27 ديسمبر، 2024 6:57 ص

مقتدى الصدر… بين المرجعية والقيادية..‼️

مقتدى الصدر… بين المرجعية والقيادية..‼️

“ما معنى ان مقتدى الصدر.. شاب عمره ٢٢ سنة..يتحكم بمدينة النجف الاشرف..ويسمونه زعيم الحوزة العلمية في النجف..اي زعيم هذا؟
زعيم عمره ٢٢ سنة..!!
زعيم الحوزة العلمية في النجف، عليه ان يقضي ٦٠ سنة في الحوزة يدرس ويدرس..
وعمره من الاول ٢٠ يصبح ٨٠ سنة..!!
هذا ولد شاب، على اي اساس يتحكم بمدينة النجف؟”
◾تلك صورة لواحدة من الهجمات الاعلامية ضد الصدر. ويبدو واضحا حجم المغالطات في كلام المهاجم. ويمكن تصحيحها، بالتالي:
1️⃣ عام ٢٠٠٤، عند بداية مقاومة الصدر ضد الاحتلال، في النجف الاشرف، كان قد بلغ من العمر ٣٠ وليس ٢٢.
2️⃣ ان التصدي في مقتبل العمر، غالبا ما تكون هي صفة ايجابية، امتاز بها الانبياء والرسل والائمة وقادة التاريخ.
? مثلا الشاعر المرحوم أحمد شوقي قد امتدح تصدي الشباب للشان العام. فقال:
◾وما الشيب من خيل العلا فارْكب الصبا
◾إلى المجد تركـب متن أقــدر جوال
◾يســـن الشـــبابُ البــأسَ والجـود للـفتى
◾ إذا الشيب سن البخل بالنفس والمال.
3️⃣ لاحظ اعمار اشهر العلماء، مثلا اينشتاين، في عام ١٩٠٥، نشر أربع بحوث رائدة نقلته إلى القمة، وكان في سن السادسة والعشرين فقط. فضلا عن اسماء اخرى شهيرة. فراجع.
4️⃣ ان الزعيم مقتدى الصدر، قد نشأ وترعرع في اسرة العلم والحكمة، وفي بيت ال الصدر. فلا غرابة في نبوغه المبكر.
مثلا: ان الشهيد السيد محمد باقر الصدر، قد بلغ رتبة الاجتهاد، وهو في الثامنة عشر من العمر. ويبدو ان ذلك مائز لال الصدر.
5️⃣ اما بخصوص الدراسة والتدريس، الذي ذكره المهاجم. يمكن القول:
ان الدراسة والتدريس لمدة ٦٠ سنة في مجال المنطق واللغة والتاريخ، ليس له علاقة بالايمان. فقد ذكرنا، سابقا، ان العلم بالشيء، لا يعني الايمان به. بل هنالك شروط ومتطلبات اخرى، يعرفها اهل الاختصاص.
اي ان دراسة المواد العلمية، في الحوزة، هي كدراسة الفيزياء والكيمياء، ولا تعطي امتياز لقيادة المؤمنين. الا بشرطها وشروطها.
? وهنالك اشكال اخرى هو:
لم تعرف الحوزة العلمية مفردة “القائد” بل المتعارف هو مصطلح “المرجع”..
ويمكن تفكيك هذا الاشكال، بعدد من الملاحظات، اهمها:
1️⃣ ان عنوان المرجع، عادة يتضمن صفة القائد، ولذلك لا يجوز الرجوع الى المرجع الميت، بل يجب الرجوع الى الحي.
اي ان المرجع هو فقيه وقائد، فاذا مات، ظل فقيها، وفرغ منصب القائد.
بلحاظ ان الشهيد السيد محمد الصدر (رض) اشار الى ذلك، فقال ما مضمونه: يكون لكم مرجعا وقائدا. ويبدو انه قد اسس لمنصب القائد، الى جانب المرجع.
واعتقد، ان ذلك قد تحقق في الواقع. والقاريء اللبيب تكفيه الاشارة.
2️⃣ مفهوم المرجع، يتعلق بوجود قواعد شعبية ترجع للمتصدي. ولا يختص ذلك بالجانب الديني. فهنالك مراجع في العلوم كافة، بل وفي النشاطات البشرية عموما.
◾ اي ان وجود قواعد مليونية ترجع للصدر، صيرت منه زعيما او قائدا شعبيا.
◼ وبالرغم من ذلك، يبدو ان الصدر قد اسس واقعا جديدا، ايجابيا، لم تعرفه الحوزة العلمية.
وللحديث بقية.