شئنا أم أبينا !! ـ ، علماً أن السيد مقتدى الصدر لم ينكر وصية النبي (ص) في الإمام علي (ع) أبداً كسائر المراجع وأهل المذهب .

ب / هناك تسجيل فيديوي للسيد حسن نصر الله قد ذكر الخلفاء وعائشة وترضّى عنهم ، فلماذا لم يستنكر عليه أحد كما استنكروا على السيد مقتدى الصدر ؟؟!! ليس إلا الحقد والحسد والمشروع التسقيطي الذي يقوده الطائفيون المستشيعون ضد هذا السيد الجليل !!   .

الشبهة السادسة :  إصطفاف مقتدى الصدر مع أهل السنة على حساب التشيع  عندما صلى خلف أهل السنة  .

الجواب :

 أ / إنّ المقصود بالتشيع في الشبهة هو الحكومة التي تدعي التشيع ، وليس مذهب التشيع ، وإلا فإنّ أئمتنا (ع) قد حثوا اتباعهم على الصلاة خلفهم وحضور مجالسهم و زيارة مرضاهم … إلخ .  فما هي البدعة التي جاء بها السيد مقتدى الصدر ؟!! إنه الحقد الأعمى والتسقيط لمصالح سياسية !! .

ب / إنّ السيد السيستاني ( دام ظله ) قال كلمةً لم يقلها قبله أحد من علمائنا بحق أهل السنة ،و هو قوله : ( لا تقولوا إخواننا ، بل قولوا أنفسنا ) . وقد قام السيد مقتدى الصدر بالتجسيد العملي لهذه المقولة ، فمن هو المخطئ ؛ السيد السيستاني أم السيد مقتدى الصدر ؟؟!!  .

ج /  إنّ المسألة ليست مسألة صلاة خلف أهل السنة ، بل هو موقف من السيد مقتدى الصدر ضد الطائفية الهوجاء التي يقودها كل من هو مستفيد من إشعال نارها من طائفيي الشيعة والسنة ، والمستفيد الوحيد هو أمريكا وإسرائيل !! . {  أفلا تعقلون }  ؟؟!!  .

الشبهة السابعة : مقتدى الصدر ينفذ مشروعاً قطرياً سعودياً بسبب سعيه لسحب الثقة من المالكي .

الجواب :

  أ / إنّ السيد مقتدى الصدر هو من أتى بالمالكي في الولاية الأولى لأن الجميع كان يحسن الظن به فضلاً عن إنتمائه لحزب الدعوة القريب فكرياً من التيار الصدري ، فهل كان السيد مقتدى الصدر  شيعياً و وطنياً في حينها والآن إنقلب سعودياً قطرياً ؟؟!!  .

ب / إن الموقف الشرعي والوطني يوجب على أمثال السيد مقتدى الصدر أن يقفوا من المالكي هذا الموقف ، بعدما تبين أن المالكي رجل سلطة وليس رجل دولة همه بناء سلطته على حساب المذهب والفقراء والدماء ، فكان المالكي بسبب سياساته الحمقاء الهوجاء قد أساء إلى المذهب قبل الوطن , حتى صار عنوان هذه الحكومة الظالمة المنحرفة هو عنوان للشيعة ، فلا بدّ من موقفٍ شيعي حازم يردّ الإعتبار للمذهب والوطن  ليزيح عنه ما وسخه المالكي بأفعاله , ناهيك عن الفوضى في كل مؤسسات الدولة التي نتجت عن سياسة المالكي في إدراة هذه المؤسسات ، فقد قام بتقريب الأبناء والأصهار  مقابل تهميش الكفاءات والإختصاصات مما أدى إلى تحطيم وتدمير مؤسسات الدولة ، فتفشى الفساد المالي والإداري إلى أقصى حد ، حتى احتل العراق المركز الأول في دول العالم في الفساد .

أخيراً لايسعني القول الّا أن أقول كما قال الشاعر :

وظلم ذوي القربى أشدُّ مضاضتةً *** على الفتى من وقع الحسام المهنّدِ

وللحديث بقيّة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب