4 مارس، 2024 8:35 ص
Search
Close this search box.

مقتدى الصدر بيضة لقبان منكسر

Facebook
Twitter
LinkedIn

أحدثت زيارة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الأخيرة الى العاصمة السعودية الرياض ومن قبلها زيارة وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي عن كتلة بدر المعروفة بتشددها قادتها وعدائهم الصريح للملكة مؤخرا لغطا كبيرا في الشارع السعودي والعراقي والخليجي على حد سواء!!

في بادئ الامر من حق القيادة و الدبلوماسية السعودية ان تتخذ ما تراه مناسبا في الوقت الراهن وفق المتغيرات الدولية والأقليمية بالأنفتاح على العراق بكافة طاقمه الحكومي واحزابه وحتى مليشياته لأسباب عديدة تعيها القيادة السعودية جيدا ربما تقف في مقدمتها اتخاذ كل السبل لوقف التمدد الايراني عبر مليشياتها العاملة في العراق والتي باتت على الابواب!!…

وبالتأكيد فان شعبي البلدين ولما تربطهم من أواصر تاريخية وجغرافية مشتركة كثيرة هم احرص من الساسة لان تعود العلاقات بينهما بما ينعكس ايجابا على مجمل الاصعدة والمجالات الاقتصادية والامنية وربما ما زاد في التنافر والتحسس بين الدولتين وفي بعض الاحيان اصاب العلاقات الجمود والقطيعة لعقود هي السياسات الخاطئة لتي مضى بها العراق وانعكاستها على العلاقات وخاصة بعد غزو دولة الكويت الشقيقة التي كانت كالقشة التي قصمت ظهرالبعير ,, وما زاد في القطيعة رغما لزوال النظام واركانه هو تمكن العدو الكلاسيكي للسعودية والعرب (ايران الولي الفقيه) ودخولها بقوة وسيطرتها على كل مفاصل الدولة العراقية الحديثة التي تشكلت وفق المفهوم الامريكي الهجين وبأدوات ايرانية مما حدا بالمملكة الاحجام لعقد ونيف من الزمان ان تنأى بنفسها عن الدخول كطرف اقليمي على اقل تقدير كمراقب محايد للتطورات المتسارعة في العراق بعد احتلاله على النقيض من ايران وتركيا والكثير من الدول التي رسخت تواجدها وما زالت تتحكم بطريقة واخرى في الخفاء والعلن في الملف العراقي ولهم رجالاتهم واحزابهم وادواتهم!!

وربما كانت طريقة ادارة الملف العراقي في أبان قيادة الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله بتجنب التصادم المباشر مع ايران لطالما ان امريكا قد تعهدت للقيادة السعودية ولدول الجوار بان لا يتعدى الدور الايراني حدود العراق واقتنعت القيادة السعودية بناءا على تلك الوعود التي بان زيفها لاحقا مما أدت الى عزل السعودية عن العراق تماما وعزل العراق عن محيطه العربي وكان ذلك هو المفصل والمرتكز الذي اسس على الخدعة الامريكية الكبرى التي فسحت المجال لايران لتعمل بأريحية تحت الغطاء الامريكي الى ان تمكنت من بسط جميع نفوذها على العراق وما عرقل المشروع الامريكي الايراني هو انبثاق فصائل المقاومة من المكون السني حصرا فتم احتوائه واختراقه تارة ببث عناصر القاعدة والصحوات وتارة بالسياسين السنة والذين تم نعتهم بسنة المالكي وعند انكشاف اللعبة اسند المالكي لقواته بالتعامل القسري ومعالجة المنتفضين والرافضين لنفوذها في المحافظات السنية بعزلها ثم بسحقها بتنظيم داعش في دوري الاستلام والتسليم الى ان انهكت تماما ولم يعد بمقدورها الوقوف في طريق المد الايراني مما افقد السعودية في نهاية المطاف ان يكون لها اي دور من الممكن ان تعتمد عليه في اعادة توازن القوى بعد ان تم اجهاض المكون السني وسحق قياداته المعتدلة تماما فلا سبيل للقيادة السعودية بعد ذلك الا ان تنفتح على اصحاب التأثير والنفوذ من القيادات الشيعية الذين بسطوا نفوذهم كاملا على القرار والمقدرات العراقية !!

حقيقة فإن دول الخليج متمثلة بالقيادة السعودية اليوم تتعامل مع ملف شائك وتسير في ارض مليئة بالألغام وغير مأمونة اطلاقا وهي قد وضعت سيناريوهات عديدة بعضها خرج الى العلن واخرى في ادراج الدبلوماسية ونحن نثق تماما ان القيادة السعودية لا تتحرك وتتخذ هكذا قرارات مصيرية الا بعد دراسة مستفيضة ونأمل ان تنجح في مسعاها لما ينعكس ايجابا على الوضع الامني العراقي ويخفف الاحتقان الطائفي.

إن توقيت الانفتاح على العراق خليجيا في اعقاب التحرك للادارة الامريكية وما تم الاتفاق الضمني بين الرئيس ترامب ومجموعة الخمسين التي التأمت في الرياض بوضع حد للارهاب ورعاته وعلى رأسهم ايران وكذلك تفاقم الازمة الخليجية الخانقة بسبب مواقف قطر المناهضة لاغلب دول مجلس التعاون الخليجي وقرب الانتخابات العراقية ومعركة الموصل وتداعياتها على المنطقة دون القضاء على قيادات داعش فيها وتعثر الازمة السورية ومراوحة الملف اليمني دون حلول لهما في الافق كل تلك الملفات بشكل وآخر لها علاقة وتأثير مباشر في التحول الجذري في اقدام الخليج والقيادة السعودية حصرا على قرارهم الذي فاجئ الكثير المتمثل بالانفتاح على العراق رغما لما له من محاذير وما زلنا في بداية الشوط !! وهل يصلح مقتدى الصدر ليكون كبيضة القبان لميزان بكف واحد منكسر؟؟ …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب